البنك البريطاني مقابل البنك الأوروبي- من سيقدم المفاجأة الاكبر؟!
البنك البريطاني مقابل البنك الأوروبي- من سيقدم المفاجأة الاكبر؟!
اليوم الخميس سيكون يومًا هامًا بالنسبة لليورو والأسترليني. فسوف يتم الإعلان عن بيان السيسة النقدية من كلا البنكين كما سيتم الإعلان عن مؤشر أسعار المستهلك من الولايات المتحدة الامريكية. وهذا يعني أننا لن نعلم فقط ما مدى تلهف البنوك المركزية في أوروبا إلى تضييق السياسة النقدية ، ولكننا سنرى أيضاً مدى الضغط الذي يمارسه البنك الاحتياطي الفيدرالي لمواصلة رفع أسعار الفائدة. انخفض الدولار الأمريكي مقابل جميع العملات الرئيسية يوم أمس بعد انخفاض غير متوقع في أسعار المنتجين. انخفض مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة الامريكية للمرة الأولى خلال 18 شهرًا مع استقرار أسعار النفط وزيادة قوة الدولار الأمريكي. قد يكون مؤشر أسعار المستهلك عرضة لنفس هذه العوامل ، خاصة مع استمرار ثبات أسعار البنزين في الشهر الماضي. ومع أخذ ذلك في الاعتبار وفقًا للكتاب البيج الفيدرالي ، ذكرت بعض المقاطعات الفيدرالية أن هناك زيادة في ضغوط التضخم. ومع ذلك ، لم يستجب الدولار بشكل جيد لتقرير البنك الاحتياطي الفيدرالي لأنه على الرغم من أنهم قالوا إن الأسعار ترتفع في بعض المناطق وأن الاقتصاد توسع بوتيرة معتدلة ، إلا أن معظم المقاطعات قد ساد فها مخاوف بشأن التجارة. كما أنهم لم يروا نمو في الأجور بشكل ملحوظ على الرغم من ضيق سوق العمل. ليس هناك شك في أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يرفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الشهر خاصة مع ارتفاع تكاليف المدخلات ، ولكن إذا سجل مؤشر أسعار المستهلك اليوم قراءة أقل من التوقعات ، فإن هذا سيعطي المستثمرين عذرًا آخر لبيع الدولار. وعلى الرغم من تماسك حركة زوج العملة الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY بين مستويي 110.50 و 111.80 ، قد يتراجع الدولار الأمريكي بشكل أكبر مقابل العملات الأخرى.
أما عن كيفية تداول الدولار الأمريكي مقابل اليورو والباوند فإن هذا سيعتمد إلى حد كبير على نغمة بيانات السياسة النقدية الصادرة عن البنك المركزي الأوروبي و البنك البريطاني. ومن المتوقع أن يترك البنكان المركزيان أسعار الفائدة دون تغيير لذا فإن التوجيهات المستقبلية الصدرة منهما أمر أساسي. وسنبدأ مع البنك البريطاني لأن قرار سعر الفائدة سيأتي منه قبل قرار سعر الفائدة من البنك المركزي الأوروبي. أولاً ، من المهم معرفة أنه لن يكون هناك مؤتمر صحفي من محافظ البنك البريطاني كارني ولكن سيتم إصدار محضر لجنة السياسة النقدية إلى جانب قرار الفائدة. ويتم تداول الجنيه الإسترليني بقوة قبيل الإعلان عن بيان السياسة النقدية بسبب تزايد احتمالية التوصل إلى إتفاق بشان خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) وإذا كانت لهجة بيان البنك البريطاني إيجابية ، فقد نشهد انخفاض في زوج العملة الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD إلى 1.3175. ووفقًا للبيانات الاقتصادية التي صدرت مؤخرًا، فقد شهدنا تحسن في تقارير مبيعات التجزئة و التضخم و معدل نمو الاجور ولكن كان هناك تباطؤ في قطاع الصناعات التحويلية وقطاع الخدمات و قطاع الإنشاءات في بريطانيا. كما أن السوق لا يضع توقعات لرفع سعر الفائدة من البنك البريطاني حتى منتصف العام القادم. وعلى الرغم من ذلك ، لن يتحلى تجار الجنيه الاسترليني بالصبر مثل البنك المركزي ، حيث أن أي حديث عن المزيد من التضييق خلال العام القادم قد يخيف أصحاب صفقات البيع.
وأستفاد اليورو من التفاؤل بشان خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit)، ولكن هناك أقاويل بأن البنك المركزي الأوروبي (ECB) قد يخفض من توقعاته المستقبلية الخاصة بمعدلات النمو الاقتصادي في أعقاب ضعف البيانات الاقتصادية الاخيرة بالمقارنة مع التوقعات. زقد عزز من هذه التوقعات آخر تقرير عن الإنتاج الصناعي من منطقة اليورو والذي أظهر ضعفًا وانخفض بنسبة 0.8% خلال شهر يوليو. قد انتهز البنك المركزي الأوروبي (ECB) كل فرصة لدفع العملة للأسفل ، وبسبب ارتفاع التوترات التجارية فقد يشاركان بعض المناطق الفيدرالية هذه المخاوف. وقد أوضح البنك المركزي في الاجتماع الأخير انه ليس لديه خطط لرفع أسعار الفائدة حتى نهاية العام القادم وأن البيانات الاقتصادية منذ شهر يوليو كانت متضاربة. ويشعر ماريو دراجي محافظ البنك المركزي الأوروبي (ECB) بالقلق من انخفاض التضخم، وفي ظل قلة الارتفاع الملحوظ في ضغوط الأسعار التضخمية، فإن وجهة نظره ستبقى كما هي والتي تفيد بأنه من المبكر للغاية إعلان الانتصار على التضخم. ومن المتوقع أن يكون المؤتمر الصحفي لماريو دراجي اليوم محركاًا أكبر للسوق أكثر من قرار سعر الفائدة، حيث سيصاحب هذا المؤشر أسئلة بشأن إيطاليا والتوترات التجارية و النظرة المستقبلية العامة تجاه منطقة اليورو.