البنك المركزي الأوروبي يستمر في محاربة ارتفاع سعر صرف اليورو
تعرض اليورو الى بعض الضغط في جلسة التداول الاوروبية اليوم بعد التعليقات من عضو البنك المركزي الأوروبي (ECB) “جينز ويدمان” والذي قال ان البنك المركزي قد يفتح المجال لاحتماليه أسعار الفائدة السلبية. وكان رئيس بوبا يتحدث نظريا، لكنه قال أن البنك المركزي الأوروبي (ECB) بدأ يستنفذ ما لديه من الأدوات لمكافحة ارتفاع قيمة اليورو وأن سياسة الفائدة السلبية قد يكون خيارا تفكر فيه السلطات النقدية.
ويعتبر السيد “ويدمان” هو الأكثر تشددا من أعضاء البنك المركزي الأوروبي (ECB) ويشير تطور موقفه حول هذه القضية إلى أن صناع السياسة النقدية الألمان أصبحوا مهتمين بارتفاع سعر صرف اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD . وخلال الايام العديدة الماضية، شهد السوق العديد من البيانات التي افادت ان ارتفاع اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD هي بداية فرض الضريبة على الاقتصاد الألماني.
فيوم أمس جاء مؤشر مديري المشتريات (PMI) الألماني بقراءة دون التوقعات، منخفضا الى ادنى مستوياته من العام، واليوم جاء تقرير IFO الألماني بقراءة أسوأ من التوقعات عند 110.7 مقابل التوقعات بقراءة 110.9. وعلى الرغم من أن جميع المؤشرات الأساسية الاقتصادية الألمانية لا تزال بالقرب من اعلى المستويات خلال عدة اشهر، مما يدل على ان الاقتصاد الألماني مستمر في التوسع، إلا أن آخر مجموعة من البيانات تشير بوضوح الى أن التباطؤ يبدأ في إثارة قلق السلطات النقدية.
بالاضافة الى ارتفاع اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD ، فإن التوترات الجيوسياسية مع روسيا قد تضغط على معدل النمو الاقتصادي قي ألمانيا خلال هذا الربع من العام، وقد يؤدي هذين العاملين الى دفع السيد “ويدمان” الى موقف أكثر تكيفًا فيما يتعلق بالسياسة النقدية في اجتماعات البنك المركزي الأوروبي (ECB) العديدة القادمة. وعلى الرغم من أنه من المشكوك فيه أن يقوم البنك المركزي الأوروبي (ECB)باتخاذ موقف ما في الاسبوع القادم، ولكن إن ارتفع اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD فوق الحاجز النفسي 1.4000، فمن المحتمل أن تزيد احتمالية اتخاذ البنك لإجراء خاص بالسياسة النقدية، حيث يحاول المسؤولون في البنك الأوروبي كبح ارتفاع سعر الصرف.
ومن ناحية اخرى، جاءت البيانات الاقتصادية البريطانية بقراءة متوافقة مع التوقعات عند 1.7%، حيث تشير التوقعات إلى أن ضغود الأسعار التضخمية تبدأ في التراجع كما توقع البنك البريطاني، مما يترك أمام صناع السياسة في بريطانيا المزيد من الوقت للحفاظ على السياسة النقدية الميسرة. وقد شهد الباوند البريطاني رد فعل بسيط تجاه هذه الأخبار ولكنه انخفض قليلا بعد التقرير الذي أفاد بأن الموافقات على الرهون العقارية قد تراجعت الى 47.5 ألف من مستوى 49.3 ألف في الشهر الاسبق.
واليوم لا يوجد الكثير من البيانات الاقتصادية الامريكية فيما عدا مؤشر ثقة المستهلك و مبيعات المنازل الجديدة، وبالتالي فإن التداول محصور في نطاق محدد لبقية اليوم. ومن الواضع ان الضغط في منتصف يوم التداول يوم أمس على اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD كان بسبب التصحيح، ولكن الحقيقة هي انه توجد معدلات طلب جيدة على هذا الزوج على الرغم من البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال، كما ان المزيد من ميل البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى المزيد من تضييق السياسة النقدية يدل على ان الحركة الهبوطية في اليورو قد تكون محدودة وأن صناع السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي (ECB) قد يضطروا الى اتخاذ إجراء لتخفيض سعر الصرف مع مرور العام.