يوم مكتظ بالبيانات الاقتصادية في سوق الفوركس.. بيانات مخيبة للآمال من منطقة اليورو وترقب للبيانات الأمريكية
جاء مؤشر مديري المشتريات في منطقة اليورو بقراءة أضعف من المتوقع في كل من قطاع الخدمات والقطاع الصناعي، حيث سجل في القطاع الاول مستوى 51.7 مقابل التوقعات بقراءة 51.9، بينما سجل في القطاع الثاني 53 مقابل التوقعات بقراءة 54.2.
كانت نتائج هذه المؤشرات الأوروبية سيئة بشكل خاص في فرنيا، حيث سجل مؤشر مديري المشتريات انخفاض بمقدار ثلاث نقاط الى مستوى 64.9 مقابل التوقعات بقراءة 49.5. كما ظل هذا المؤشر بالقطاع الصناعي في فرنسا اقل من مستوى 50 والذي يمثل الحد الفاصل بين الركود والانكماش عند 48.5 مقابل التوقعات بقراءة 49.6. وقد أنقذ البيانات الاقتصادية الاوروبية بشكل عام نتائج البيانات الاقتصادية الألمانية التي سجلت اعلى مستوياتها خلال 32 شهرا في المؤشر المركب، حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات بقطاع الخدمات إلى 55.5 مقابل القراءة في الشهر السابق عند 53.1.
وتستمر ألمانيا في عملها في دور القاطرة التي تمنع اقتصاد منطقة اليورو ككل من الانزلاق إلى حالة من الركود، ولكن هذه الديناميكة لا يمكن أن تدوم أطول من ذلك، إلا إذا بدأ النشاط الاقتصادي في الدول الطرفية في التعافي. على الرغم من البيانات الضعيفة من فرنسا ، كان هناك جانب مشرق في هذا التقرير، حيث كان هناك ارتفاع نسبي في طلبات التصدير وقفزة في معدلات ثقة مقدمي الخدمات إلى أعلى مستوى 23 شهرا.
وقد تضمنت بهذا بيانات مؤشرات مديري المشتريات من منطقة اليورو أخبار جيدة بدرجة كافية لتلقي ظلالا من الشك على أي إجراء بتسهيل السياسة النقدية من جانب البنك المركزي الأوروبي، وذلك بعد انخفاض اليورو/ دولار أكثر من 60 نقاط عن أعلى مستوياته قبل أن يتماسك حول مستوى 1.3700 ، حيث تنتظر الاسواق افتتاح جلسة التداول الامريكية. و يُظهر تقرير اليوم بوضوح أن الانتعاش الاقتصادي في أوروبا لا يزال ضعيف، وإن لم يتعافى النشاط الاقتصادي في وقت قريب، قد لا يكون أمام البنك المركزي الأوروبي أي خيار سوى التفكير في أسعار الفائدة السلبية لتحفيز النمو.
من ناحية أخرى، سجل مؤشر مديري المشتريات بالقطاع الصناعي الصيني من HSBC قراءة مخيبة للآمال عند مستوى 48.3 مقابل التوقعات بقراءة 49.4 ليكون بهذا في المنطقة انكماشية للشهر الثاني على التوالي. انخفضت بند التوظيف بأسرع معدل له خلال 5 أعوام، مما يدل على أن التباطؤ الاقتصادي قد يكون أكثر حدة مما يعتقد السوق. تراجع الدولار الاسترالي على الفور كرد فعل على هذه الأنباء مسجلا أدنى مستوياته عند 0.8935 مقابل مستوى 0.9000 الذي كان عليه قبل الاعلان عن هذه البياتات. وقد ارتد هذا الزوج للاعلى معوضًا بعض خسائره مع مرور الوقت، حيث توقع التجار أن تكون بيانات مؤشر مديري المشتريات أكثر إحباطًا بسبب عطلة رأس السنة القمرية الجديدة .
ومن المرجح أيضًا أن تلعب العوامل الموسمية دورًا في البيانات الأمريكية اليوم، مثل أجواء الشتاء القاسية والتي قد تؤثر بشكل غير عادي على التقارير الاقتصادية بما في ذلك معدلات الشكاوى الاسبوعية من البطالة الامريكي ومؤشر فيلادلفيا الفيدرالي في الساعة 1500 بتوقيت جرينتش. يتوقع السوق ان يسجل تقرير فيلادلفيا الفيدرالي مستوى 9.2، ولكن توجد احتمالية قوية بأن تأتي هذه البيانات بما يخالف التوقعات بسبب تأثير تساقط الثلوج على هذه المنطقة في الشهر الماضي.
في الوقت الراهن يبدو أن العملات قد استقرت بسبب حالة انعدام الاستقرار نتيجة لخيبة الأمل التي تأتي بها البيانات الاقتصادية من جميع أنحاء العالم، ولكن لا يمكن أن تقرر الأسواق إذا ما كان سوء هذه البيانات يعود إلى عوامل الطقس أم أنها بسبب مشاكل أكثر قوة تتعلق بمعدلات الطلب. يستمر الدولار الامريكي/ الين الياباني في إيجاد دعم قبل مستوى 101.50 ولكن إذا لم تُظهِر البيانات الأمريكية أي تحسن فقد يختبر هذا الزوج هذا السعر خلال هذا الاسبوع.