الدولار الأمريكي يرتد أخيرًا للاعلى بعد أسبوع من الضغوط المستمرة
الدولار الأمريكي يرتد أخيرًا للاعلى بعد أسبوع من الضغوط المستمرة
تعرض الدولار الأمريكي إلى ضغوط مستمرة خلال الأسبوع الماضي. فقد تعرضت العملة الأمريكية إلى البيع مقابل جميع العملات الأساسية مسجلاً أدنى مستويات له خلال عدة أسابيع مقابل أغلب العملات ، بما في ذلك اليورو و الباوند البريطاني و الين الياباني الفرنك السويسري و الدولار الكندي. وعلى أساس النسب المئوية، توقفت الخسائر عند 2% تقريبًا ولكن ما يجعل الاتجاه الهبوطي في الدولار هام للغاية هو أنه كان بلا توقف. فلم يحصل أيًا من الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY و الدولار الأمريكي/ الدولار الكندي USD/CAD على يوم واحد من الارتفاعات بينما ارتفع اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD بدون تصحيح حتى يوم الجمعة. وعلى الرغم من تفوق أداء الاقتصاد الامريكي على أقرانه و أن البنك الاحتياطي الفيدرالي هو البنك المركزي الوحيد الذي لا يقترب من السياسة النقدية الميسرة، إلا أن المستثمرون يتوقعون المزيد. دفع المستثمرون الدولار الامريكي للأعلى الشهر الماضي بعد تعافي تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي وفي اعقاب تصريحات البنك الاحتياطي الفيدرالي التي تميل الى تضييق السياسة النقدية، مما أنعش آمال رفع سعر الفائدة في عام 2016. ولكن بعد الانكماش المفاجئ في مبيعات التجزئة، تزايدت شكوك المستثمرين بأن البنك المركزي سيرفع سعر الفائدة ، وحتى الرغم من أن التقارير الاقتصادية التي صدرت الأسبوع الماضي كانت أفضل من التوقعات، إلا أنه كان يُنظَر إليها بتشكك. يتضمن ذلك تصريحات “دادلي” عضو اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) بأن أسعار الفائدة يمكنها الارتفاع في شهر سبتمبر ، وكذلك محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) الذي كان يميل الى تضييق السياسة النقدية.
خلال هذا الاسبوع ، لا يوجد الكثير من البيانات الاقتصادية الامريكية المحركة للسوق. فمن المقرر الاعلان عن مبيعات المنازل الموجودة و مبيعات المنازل الجديدة بالإضافة إلى مؤشر مديري المشتريات (PMI) من “ماركت”، والقراءة المعدلة عن الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني و مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي من جامعة ميتشجان. وسيكون التركيز موجه إلى حديث “جانيت يلين” محافظ البنك الفيدرالي في قاعة جاكسون يوم الجمعة. يعتبر ضغط البيع على الدولار الأمريكي قوي ، وحتى تتغير الآراء تجاه الدولار الامريكي ، نحتاج ان تقول “يلين” أن رفع سعر الفائدة وشيك وسنحتاج إلى قراءة قوية أخرى من تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي. وحتى ذلك الحين لا توجد أي فرصة لرفع سعر الفائدة في شهر سبتمبر أو شهر نوفمبر. وعلى الرغم أن مجال المناقشة مفتوح حول احتمالية رفع سعر الفائدة في شهر ديسمبر خاصة أنه اجتماع ينشر فيه البنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاته الاقتصادية وتعقد فيه جانيت يلين مؤتمر صحفي. إن قرروا رفع أسعار الفائدة ، فسوف يحدث ذلك قبل الكريسماس بأيام عندما يكون الارميكان في أجازة التسوق.
ولسوء الحظ، لا يزال هناك أربعة أشهر قبل اجتماع شهر سبتمبر ولا توجد فرصة بأن يرفع البنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة في شهر سبتمبر أو شهر نوفمبر. وبالتالي حتى يكوّن الدولار الامريكي قاع سعري فسوف نكون في حاجة إلى بيانات إيجابية فوق العادة، وحتى ذلك الحين سيستمر الدولار الامريكي في الانخفاض، و التماسك خلال هذا الأسبوع أو قد يتعرض إلى ارتدادات سعرية بسيطة. لا يزال الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY يجد صعوبة في الحركة حول مستوى 100 وبينما من المحتمل ان يتجه الى 101، إلا أن فرصة تسجيل اعلى مستوى في اغسطس فوق 103 أمر غير محتمل. كما يمكننا أن نشهد محاولات عديدة تحت مستوى 100. وفي نهاية الاسبوع حافظ هذا الزوج على أدنى مستوى لشهر يونيو عند 99 ولكن يعتبر الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY مستعد للدخول في نطاق سعري جديد أقل.
ومن أكبر المخاطر التي ظهرت في السوق هذا العام كان خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) و وعلى الرغم من أن هذا لا يزال هو الموضوع الأساسي، إلا أنه من أحد الامور التي علمناها خلال الاسبوعا لماضي هو أن الضرر الواقع على الاقتصاد البريطاني يعتبر محدود. وفي بداية الأسبوع الماضي، خشي العديد من المستثمرين من أن تكون المجموعة الاولى من البيانات الاقتصادية بعد خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) ضعيفة للغاية وبينما مانوا على حق فيما يتعلق بأسعار المنازل ،إلا أنهم كانوا خاطئين بشأن كل البيانات الاخرى. ارتفعت أسعار المستهلك البريطاني بما يزيد عن التوقعات على أساس سنوي، وانخفضت معدلات الشكاوى من البطالة و ارتفع متوسط الاجور في الساعة وارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 1.4% خلال شهر يوليو. وقد لعب ضعف العملة الناتج عن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) دور في دعم ضغوط الاسعار، حيث كان وسيلة جذب للسياحة وتعزيز معدلات الإنفاق. وفي نهاية الاسبوع قال رئيس الوزراء البريطاني أنه سيتم تفعيل المادة 50 في شهر أبريل 2017 وأدى هذا التأكيد على دفع الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD للانخفاض. ولا توجد الكثير من البيانات الاقتصادية خلال هذا الأسبوع مما يعني أن هذه القراءة الأساسية قد يكون لها تأثير أكبر على الباوند البريطاني.
وعلى النقيض من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، هناك قدرا كبيرا من البيانات من منطقة اليورو خلال هذا الأسبوع. يتضمن هذا مؤشرات مديري المشتريات و تقرير IFO الألماني والقراءة المعدلة للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني. وحتى الىن تعتبر البيانات من منطقة اليورو جيدة و يعتبر المسؤولين في هذا الأقليم عن نظرتهم التفاؤلية بأن تأتير خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) سيكون محدودًا. ونظرًا إلى أن مؤشرات مديري المشتريات من بريطانيا قد جاءت بنتائج سلبية مؤخرًا، فسوف يراقب المستثمرون مؤشرات مديري المشتريات منطقة اليورو بعناية. وخلال الاسبوع الماضي تمكن اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD من الارتفاع ولا توجد مقاومة قوية حتى مستوى 1.1425 والذي يعتبر أعلى مستوى سجله قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. ولكن إن وجد هذا الزوج نفسه تحت مستوى 1.13 فمن المحتمل أن يكون هناك تصحيح أعمق إلى مستوى 1.12.