ما الذي تعنيه أزمة أوكرانيا لسوق العملات؟ وما تأثيرها على حركة العملات؟
افتتح التداول في سوق العملات بنغمة تتراجع فيها معدلات المخاطرة كرد فعل لأزمة أوكرانيا، حيث افتتح كلا من اليورو/ فرنك سويسري واليورو/ الين الياباني بفجوة هبوطية في جلسة التداول الآسيوية، ولكن لم يشهد أيًا من هذين الزوجين استمرار في الانخفاض، حيث ظلت التوترات الجيوسياسية قوية ولكنها مستقرة.
و قد أدى الاستيلاء السريع على شبه جزيرة القرم من القوات العسكرية الروسية يوم الأحد إلى خلق ما دعاه وزير الخارجية البريطاني “ويليامز هاجو” بالأزمة الأكبر في أوروبا في القرن الحادي والعشرين سارعت الدول الغربية برد الفعل تجاه هذا الفعل بما في ذلك تعليق الأعمال التحضيرية لاجتماع الدول الثمانية G-8 في سوتشي في يونيو. ولكن لم يكن هناك أي ذكر لمساعدة عسكرية لأوركاينا أو تصعيد في الخطاب مما قد يدل على ان الصراع قد دخل في مرحلة أزمة جديدة.
وحتى الآن تدخلت روسيا في شبه جزيرة القرم، وهي المنطقة شبه المستقلة في أوكرانيا والتي يوجد بها عدد كبير من السكان الروسيين وأصول من الأسطول البحري الروسي. ولم يكن هناك أي رد فعل عسكري من أوكرانيا وفي ظل الوضع غير المستقر في الحكومة الأوكرانية، أو أي فوضى عامة في القوات العسكرية الأوكرانية والمجتمع ككل، فإن احتمال نشوب صراع عسكري على شبه جزيرة القرم يبقى غير مرجح. وإن لم يكن هناك تصعيد في الموقف، فقد يدخل كلا البلدين إلى نوع من ترتيبات السلام البارد مع سيطرة روسيا الدائمة على شبه جزيرة القرم. وعلى الرغم من أن السياسيين في أوكرانيا مستمرة في وقلهم أنهم لن يتخلوا أبدًا عن شبه جزيرة القرم، إلا أنه يبدو أنهم غير قادرين وغير راغبين في الدخول في صراع عسكري مع روسيا.
ولكن قد تتزايد المخاطر الجيوسياسية إن اتجهت القوى العسكرية الروسية ضد أوكرايل الشرقية، الأمر الذي تعتبره الحكومة الأوكرانية والعالم الغربي عنف واضح من سيادة البلاد. يتكوّن الجيش الأوكراني من 1 مليون رجل كاحتياطي، ومن المؤكد انه سيكون لهم رد فعل تجاه الغزو الروسي على أوكرانيا الغربية. وعلى الرغم من ذلك، من غير الواضح أن أوكرانيا ستكون قادرة على حشد الكثير من الدفاع شد الآلة العسكرية الروسية.
وعلى أي حال، فإنا لغز الكامل لأوكرانيا الشرقية سيزيد من المخاطر الجيوسياسية، ليس فقط لأن القوى الغربية سوف تصعّد من ردها على العدوان الروسي، ولكن أيضًا لأن مثل هذا الامر سيزيد من المخاوف بشأن استثرار بقية أوروبا الشرقية ودول البلطيق أيضًا. وإن أصبحت أوكرانيا هي الحركة الاولى في محاولة روسيا لإعادة تأسيس الامبراطورية السوفيتية، فإن هذا التحول الجذري في المخاطر الجيوسياسية يقد يحوّل هذه القضية من قضية إقليمية إلى صراع عالمي. وفي الوقت الراهن، لا تزال تسود حالة من الهدوء في الأسواق مع استمرار المستثمرين في المراهنة على أن المزيد من تصعيد الأنشطة العسكرية ليس في مصلحة أي من الطرفين. ولكن الوضع الآن عائم وقابل للاشتعال، وأي استفزاز آخر من روسيا قد يطلق العنان للتدفقات المالية الكارهة للمخاطرة في اسواق العملات على المدى القريب.
وفي الوقت ذاته، لا تزال البيانات الاقتصادية من منطقة اليورو وبريطانيا قوية نسبيًا، حيث من المنتظر الإعلان عن مؤشر مديري المشتريات (PMI) من كلا المنطقتين، كما سيتم الإعلان عن مؤشر ISM الأمريكي والذي إن أظهر قد من التحسن، فقد تتراجع المخاوف من المخاطره، حيث قد يعود كلا من اليورو/ فرنك سويسري واليورو/ ين ياباني لملأ الفجوات السعرية التي افتتحاها مع مرور اليوم.