تضارب البيانات الكندية، وعوائد السندات، والاسهم.. كلها عوامل تضغط على اليورو!!

خلت أجندة البيانات الاقتصادية لأمريكا الشمالية إلا من مؤشر مبيعات التجزئة الكندية اليوم. وحسب آخر تقرير للمؤشر، ارتفع إنفاق المستهلكين في كندا بنسبة 0.3% في مايو. ونظرًا لأن توقعات الاقتصاديين كانت تطمح إلى مستوى 0.5%، جاء حجم الزيادة أقل من المتوقع، ولكن الدولار الكندي تمسك بمكاسبه، حيث ارتفعت المبيعات، باستبعاد السيارات، بنسبة 0.5% في مقابل توقعات سابقة بنسبة 0.1%. وعندما اجتمع مسئولو بنك كندا في وقت مبكر هذا الشهر، بدو مؤيدين لتضييق السياسة النقدية بشكل يبعث على الدهشة ، في ظل ماجاء من أرقام الضعيفة للنشاط التصنيعي والتضخم والتوظيف. إلا أن قرارهم بضرورة زيادة أسعار الفائدة قد بررته أرقام إنفاق المستهلكين التي جاءت أقوى من المتوقع.

وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلنطي، أدى الصعود المستمر في عوائد السندات الأسبانية والهبوط في الأسهم الأسبانية والإيطالية إلى منع زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD من إطالة أمد انتعاشه الذي تحقق يوم أمس. وكانت عوائد السندات لأجل 10 سندات تقترب من مستوى 7.5%، وهو مستوى ليس غير مستدام فحسب، ولكنه بمثابة صرخة لطلب النجدة من الإتحاد الأوروبي. وحتى الآن، لا توجد مؤشرات على تحرك وشيك من جانب الإتحاد الأوروبي، ولكن مع تواصل صعود تكاليف الإقراض في ثالث ورابع أكبر اقتصادين في أوروبا، زاد إلحاح الحاجة لعقد قمة طارئة واتخاذ حلول عاجلة. وفيما تركزت أبصار الجميع على أسبانيا لكونها أقرب الجميع إلى السقوط، ارتفعت العوائد في إيطاليا بمعدل أسرع، وباتت تقترب من مستوى 7%. ووفقًا لمقال نشرته حديثًا صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية، ثمة عشر مدى إيطالية كبرى باتت على شفير الانهيار. فبعد قرع الناقوس يوم أمس، خفضت وكالة «موديز» الأمريكية للتصنيف الائتماني لكل من ألمانيا وهولندا ولكسمبرج عن مستوى «AAA» بسبب النظرة السلبية. كذلك لم تسهم أرقام مؤشر مديري المشتريات من ألمانيا في تقديم المساعدة للعملة الموحدة. وفيما ظلت قراءة مؤشر مديري المشتريات المركب لمنطقة اليورو ثابتة عند 46.4 نقطة، بدأت تظهر التصدعات في ألمانيا مع انكماش قطاعي الخدمات والتصنيع بمعدل أسرع في يوليو.

وفي هذه الأثناء، جاء أداء العملات الأخرى يفوق أداء اليورو، حيث سارت حركة تداولات كافة العملات الكرى عدا اليورو لتحقق ارتفاعات طفيفة في مقابل الدولار الأمريكي USD هذا الصباح. كذلك فإن الأرقام التي فاقت التوقعات لمؤشر مديري المشتريات عن النشاط التصنيعي الصيني والتعليقات المتفائلة لمحافظ بنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) قد ساهمت في ارتفاع الدولار الأسترالي AUD والدولار النيوزيلندي NZD. ومن المقرر أن تصدر في تمام الساعة 10 صباحًا حسب توقيت الساحل الشرقي أرقام مؤشر ريتشموند التصنيعي الأمريكي، ومؤشر أسعار المنازل، ولكن أهم البيانات الأمريكية ستكون تقرير المكاسب الصادرة عن الشركات الكبرى مثل Apple و AT&T و DuPont و Lockheed Martin و UPS.