اليورو/ دولار أمريكي يخترق مستوى 1.3000 للاسفل مع تجدد احتمالات قطع الفائدة
اخترق اليورو/ دولار امريكي الحاجز النفسي 1.3000 للأسفل في أعقاب الاعلان عن مؤشر مديري المشتريات الألماني الذي جاء بقراءة اضعف من التوقعات، وكذلك بعد تجدد التوقعات باحتمالية قطع سعر الفائدة من البنك المركزي الاوروبي في الاجتماع القادم في مايو. وبشكل عام، كان هناك تراجع واضح في معدلات الرغبة في المخاطرة في سوق الفوركس، حيث ادى ضعف البيانات الصينية عن مؤشر مديري المشتريات بالقطاع اصناعي والذي جاء اقل من التوقعات الى تراجع الدولار الاسترالي، وتراجع الدولار الأمريكي/ ين ياباني، بينما اندفع الباوند البريطاني للأعلى متجاوزًا مستوى 1.5200 بعد الاعلان عن تقرير صافي القروض بالقطاع العام البريطاني.
جاء مؤشر مديري المشتريات الألماني بقراءة تدل على ان قطاع الخدمات قد دخل في المنطقة الانكماشية، كما جاء مؤشر مديري المشتريات الألماني بالقطاع الصناعي بقراءة تنخفض عن حاجز الـ 50 والذي يعتبر الحد الفاصل بين الازدهار والانكماش. انخفض مؤشر مديري المشتريات الالماني بقطاع الخدمات الى 49.2 بالمقارنة مع التوقعات عند 51.1 وبالمقارنة مع القراءة السابقة عند 50.9. وتعتبر هذه هي المرة الاولى التي ينخفض فيها مؤشر قطاع الخدمات الى ما دون الـ 50 منذ أكتوبر 2012، مما يدل على ان الضعف في منطقة اليورو بشكل عام يتسلل أخيرا الى اكبر اقتصاد في المنطقة وهو الاقتصاد الالماني. وانخفض مؤشر مديري المشتريات بالقطاع الصناعي الى 47.9 مقابل التوقعات بقراءة 49.00.
يثير ضعف بيانات مؤشر مديري المشتريات الصناعي الألماني شكوك حول اي تعافي محتمل خلال الربع الثاني من هذا العام، ويدل على ان معدل النمو قد يكون سلبيًا خلال ربعين سنويين على التوالي. كما ان هذه الاخبار قد تسببت في إعادة المناقشات حول احتمالية قطع سعر الفائدة، وفي ظل تدهور العوامل الاقتصادية في المنطقة، فإن احتمالات اتخاذ البنك مثل هذا الإجراء في تزايد. ويحتاج صناع السياسة في منطقة اليورو لبعض التحفيز الاقتصادي لإنعاش الاقتصاديات المتدهورة في اوروبا، وسوف يكون قطع سعر الفائدة هو المسار السياسي الأسرع والاقل تكلفة.
لا تزال اوضاع الائتمان مقيدة في منطقة اليورو بينما لا تعتبر ضغوط الاسعار موجودة. وعلى الرغم من أنه من غير المتوقع ان يقدم قطع سعر الفائدة تحفيز سريع للنمو الاقتصادي، لأن آلية التحول في اوروبا لا تزال مكسورة، إلا أنها ستؤدي الى دفع اليورو/ دولار للانخفاض لتساعد قطاع الصادارت المتعثر. وهناك شيء واحد واضح وهو ان اوروبا قد وصلت الى حدود سياستها التقشفية، بحيث تعاني الآن حتى المانيا من تبعات إجراءاتها، وبالتالي سيكون من الضروري اتخاذ موقف أكثر تكيفا لمساعدة النمو الاقتصادي على التعافي خلال الربع السنوي الثاني هذا العام.
في الوقت ذاته، سجل مؤشر مديري المشتريات بالقطاع الصناعي الصادر عن HSBC قراءة مخيبة للآمال، حيث سجل مستوى 50.5 مقابل التوقعات بقراءة 51.4، مما يدل على ان معدل النمو الاقتصادي في آسيا يتباطأ أيضًا. انخفض الدولار الاسترالي الى 1.0220 في اعقاب هذه البيانات، إلا ان هذا الزوج يستمر في الارتفاع فوق مستوى الدعم 1.0200. وعن إذا ما سيتمكن هذا الزوج من الصمود فوق هذا المستوى والمحافظة عليه من الاختراق، فإن هذا يعتمد على التدفقات المالية في الجلسة الأمريكية. إن تعرضت الاسهم الامريكية إلى عمليات بيع مكثفة كرد فعل لاخبار يوم امس، وإن أكدت قراءة مؤشر مديري المشتريات الامريكي بالقطاع الصناعي على وجود المزيد من التباطؤ في النشاط الاقتصادي، فقد يختبر الدولار الاسترالي/ الدولار الامريكي مستوى 1.02000 مع مرور يوم التداول.
وكانت كل حركات السعر المعتمدة على كره المخاطر قد فرضت ضريبتها على الدولار الامريكي/ الين الياباني الذي اخترق مستوى 99.00 للأسفل وظل بالقرب من مستوى 98.50 في منتصف جلسة التداول الاوروبية. وفشل هذا الزوج في اختراق مستوى 100.00 مرة اخرى، وقد يكوّن قمة سعرية قصيرة الأجل في الوقت الحالي. وعلى الرغم من الجهود المستمرة المبذولة من السلطات اليابانية لإضعاف الين الياباني، إلا ان المخاوف المتزايدة بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي يحد من ارتفاع هذا الزوج في الوقت الحالي.