تضارب البيانات الاوروبية وترقب لما ستأتي به المبيعات الأمريكية

تلقى اليورو قوة دفع صغيرة من بيانات الناتج المحلي الإجمالي الألمانية والفرنسية الأفضل في بداية جلسة التداول الأوروبية، ولكن حركة الارتفاع سرعان ما توانت بعد تداولات منتصف الصباح، حيث انكمش إجمالي قراءة الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو في الربع الثاني، وأظهر مؤشر ZEW لثقة الاقتصاد الألماني تواصل تدهور معنويات المستثمرين في المنطقة. وسجلت كلاً من بيانات الناتج المحلي الإجمالي الألمانية والفرنسية للربع الثاني قراءة أفضل من المتوقع، وبما ساهم في بسط نبرة بناءة أكثر. وقد ارتفع الناتج المحلي الإجمالي الألماني بنسبة 0.3% في مقابل 0.2% المتوقعة، فيما ارتفعت قراءة البيانات الفرنسية بنسبة 0.3% في مقابل توقعات بنسبة 0.2%.

وفي فرنسا، ارتفعت قراءة المخازن الى 0.3% ، فيما ساهم الطلب المحلي بنسبة 0.1% في مجمل القراءة. ومما لا يدعو للدهشة أن الاستهلاك الخاص قد هبط بنسبة -0.2% فيما زادت الاستثمارات الرأسمالية الثابتة بشكل ملحوظ بنسبة 0.6% على أساس ربع سنوي مقابل هبوط بنسبة -0.8% في الربع السابق. وفي ألمانيا، جاءت الأرقام غير المعدلة موسميًا أقل عند 0.5% في مقابل 0.9% المتوقعة، ولكن المتوسط المرجح اليومي جاء متماشيًا جوهريًا مع نسبة 1.0% في مقابل 1.1%.

وقد قدمت الأخبار دفعة مبكرة للأسهم والرغبة في المخاطر حيث أظهرت أن النمو في أكبر اقتصادين في أوروبا قد تباطأ، ولكنه لم ينكمش برغم الاضطراب الدائر في أسواق الديون السيادية للمنطقة. ورغم ذلك، فقد بلغت حركة الارتفاع مستوى كبيرًا بعد صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأوسع لمنطقة اليورو والتي أشارت إلى نسبة -0.2% كما هو متوقع. إن حقيقة انكماش الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة برغم الأرقام الأفضل من المتوقع القادمة من ألمانيا وفرنسا ليسلط الضوء على الصعوبات التي تواجه اقتصاديات الدول الأطراف في منطقة اليورو والممرغة في حالة كساد عميقة وبدون أمل قريب في التعافي.

وقد ردد صدى ذلك بيانات مؤشر ZEW لثقة الاقتصاد الألماني الذي جاء أضعف من المتوقع والذي سجلت مستوى -25.5 في مقابل -19.6 المتوقعة، حيث زاد  تدهور معنويات المستثمرين على خلفية مخاوف بأن أزمة ديون منطقة اليورو لن تشهد أي حلول قريبًا. ومع ذلك،  ظلت الرغبة في المخاطر قوية حيث تقوم ألمانيا ببيع أذونات خزانة لمدة 3 أشهر في المزاد بأحجام أكبر من المتوقع، رغم أن عوائدها قد ارتفعت بنسبة 4.43% مقارنة بـ 4.28% في الشهر السابق.

ويبدو كما لو أن الرغبة في المخاطر سيكتب لها الحياة أو الوفاة اليوم بعد أن تصدر بيانات التجزئة الأمريكية المقرر صدورها في تمام الساعة 12:30 بتوقيت جرينتش في بداية الجلسة الأمريكية. وتتوقع الأسواق إعادة ارتفاع إلى مستوى 0.3% بعد ثلاث أشهر متتالية من الانكماش. وإذا لبت البيانات التوقعات أو تجاوزتها، فإنها على الأرجح ستسهم في دفع كافة الأصول عالية المخاطر إلى الأعلى. وقد فشل الزوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD في تجاوز  مستوى 1.2400 إلا في بعض المرات القليلة على مدار الأسابيع العديدة السابقة، ولكن إذا أظهرت البيانات الاقتصادية الأمريكية اليوم بعض القراءات المبشرة، فإنها قد تسجل أرقامًا أفضل مع اطراد أحداث اليوم.