المزيد من الأدلة على انكماش اقتصادي في منطقة اليورو
تجددت الضغوط مرة أخرى على اليورو في جلسة التداول الأوروبية صباح اليوم بعد الإعلان عن بيانات التضخم من منطقة اليورو والتي أظهرت وجود المزيد من الضغوط الركودية في المنطقة، الامر الذي ساعد على تجدد المخاوف من أن البنك المركزي الاوروبي قد يضطر إلى التفكير في تخفيض اسعار الفائدة في اجتماعه القادم في فبراير. سجل مؤشر اسعار المستهلك من منطقة اليورو معدل 0.7% مقابل التوقعات بقراءة 0.9%- وهو الشهر الثاني على التوالي الذي يسجل فيه مؤشر اسعار المستهلك قراءة هبوطية مفاجئة. وكان السبب الأساسي وراء تراجع مؤشر اسعار المستهلك هذا الشهر هو انخفاض تكاليف الطاقة والتي انخفضت بنسبة 1.2%. ويبدو هذا واضحصا من خلال ارتفاع مؤشر اسعار المستهلك باستثناء الغذاء والطاقة الى 0.8% مقابل التوقعات بقراءة 0.7%.
وعلى الرغم من ان المسؤولين في منطقة اليورو قد أكدوا بثبات أن انخفاض اسعار المستهلك هي مؤقتة، إلا ان الادلة الاقتصادية تخالف هذا التأكيد، حيث ظل مؤشر اسعار المستهلك في منطقة اليورو دون الـ 1% خلال الاربع اشهر السابقة، مما يدل على ان القوى الركودية متأصلة في المنطقة. ويعتبر الامر المقلق أكثر هو حقيقة ان تراجع معدلات الطلب قد تسبب في تباطؤ أوضاع التوظيف في أغلب الدول الطرفية في منطقة اليورو.
فقد سجل معدل البطالة في منطقة اليورو اليوم قراءة 12.0% مقابل التوقعات بقراءة 12.1%، ولكن كان كل التحسن في هذا المعدل منسوب إلى ألمانيا- والتي تستمر في أدائها المتفوق بالمقارنة مع بقية دول الاتحاد الأوروبي. وعلى الرغم من ذلك كانت معدلات الطلب في ألمانيا ضعيفة بشكل مفاجئ. فقد سجلت مبيعاتا لتجزئة الألمانية اليوم انخفاض بنسبة 2.4% مقابل التوقعات بارتفاعها بنسبة 0.2%، مما يدل على أن المستهلك حتى في أقوى اقتصاد في منطقة اليورو يتعامل بدرجة كبيرة من الحذر.
على الرغم من ان ارتفاع مؤشر اسعار المستهلك باستثناء الغذاء والطاقة قد يعطي مشتري اليورو بعض التفاؤل، إلا أن حقيقة الأمر ان الضغوط التضخمية في منطقة اليورو لا تزال في تراجع، وأن معدل الطلب منكمش، كما ان معدل النمو الاقتصادي في تراجع أيضًا. ومن المحتمل بهذا أن يزيد الضغط على البنك المركزي الأوروبي لتحفيز معدلات النمو، خاصة إن بدأ الاضطراب الحالي في الاسواق الناشئة في نشر تأثيراته السلبية إلى منطقة اليورو المعتمدة على التصدير.
انخفض اليورو/ دولار أمريكي إلى ادنى مستوى له عند 1.3517 في اعقاب الاعلان عن مؤشر اسعار المستهلك، ولكنه تمكن في النهاية من الحفاظ على مستوى 1.3500 في جلسة تداول لندن، وكان التداول في السوق قد تأثر إلى حد ما بأجازة العام الجديد في الصين. وقد يشهد هذا الزود المزيد من الاتجاه الهبوطي في الجلسة الامريكية، حيث من المحتمل أن تؤدي صفقات البيع إلى اندفاع السعر إلى حاجز الـ 1.3500 مرة اخرى.
لا توجد اليوم بيانات اقتصادية أمريكية، ولكن يبدو ان التجار سيركزون على تقرير الناتج المحلي الاجمالي الكندي والذي من المتوقع أن يأتي بقراءة 0.2%. إن جاء هذا التقرير بقراءة دون التوقعات، فقد يدفع هذا بسعر الدولار الامريكي/ الدولار الكندي خلال مستوى 1.1200 مع استمرار ضعف الدولار الكندي. وسيكون التركيز في الجلسة الامريكية اليوم على مؤشر مديري المشتريات من شيكاغو ومؤشر ثقة المستهلك من جامعة ميتشجان، حيث يسعى التجار الى الحصول على تأكيد بأ التعافي الاقتصادي الامريكي يحافظ على زخمه. وإن جاءت الارقام الاقتصادية اليوم دون التوقعات، فقد ينخفض الدولار الامريكي/ الين الياباني وقد يختبر مستوى 102.00 مرة أخرى.