البيانات الصينية تتخطى التوقعات.. فما تأثير هذا على سوق الفوركس
جاءت قراءة البيانات الاقتصادية الصينية أفضل من التوقعات حيث أعطت دفعة معتدلة للدولار الأسترالي وبما أتاح له التعافي فوق مستوى 1.0400 في الجلسة الأسيوية بعد البيع المكثف الحاد يوم أمس في جلسة التداول في أمريكا الشمالية. وكانت مبيعات التجزئة الصينية والإنتاج الصناعي قد سجل كلاهما قراءة أفضل من التكهنات حيث ارتفع هذا الأخير إلى 9.6% من تكهنات بـ 9.5%، فيما زاد الأول بنسبة 14.5% في مقابل إجماع على 14.4%. كما ارتفعت استثمارات الأصول الثابتة إلى 20.7% في مقابل 20.6% المتوقعة في البداية. وظل التضخم مروّضًا عند مستوى 1.7% في مقابل 1.9% المتوقعة.
وإجمالاً، أكدت الأخبار أن الصين قد هندست حتى الآن هبوطًا ناعمًا في تباطؤها الاقتصادي مع تباطؤ النمو من إيقاعه الحار البالغ 10% زائد المعدلات السنوية للعقد الماضي إلى معدل 7.0% وهو أكثر انخفاضًا ولكنه لا يزال قويًا. وقد قدر رئيس هيئة الإحصائيات الصيني أن النمو في الصين في 2012 سوف يبلغ 7.5% مع بلوغ مؤشر سعر المستهلك CPI إلى 4%. وتتيح معدلات النمو الثابتة في الناتج المحلي الإجمالي الصيني إلى جانب معدلات التضخم اللطيفة للسلطات أن تكون أكثر مرونة فيما يتعلق بالسياسة النقدية في العام الجديد، ولكن الاقتصاد لا يزال يواجه مخاطر جمة في عام 2013، والتي قد يأتي أغلبها خارجًا عن سيطرة الزعيم الصيني.
ومن الواضح أنه برغم المجهود المبذول في إعادة تهيئة النمو الصيني بعيدًا عن الإنتاج إلى الاستهلاك. لا تزال الصادرات والاستثمار يتحكمان بنسبة غير متجانسة من اقتصاد البلاد. ولهذا فإن التباطؤ الملحوظ في منطقة اليورو والذي انتشر الآن إلى اقتصاديات ألمانيا وفرنسا قد يعوق بشكل خطير النمو في الصادرات الصينية في العام القادم.
ولهذا السبب نجد أنه بالرغم من النتائج الأفضل من المتوقع، كانت ردة الفعل في الدولار الأسترالي AUD إيجابية بشكل طفيف، وعانى الزوج للتمسك بمكاسبه مع انحرافه إلى الوراء نحو رقم 1.0400 مع بدء التداول الأوروبي. ومع استمرار هيمنة الشعور بكراهية المخاطر في سوق الفوركس، ومجيء أحدث بيانات الإنتاج الصناعي الفرنسي أسوأ بشكل ملحوظ عن المتوقع، فإن أي ارتفاع في المخاطر يظل في حالة كبيرة من التردد في الوقت الحالي.