اخبار اقتصادية

الباوند يحتفظ بقوته، وتجار الدولار في انتظار بيانات الميزان التجاري والبطالة اليوم

“تظل النظرة العامة للنمو البريطاني يكتنفها الكثير من الغموض وعدم اليقين”. كانت هذه هي كلمات بنك انجلترا المركزي الذي أصدر تقريره ربع السنوي للتضخم يوم أمس. وقد قام مسئولوا البنك في هذا التقرير بخفض توقعاتهم للنمو في المملكة المتحدة إلى 0% لهذا العام، بيد أنهم يتوقعون عودة إلى مستويات النمو في سنة 2013، وكانت لهجتهم تدل على توقعاتهم بتراجع التضخم. وهذا لا يعني أننا سنحصل على خفض أوتوماتيكي لسعر الفائدة، ولكنه يعني أننا سنشهد على الأرجح المزيد من جولات التيسير الكمي وربما خفض ضئيل لسعر الفائدة في نوفمبر عندما يتم الانتهاء من الزيادة الأخير التي بلغت 50 مليار جنيه أسترليني في خطتهم لمشتريات الأصول. ويعلق بنك انجلترا ثقة كبيرة على مبادرته لـ ‘التمويل من أجل الإقراض’، والتي توقع من خلالها أن يقرض البنك نحو 80 مليار جنيه إلى البنوك التي تثبت قيامها بنقل أموال هذا التمويل إلى الأعمال والأفراد. بيد أنه رغم ما في هذا المبادرة من إغراء للبنوك على الإقراض، إلا أن معظم المحللين يرون أن المبادرة لن تعمل على الأرجح على خفض تكلفة الاقتراض. وكانت الفضيحة الحقيقية لسوق أسعار الفائدة على الإقراض بين البنوك في لندن LIBOR (أو الليبور) هو كيف ظل سعر الليبور شديد الارتفاع بهذا الشكل في الوقت الذي تبلغ فيه أسعار فائدة بنك انجلترا على قروضه للبنوك 0.5% فقط. وهذا أمر بالتأكيد يجعل الرهونات والقروض أكثر كلفة ويستنزف قوة الاقتصاد. وبعيدًا عن هذا الموضوع، استطاع الأسترليني أن يقوى على خلفية تقرير بنك انجلترا لعدم وجود مؤشرات على خفض في أسعار الفائدة والتي تخوف البعض منها، وطالما أن رقم العجز التجاري لليوم ليس منذرًا بكارثة، فإن الباوند البريطاني GBP سيظل محتفظًا ببعض قوته.

وقد تمتع اليورو EUR بيوم معقول؛ حيث تظل الأسواق على ميلها لتصديق تصريح «دراجي» المطمئن بأن المركزي الأوروبي ECB سيبذل أي شيء مهما يكن لإنقاذ اليورو. بيد أنني متشكك قليلاً في هذا القول إلى أن أرى ما يؤيده من العمل. وقد انخفض الإنتاج الصناعي الألماني بنسبة 0.9% في يونيو، وهو ما جاء متماشيًا مع التوقعات إلا أنه يظل قراءة ضعيفة رغم ذلك، وتتطلع الأسواق لمزيد من الأنباء حول ما إذا كانت ثلاثية (الاتحاد الأوروبي والمركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي) ستوافق على زيادة تمويلها لليونان، كما تنتظر الأسواق مجموعة مختلطة من البيانات من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا يوم غد. وحملت الأخبار أنباء قيام عدد وكالات التصنيف الائتماني  بخفض تصنيفها الائتماني لأسبانيا ولكنها أعادت تأكيد تصنيفها الائتماني لألمانيا بـ «إيه إيه إيه».

ولم يحرز الدولار الأمريكي USD أي تقدم في ظل غياب أي بيانات أمريكية محركة للأسواق. وسيتغير هذا الوضع بعد ظهر اليوم مع صدور رقم الميزان التجاري الأمريكي رغم أنه لم يعد بنفس تأثيره في السابق. وتعاني أمريكا عجزًا تجاريًا تتراوح قيمته بين 45 و 50 مليار دولار كل شهر، ولن نشهد لهذا العجز أي تأثير مهم على أسعار الصرف إلا في حالة تجاوز هذه البارامترات. وسنطلع بعد ظهر اليوم على بيانات البطالة الأسبوعية كذلك، وستكون هذه البيانات في غاية الأهمية خاصة وأن سوق العمالة لا تزال تمثل مصدر قلق للاحتياطي الفيدرالي.

وكانت الأخبار المسائية قد نقلت أخبار الارتفاع المدهش في مستوى البطالة في نيوزيلندا إلى 6.8% بعد أن توقعت السوق هبوطها إلى 6.5%، لذا فقد كان لهذا الارتفاع، وهو الأول من نوعه منذ أكثر من 18 شهرًا، وقع الصدمة، وتسبب في ضعف الدولار النيوزلندي NZD. ويحتل الترتيب الثاني من حيث الأهمية في الشأن النيوزلندي بيانات أسعار الغذاء وأرقام مبيعات التجزئة ليوم الاثنين، لذا يظل الدولار النيوزلندي عرضة للتذبذب خلال عطلة نهاية الأسبوع. وهو ما يمثل فرصة مثالية لمن يحتاجون شراء الدولار النيوزلندي NZD، وستكون الأوامر الأوتوماتيكية خلال العطلة هي أفضل حليف لهم.

ومقارنة بالدولار النيوزلندي، جاء الدولار الأسترالي AUD أقوى قليلاً بعد أن نما سوق التوظيف  بنحو14,000 وظيفة، وقد خفف من حدة تأثير من هذه الأنباء أنباء تباطؤ معدل تضخم سعر المستهلكين السنوي إلى 1.8% في يوليو. وكان هذا هو أبطأ معدل للنمو منذ يناير 2010، ولكنه أعلى بشكل طفيف عن التوقعات التي اتفق عليها المحللون. وسنحصل مساء اليوم على بيانات الاستيراد والتصدير الخاصة بالصين، وهي البيانات التي لها تأثير مباشر على نظرتنا لتطلعات التصدير الاسترالية، لذا فإننا سنشهد على الأرجح تذبذبّا في الدولار الأسترالي خلال الفترة التي تسبق يوم الجمعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى