الباوند البريطاني و الدولار الاسترالي AUD، و الدولار الكندي CAD يسجلون ارتفاعات جديدة
الباوند البريطاني و الدولار الاسترالي AUD، و الدولار الكندي CAD يسجلون ارتفاعات جديدة
ما كان من المفترض أن يكون أسبوعا قويا للدولار الأمريكي تحول إلى أسبوعًا مدمرًا للدولار الأمريكي. لم تقم جانيت يلين محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي بتثبيت وجهات نظرها الإيجابية، مما وفر للدولار الحافز الذي يحتاجه لتحقيق أعلى مستويات له. وبدلا من ذلك، أعربت عن قلقها إزاء انخفاض التضخم، وأكدت هذه المخاوف من آخر تقرير عن أسعار المستهلكين. فقد تراجع نمو مؤشر أسعار المستهلك (CPI) في يونيو وتسبب في تراجع المعدل السنوي لمؤشر أسعار المستهلك إلى أدنى مستوى له خلال 8 أشهر. وكان من الممكن ألا يكون ضعف معدل نمو الأسعار مشكلة كبيرة إذا ارتفعت مبيعات التجزئة ولكن بدلا من الارتفاع، انكمش الإنفاق للشهر الثاني على التوالي بنسبة -0.2٪ في يونيو. ولم يكن هناك أي دعم من مشتريات السيارات والغاز، والتي تراجعت أيضا الشهر الماضي. وهكذا، وبسبب كل من التقارير الاقتصادية الأمريكية الضعيفة بشكل مفاجئ، وأداء يلين غير المؤثر على كابيتول هيل، تراجع تداول الدولار الأمريكي مقابل جميع العملات الرئيسية هذا الأسبوع. وفي اليوم الأول من شهادتها، أدت تصريحات يلين إلى تراجع الدولار عندما قالت أن التضخم يسير دون هدفه المستهدف بعد أن انخفض مؤخرا. وفي اليوم الثاني عوّض الدولار خسائره بعد أن اعترفت يلين بالتحسينات في سوق العمل، وقالت إنه في حين انخفض التضخم، “من السابق لأوانه القول إن اتجاه التضخم الأساسي أقل من 2٪” لأن “خطر التضخم له وجهان”. وقالت أيضا “لا شيء يشير إلى أن التوسع سينتهي في أي وقت قريب”. لسوء الحظ انخفضت كلا من مبيعات التجزئة ومؤشر أسعار المستهلك، وبالتالي يبدو انه لا أحد يصدقها. ومن غير المقرر رفع سعر الفائدة في سبتمبر تماماوسوف يبقى المستثمرون متشككين حول رفع سعر الفائدة في ديسمبر. وإلى أن تبدأ البيانات في التحسن بشكل مستمر، سوف يتردد المستثمرون في شراء الدولار خصوصا في ضوء الفرص الجديدة التي تقدمها البنوك المركزية التي بدأت للتو في التحول إلى الميل الى تضييق السياسة النقدية. لذلك حتى لو كان بنك الاحتياطي الفدرالي هو واحد من اثنين فقط من البنوك المركزية الذي رفع أسعار الفائدة، يمكن أن يؤدي ظهور توجيهات جديدة من دول أخرى إلى تجدد الطلب على تلك العملات على حساب الدولار الأمريكي.
سيكون التركيز الكبير القادم لسوق الفوركس اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي. و بعد أن ارتفع إلى أعلى مستوى له خلال عام عند 1.1490، وجد اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD صعوبة للامتداد في ارتفاعاته فوق 1.15. ويشعر المستثمرون بالقلق من أن يجيب ماريو دراجي آمالهم بنفس طريقة جانيت يلين. أخذت تعليقات دراجي الشهر الماضي اليورو إلى أعلى مستوى له خلال عام مقابل الدولار الأمريكي، والآن سوف تتحول أنظار الجميع إلى المؤتمر الصحفي للبنك المركزي الأوروبي لمعرفة ما إذا كان ميله الى تضييق السياسة النقدية سيتكرر أم أنه سيقل. في يونيو، فاجأ دراجي السوقعندما قال: “لقد انتهى خطر الانكماش وعادت القوى التضخمية”، وأشار إلى أنهم يستطيعون تغيير موقفهم السياسي من التكيف ليصبح دون تغيير. ولكن بعد يوم واحد، قال البنك المركزي الأوروبي (ECB) أن السوق أخطأ في تقييم تصريحات دراجي، وقال ريمزيفيكسعضو البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس أن التسهيل الكمي سيستمر لبضع سنوات حيث لا تزال توقعات التضخم بعيدة عن أهداف البنك المركزي. وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن دراجي سيتحدث عن خفض برنامج شراء السندات في قمة جاكسون هول الشهر المقبل. وهذه التعليقات المتضاربة ستثبط المستثمرين عن الدخول في صفقات كبيرة قبل الإعلان عن قرار سعر الفائدة.
ونعتقد أن البنك المركزي الأوروبي قد وضع بالفعل مسار لتغيير السياسة النقدية المقبل. وليس سرا أنهم يفضلون إعداد السوق لإجراء تغييرات كبيرة وهذا بالضبط ما يفعلونه الآن. ويستعد البنك المركزي الأوروبي لإيقاف برنامج التسهيل الكمي، أو الحد من شراء السندات وسوف يستخدم دراجي على الأرجح اجتماع الأسبوع المقبل كمنصة لتعزيز تلك الخطط. وكانت بيانات منطقة اليورو صحية مع تحسن مبيعات التجزئة، وقطاع الصناعات التحويلية وقطاع الخدمات في جميع أنحاء المنطقة. ويعتبر التضخم جزء من المشكلة، ولكن من المتوقع أن يؤدي النشاط الاقتصادي الأقوى بطبيعة الحال إلى ارتفاع الأسعار. المشكلة الوحيدة هي العملة، التي ارتفعت بنسبة 8.5٪ حتى الآن، ويضر هذا الارتفاع على مدى الشهر الماضي بالتضخم ونشاط التصدير. ومع أخذ ذلك في الاعتبار، نتوقع أن يختبر زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي مستوى 1.15 وربنا يخترقه أيضًا بسبب تفاؤل دراجي.
كان الأسبوع الماضي أسبوعًا قويًا للغاية بالنسبة لعملات السلع، وفي حين أن هذه المكاسب يمكن أن تستمر لبعض العملات، فإنها قد لا تستمر بالنسبة للعملات الأخرى. وكان أفضل أداء هو الدولار الكندي الذي تسارع إلى أعلى مستوى له خلال 14 شهرا مقابل الدولار الأمريكي. ولأول مرة منذ 7 سنوات، رفع بنك كندا أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ورفع مستوى توقعاته للناتج المحلي الإجمالي لعامي 2017 و 2018 . وأصبحوا بذلك ثاني أكبر بنك مركزي في مجموعة السبعة الكبرى الذي يرفع سعر الفائدة، ولم يمنح المستثمرين أي سبب للاعتقاد بأنه سيتوقف. وعزا البنك المركزي الكندي هذا التباطؤ في التضخم إلى عوامل مؤقتة وبينما قال محافظ البنك الكندي بولوز أنهم بحاجة إلى قياس دقيق لتأثير ارتفاع اسعار الفائدة، وقال أيضا ” أنه لا شك في أن أسعار الفائدة ستكون أعلى مع مرور الوقت.” ومع التحسن الذي طرأ مؤخرا على البيانات الاقتصاد، فإن “الاقتصاد لم يعد يحتاج إلى قدر كبير من التحفيز”، وأظهرت القراءات المعدلة التصاعدية في الناتج المحلي الإجمالي أن فجوة الناتج أغلقت أقرب مما كان متوقعا في السابق وفقا لنائب المحافظ ويلكنز. ويرى بولوز الآن أن التضخم قد يعود إلى المستوى المستهدف له خلال عام. وأكدت البيانات الاقتصادية الكندية الأسبوع الماضي بما في ذلك بيانات الإسكان على الموقف الإيجابي لبنك كندا، ومن المتوقع أن تقوم تقارير مبيعات التجزئة وتقارير أسعار المستهلكين المقبلة بنفس الشيء. يسير الدولار الأمريكي/ الدولار الكندي USD/CAD على الطريق الصحيح ليصل إلى 1.25 وربما لا يمر وقت طويل قبل الوصول إلى هذا الهدف.
لا يمكن تجاهل الارتفاع المكافئ في الدولار الاسترالي / الدولار الأمريكي هذا الأسبوع. وكانت البيانات جيدة مع ارتفاع توقعات تضخم المستهلك التي انضمت إلى الارتفاعات في ثقة المستهلكين ورجال الاعمال، ولكن كانت القفزة الحادة في الواردات الصينية، فضلاً عن اتساع السبريد بين عوائد السندات الاسترالية والأمريكية، هي التي أرسلت الدولار الاسترالي إلى اقوى مستوى له خلال عام. ولسوء الحظ لن يسر البنك الاحتياطي أن يرى المزيد من الارتفاع في العملة منذ آخر اجتماع للسياسة النقدية، وقد يستخدم الثلاثة من مشرعي السياسة النقدية الأستراليين الذين من المقرر أن يتحدثوا هذا الأسبوع (هيث وجاي ديبل مساعد محافظ البنك الاحتياطي الاسترالي وبولوك) هذه الفرص لمحاولة التحدث عن العملة. ومن المقرر أيضًا هذا الأسبوع صدور محضر اجتماع بنك الاحتياطي الأسترالي مع تقرير التوظيف في أستراليا. عندما اجتمع البنك الاحتياطي الأسترالي آخر مرة، ساعدا على تراجع الدولار الاسترالي AUD كما امتنعوا عن التعبير عن نفس الآراء المؤيدة لتضييق السياسة النقدية كما فعل بعض الاعضاء الآخرين. إذا اتسمت لهجة محضر اجتماع البنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) بالحذر، فسوف يكوّن الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي AUD/USD قمة سعرية. ومن غير المتوقع أن يساعد تقرير التوظيف الأسترالي على ارتفاع الدولار الأسترالي، حيث كان هناك بطء في نمو الوظائف الاسترالية في قطاعي الصناعة التحويلية والتشييد، مما عادل قوة نمو الوظائف في قطاع الخدمات.
وأخيرًا ولي آخرًا، راقب المستثمرون الاسترليني ليروا إلى أي مدى سيرتفع الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD. وبعد اختراقع لمستوى 1.30 ثم تسجيله لأعلى مستوى له منذ بداية العام عند 1.3050، ارتفع الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD إلى أعلى مستوى له خلال 8 أشهر عند 1.3114. وقد حقق زوج العملات أداء جيدا خلال الأسبوع الماضي بفضل ميل مشرعي السياسة النقدية في المملكة المتحدة إلى تضييق السياسة النقدية بشكل مستمر. وسرعان ما نسى المستثمرون تعليقات بروادبنت عضو لجنة السياسة النقدية الحذرة وركزو فقط على خطة مكافيرتي للتصويت لصالح رفع سعر الفائدة في أغسطس. ولكن هذا ليس مفاجئا بالنظر إلى أنه كان واحدا من الأعضاء الثلاثة في لجنة السياسة النقدية الذين صوتوا لصالح تضييق السياسة النقدية الفوري في اجتماعهم الأخير. وعلى الرغم من استمرار بطء محادثات خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit)، إلا أنه طالما أن البيانات تؤكد صحة تفاؤل بنك انجلترا و يستمر مشرعو السياسة النقدية الحديث عن الحاجة إلى إزالة السياسية النقدية المتكيفة، فسوف يرتفع الجنيه الإسترليني.