اخبار اقتصادية

ارتفاع هش في معدلات الرغبة في المخاطرة في سوق الفوركس

التعافي الهش

يبدو حالنا في الوقت الراهن كمن يخطو خطوة إلى الأمام ثم يرجع خطوتين إلى الوراء. فمن جهة، سمعنا في أنباء الأمس أن اليونان باتت ‘أكثر قُربًا’ من استلام دفعة مساعداتها التالية لتغطية استهلاك سندات مستحقة أواخر هذا الشهر. ولكن الورطة السياسية التي أسفرت عنها انتخابات الأحد قد دخلت الآن يومها الرابع. وترجّح التوقعات اضطرار اليونان للعودة إلى صناديق الاقتراع الشهر القادم (مع ما يعنيه هذا من تجشم تكاليف تصل إلى نحو 18 مليون يورو) وباتت الأسواق المالية تخشى أن يقع اختيار القاعدة الانتخابية على أحد الأحزاب المناهضة للتقشف كخيار أول لها.

 

 

الخيار لليونانيين

رغم هذه الأنباء، قد لا تكون اليونان راغبة في سلوك طريق التقشف، بيد أنها تظل مع ذلك راغبة في البقاء في حظيرة منطقة اليورو. وكان مسئولو الإتحاد الأوروبي، خاصة في ألمانيا، قد كسروا منذ فترة التابو الذي يمنع خروج أي دولة من منطقة اليورو، وانطلقت علانية تعلن أن على اليونان أن تعلن عما إذا كانت ترغب في البقاء ضمن كتلة اليورو أم لا.

وبمقتضى ذلك، إذا أراد الشعب اليوناني أن يبقى جزءًا من العملة الموحدة، فإن عليه التصويت لأي من الأحزاب المؤيدة لإجراء خطة الإنقاذ المالي في الجولة القادمة من الانتخابات، وهو الأمر الذي سيسهم في تهدئة الأسواق على المدى المتوسط.

أسبانيا لا تزال تشكل خطرًا

إن ضوء الأمل الذي تبدى من وسط الغيوم المنذرة بالشؤم التي كانت تخيم على منطقة اليورو قد ساعد على ارتداد الأصول ذات المخاطر العالية أثناء جلسة آسيا، وصعد زوج العملة يورو/دولار أمريكي للأعلى من مستوى المقاومة الأساسي 1.2950 في مرحلة واحدة. ومع ذلك، فالأنباء التي جاءت تقول أن الحكومة الأسبانية ضخت 4.5 مليار يورو في بنك القروض (بانكيا) المتعثر وأنها تملك الآن 45% من أسهم البنك، قد أزالت هالة المخاطرة.

وقد ترتب على ذلك آثار مختلطة على الأسواق، فلدى القطاع المصرفي الأسباني نحو 180 مليار يورو من القروض العقارية المسمومة والمتعثرة، لذا فالنقلة التي أقدمت عليها مدريد مع بانكيا قد تفتح المجال لموجة مد وجزر من عمليات ضخ رأس المال للحيلولة دون الانهيار التام لقطاعها المصرفي. والسؤال الذي يحتاج المستثمرون لإجابة له الآن هو هل ستحذو أسبانيا حذو أيرلندا وتضحي بمالياتها الحكومية لصالح إنقاذ قطاعها المصرفي؟

ومن هنا، تعافى مؤشر IBEX 35 الأسباني بشكل طفيف هذا الصباح، ولكنه يظل عند أدنى مستوي له منذ 9 أعوام، كما تعافت كذلك عوائد السندات الأسبانية، ولكنها تظل أعلى من مستوى 6% الأساسي. لذا فنحن لا نزال في منطقة الخطر وستسيطر على الأسواق حالة من الترقب والاستعداد لبيع مخاطرها إذا ما تناثرت أنباء غير سارة قادمة من منطقة اليورو.

حركة الاسعار في سوق الفوركس

يقع تداول الأصول ذات المخاطر العالية داخل نطاق ضيق من التداول اليوم، حيث تعافى سوق الفوركس بعد ما تعرض له في الآونة الأخيرة من عمليات بيع مكثفة. وبالنسبة لليورو/ دولار، يعتبر المستوى الهام هو 1.2950 والذي على التجار مراقبته، بينما تقع المقاومة عند مستوى 1.6140 بالنسبة للباوند البريطاني / دولار أمريكي GBPUSD. وسوف يجمع البنك البريطاني اليومي ولا نتوقع أن يطرأ تغيير على أسعار الفائدة أو برنامج شراء الأصول.

وقد ارتفع الدولار الاسترالي فوق مستوى 1.01 مقابل الدولار الأمريكي اليوم بعد النتيجة الأفضل من التوقعات عن التوظيف في استراليا. إلا انه قد تعرض لبعض ضغوط البيع الخفيفة عند افتتاح الجلسة الأوروبية،  مما يدل على أن الدولار الاسترالي ليس حصين ضد مخاوف الديون السيادية في منطقة اليورو. وبالتالي قد نشهد استمرار في ضعف هذا الزوج مع استهداف مستوى 1.0050، وهو المستوى الذي ذكرنا يوم أمس أن عنده اهتمام بالشراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى