البنك البريطاني يميل الى السياسة النقدية الميسرة فهل يتبعه البنك الاحتياطي الفيدرالي في ذلك؟!
تراجع الباوند البريطاني من اعلى المستويات في الجلسة بعد الاعلان عن محضر اجتماع الباوند البريطاني والذي كشف عن ان لجنة السياسة النقدية البريطانية حذرة بشكل عام من وضع الاقتصاد البريطاني وترى بعض المخاطر التي تهدد معدل النمو الاقتصادي من كلا من التصويت الاسكتلندي وضعف معدل الطلب من منطقة اليورو.
قامت لجنة السياسة النقدية البريطانية بالتصويت 7-2 لصالح الحفاظ على أسعار الفائدة بدون تغيير وهي نفس نتيجة شهر يوليو حيث كرر كلا من “ويل” و “ماكفيري” تصويتهم لصالح رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة اساس. وكان التصويت بالاجماع لصالح على الحفاظ على التسهيل الكمي كما هو بدون تغيير. وبشكل عام فإن نغمة محضر اجتماع البنك البريطاني كانت حذرة حيث عبر الاعضاء عن قلقهم بشأن المخاطر الجيوسياسية، متوقعين ان يتباطأ معدل النمو في الربع الرابع.
على الجانب الاقتصادي استمرت بيانات التوظيف البريطانية في رسم صورةجيدة لمعدلات الطلب في سوق العمل حيث سجل معدل الشكاوى من البطالة قراءة 37.2- ألف مقابل التوقعات بقراءة 29.7- ألف بينما انخفض معدل البطالة الى 6.2% مقابل التوقعات بقراءة 6.3%. وارتفع مؤشر متوسط الأجور بنسبة 0.6% مقابل التوقعات بنسبة 0.5% وهي قراءة افضل من الشهر الاسبق التي كانت عند وباختصار، استنتج محضر اجتماع البنك البريطاني انه لم تكن هناك ضغوط تضخمية كافية لتبرير رفع سعر الفائدة وتستمر البيانات في دعم هذه النتيجة.
ارتفع الباوند البريطاني الى مستوى 1.6340 قبل الاعلان عن البيانات ولكنه تعرض لبيع مكثف بعدها وانخفض الى ما دون مستوى 1.6300 كرد فعل لهذه الاخبار. وتواجه العملة البريطانية خطر آخر اليوم حيث سيكون تركيز الاسواق موجه الى بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) والمؤتمر الصحفي لها ولكن سوف تتحول الأعين كلها بعد ذلك الى سكوتلندا وما سيجري في التصويت التاريخي الخاص بالاستقلال.
في الوقت الحالي لا تزال الاسواق مترقبة لنتائج التصويت حيث يتوقع اغلب التجار ان تكون النتيجة هي لا. ولكن مع الاغلاق غير المريح للتوصيت فإن الوضع لا يزال عائما ويمكن ان تكون نتيجة “نعم” صادمة للباوند البريطاني وتؤدي به الى خسارة عدة مئات من النقاط.
وفي اوروبا لم تكن هناك الكثير من البيانات حيث تم الاعلان عن مؤشر أسعار المستهلك (CPI) من منطقة اليورو والذي سجل قراءة 0.4% مقابل التوقعات بقراءة 0.3%. وهناك ملاحظة مثيرة للهتمام اليوم وهي اختراق زوج اليورو/ فرنك سويسري لمستوى 1.2100. ويوم غد يجتمع البنك السويسري في اجتماعه الربع سنوي وهناك احتمالية مرتفعة بقطع سعر الفائدة حيث تحاول السلطات السويسرية الحفاظ على مستوى 1.2000 لسعر صرف اليورو/ فرنك سويسري. وفي ظل التدهور الحاد في مؤشر ZEW من الواضح ان سويسرا تواجه ضغوط على معدل النمو الاقتصادي حيث يتباطأ الاقتصاد في منطقة اليورو وتحت هذه الأوضاع من المحتمل ان يقوم صناع السياسة النقدية في البنك السويسري بكل ما يمكنهم للحفاظ على الفرنك السويسري من الارتفاع الاضافي.
في الجلسة الامريكية اليوم سيكون التركيز على اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC). في يوم امس أشار “جون هيلسينراث” في صحيفة وول ستريت ان البنك الاحتياطي الفيدرالي قد يحافظ على كلمة “وقت معقول” في بيانه مما قد يجعل هذا الحدث غير محرك للسوق (على افتراض أنه على حق) ولكن لا يزال السوق يرغب في الاستماع الى وجهة نظر يلين محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي عن الاقتصاد بشكل عام والتوقعات بتضييق السياسة النقدية. والحقيقة انه على الرغم من الضغوط التضخمية التي يجب اخذها بعين الاعتبار بشكل عام على النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة الامريكية – مثل بقية اقتصادية اقتصاديات الانجو ساكسون- إلا أنها لا تعتبر موجودة فعليا. وبالتالي تقدم هذه الديناميكية لأعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي الفرصة لأن يرجح كفة الحذر والبقاء بالقرب من سعر الفائدة الصفري لفترة أطول مما يعتقدها السوق.
وإن ظلت يلين تميل الى السياسة النقدية الميسرة فقد يتعرض الدولار الأمريكي USD الى عمليات بيع حادة على كافة القطاعات حيث قد يقترب اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD من مستوى 1.3000 بينما قد يختبر الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY مستوى 106.50 مع مرور اليوم.