الدولار يتراجع بعد تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي
الدولار يتراجع بعد تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي
اتسم عام 2017 بحركات سعرية مبالغ فيها قوية في العديد من العملات الرئيسية وبعد أشهر من الاتجاه الصعودي المستمر، بدأنا في رؤية إشارات بتكوّن قمة سعرية.وبعد رفض المستويات الأساسية لأزواج مثل الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD و الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي AUD/USD و الدولار الأمريكي/ الدولار الكندي USD/CAD، تكوّنت نماذج أعلى المستويات التنازلية وأدنى المستويات التنازلية أو نماذج من التماسك، و يتسائل العديد من العديد من المستثمرين عما إذا كانت هناك تصحيحات أعمق تنتظرنا. للإجابة على هذا السؤال، علينا أن ندرك أن ضعف الدولار الأمريكي هو السبب الرئيسي وراء ارتفاع اليورو والدولار الأسترالي بنسبة تزيد عن 10٪ حتى الآن. ما هو لافت للنظر عن هذه اتجاهات تصاعدية هو أنها حدثت بينما كان البنك الاحتياطي الفيدرالي يرفع أسعار الفائدة وهو ما يعني ان المستثمرين يشككون ميل البنك المركزي إلى تضييق السياسة النقدية من البداية. يخفف تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي الذي صدر يوم الجمعة بعضًا من تلك المخاوف ولكن على أساس الارتفاع الباهت في الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY لا تزال هناك قناعة بين المستثمرين بأن رفع سعر الفائدة ليس له مبرر. ووفقًا لهذا التقرير، ارتفع عدد الوظائف بمقدار 209 ألف وظيفة في شهر يوليو، مما أدى إلى انخفاض معدل البطالة إلى 4.3٪ من 4.4٪. وارتفع متوسط نمو الأجور بالساعة إلى 0.3٪ من 0.2٪. وتعتبر هذه الأرقام جيدة بما فيه الكفاية لوقف انخفاض في الدولار وتخفيف الارتفاعات في العملات الذي تقع في منطقة ذروة الشراء. وبعبارة أخرى، فإن التراجع الذي شهدناه خلال الأسبوع الماضي في أزواج مثل اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD، و الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD و الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي AUD/USD أصبح قمة سعرية الآن قد تؤدي إلى المزيد من الانخفاضات. إن توقعات الدولار الأمريكي ليست السبب الوحيد وراء تكوين عدد من العملات قمم سعرية. وتشعر البنوك المركزية بالقلق إزاء الآثار السلبية لعملاتها القوية، وبالتالي فقد قللت البنوك من من درجة ميلها إلى تضييق السياسة النقدية نتيجة لذلك. من المقرر الإعلان عن عدد قليل للغاية من البيانات الاقتصادية هذا الأسيوع وبالتالي فإن فقدانا لزخم الذي شهدناه الأسبوع الماضي قد يمتد لهذا الأسبوع أيضًا. والتقرير الوحيد من البيانات الأمريكية التي يستحق المراقبة هو تقرير التضخم يوم الجمعة وقبل ذلك سيكون هناك تركيز على حديث البنك الاحتياطي الفيدرالي.
إن الجنيه الإسترليني هو الأكثر عرضة لتصحيح سعري عميق حيث لم يكن هناك شيء إيجابي في تقرير التضخم الربع سنوي الصادر من البنك البريطاني وإعلان السياسة النقدية. وصوت البنك المركزى بنتيجة 6-2 لصالح ترك اسعار الفائدة دون تغيير وخفض توقعاته الخاصة بالناتج المحلى الاجمالى ونمو الاجور واعرب عن مخاوفه من “الانتقال السلس الى علاقة اقتصادية جديدة مع الاتحاد الاوروبى”. وقال محافظ كارني أن القراءات المعدلة لتوقعات البنك ناتجة ” المخاوف بشأن شكل النهائي لعلاقة المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يضغط على قرارات الشركات والأسر ويؤثر على معدلات كل من العرض والطلب.” كما أن البنك يشعر أيضا أن ضعف الجنيه الإسترليني كان السبب الوحيد الذي جعل التضخم مرتفعًا للغاية في بداية العام، وينبغي أن تؤدي الانتكاسة الأخير إلى تخفيف الضغوط السعرية. وكما أشار برودبنت عضو البنك البريطاني، فإن التضخم في المملكة المتحدة يقترب من ذروته. ويرى كارني أيضا أن النمو يساعد في وقت لاحق على ارتفاع معدلات الاستثمار والتجارة مع ارتفاع قدرة العرض في الاقتصاد بمعدل معتدل، ولكن تستند توقعاته إلى أول رفع سعر الفائدة في الربع الثالث من عام 2018، وهو أمر بعيد جدا عن السوق الذي كان يأمل في تغيير سعر الفائدة هذا العام. وكانت خيبة الأمل التي خرجت من اجتماع البنك المركزي طغت على مؤشرات مديري المشتريات الأقوى من التوقعات. وبالنظر إلى مدى ارتفاع الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD في الأشهر الأربعة الماضية (من 1.24 إلى 1.3250)، فإن لهجة البنك المركزي و تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي الجيد يعني أنه من المرجح أن يكون مستوى 1.3270 بمثابة قمة سعرية لزوج العملة الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD. وعلى أساس فني، يقع هذا المستوى عند المتوسط المتحرك البسيط (SMA) لـ 20 يوم على الرسم البياني الشهري كما أنه مستوى تصحيح فيبوناتشي بنسبة 23.6% لحركة البيع المكثف من 2014 إلى 2016، وبالتالي فهي نقطة توقف ممتازة بعد الارتفاع الممتد الذي أخذ هذا الزوج من مستوى 1.20 في أكتوبر من العام الماضي إلى 1.3270 هذا الشهر. ولن تكون تقارير الإنتاج الصناعي و الميزان التجاري في هذا الأسبوع هامة بما فيه الكفاية لتغيير شهية السوق للاسترليني.
تراجع اليورو بحدة يوم الجمعة وقد يجد بعض التجار أنه من المثير للاهتمام أن الانخفاض بالنسبة المئوية كان أكبر من الجنيه الاسترليني والدولار الاسترالي على الرغم من أن العوامل الاساسية في تلك الدول أقل إيجابية ولكن تفسير ذلك بسيط. فقد فقدت العديد من العملات الأخرى قوة دفع في وقت سابق من هذا الشهر وأخيرا يلحق بهم اليورو. في نهاية اليوم نتوقع أن يتفوق اليورو في أداءه ويسجل مستوى أعلى حتى يبدأ البنك المركزي الأوروبي في دفعه للأسفل. وخلافا للدول الأخرى، كانت هناك بيانات إيجابية أكثر من البيانات السلبية، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يقوم البنك المركزي بتحديث توقعاته الاقتصادية الشهر المقبل، ويمكن أن يبدأ في تقليص مشتريات الأصول. وتظهر أحدث التقارير الاقتصادية ارتفاع طلبيات المصانع الألمانية بقوة، إلا أن الطلب على مستوى التجزئة آخذ في التباطؤ وفقا لمؤشرات مديري المشتريات. في حين أننا نميل الى احتمالية ارتفاع اليورو ، وارتفعت العملة بنسبة 10٪ هذا العام، الأمر الذي سيؤثر على الاقتصاد في نهاية المطاف. وقد شهدنا بالفعل بعض نقاط الضعف، ونشك في أن التقارير الاقتصادية في الشهر المقبل قد لا تكون جيدة مثل التقارير الأخيرة. في كلتا الحالتين، في الوقت الراهن حتى يكون هناك ضعف في البيانات، من المتوقع ان يتفوق اليورو على العملات الأخرى. ومن المقرر أن يصدر الإنتاج الصناعي الألماني والتوازن التجاري هذا الأسبوع – ومن غير المتوقع ان يكون لهذه التقارير تأثير كبير على العملة. سيكون التركيز التالي موجه الى حديث دراجي في قاعة جاكسون في وقت لاحق هذا الشهر. يقع الدعم لزوج العملة اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD بين 1.1670 و 1.1670.