انصراف تدريجي عن الاوضاع في سوريا وعودة التركيز على البنك الفيدرالي
في ظل تراجع توترات المستثمرين بشان سوريا، والمفاجآت الايجابية من البيانات الاقتصادية الامريكية وتراجع عوائد السندات الامريكية الى مستوى 2.75%، نعتقد ان البنك الفيدرالي في طريقه لتقليص مشتريات الاصول في سبتمبر. وطالما ان تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي قد نما بما يزيد عن 150 الف، فإن التعافي في سوق العمل لابد وان يكون مرضيا للبنك الفيدرالي والذي يتطلع الى تقليص إجراءات التحفيز الاقتصادي خلال الشهرين الماضيين. وربما قد يكون اغلب صناع السياسة النقدية قد اتخذوا قرارهم حول توقيت تقليص مشتريات الاصول وبقي السؤال الوحيد هو المقدار الذي سيتم به تقليص مشتريات الاصول على اساس شهري. واليوم سيتم الاعلان عن تقارير الانفاق والدخل الشخصي في أمريكا، ومن غير المتوقع ان تؤثر هذه التقارير على قرارات أيًا من أعضاء اللجنة، وينطبق هذا أيضصا على مؤشر مديري المشتريات من شيكاغو والقراءات المعدلة لمؤشر ثقة المستهلك لشهر اغسطس. وحتى وإن جاءت هذه البيانات بمفاجآت هبوطية (ونعتقد ان هذا ما سيحدث لأن بيانات القطاع الصناعي ومبعيات التجزئة ومتوسط الاجور في الساعة كانت كلها بيانات ضعيفة)، إلا أنها ستحتاج أن تكون محبطة للآمال بشكل كبير للغاية للبنك المركزي ليعيد التفكير والنظر في خططه الحالية. من المتوقع ان تكون الارتفاعاتا لاخيرة في اسعار السلع عبئا على البنك الفيدرالي وقد تصعّب من خططه بتقليص المشتريات.
وفقا لآخر التقارير الاقتصادية، توسع الاقتصاد الأمريكي بنسبة 2.5% في الربع الثاني من العام، مرتفعا من مستوى 1.7%. وكانت قوة معدلات الاستثمار في المخزونات وارتفاع القراءة المعدلة للصادرات وتراجع القراءة المعدلة للواردات سبب في تعويض أثر تراجع معدلات الانفاق. وتؤكد هذه البيانات على ان الاقتصاد الامريكي قد اكتسب زخما للربع الثاني على التوالي. كما تراجعت معدلات طلبات التأمين ضد البطالة بمقدار 331 ألف مقابل 337 ألف التي سجلها هذا التقرير الاسبوع الاسبق. وفي ظل انخفاض طلبات التأمين ضد البطالة بشكل عام، خلال شهر اغسطس، من المتوقع ان يأتي تقرير التوظيف الاريكي بغير القطاع الزراعي خلال الاسبوع القادم بارتفاع معدلات نمو التوظيف. وعلى الرغم من ان تراجع طلبات التأمين ضد البطالة لم يكن يعني دائما ارتفاع في معدلات التوظيف الامريكية، إلا أن بيانات البطالة تتوافق مع التعافي المستمر في سوق العمل الامريكي.
في الوقت ذاته، يشير الارتفاع الواسع النطاق في الاسهم وانخفاض اسعار السلع الى ان القلق في السوق تجاه سوريا في تراجع، حيث قالت ادارة اوباما انها لن تتخذ أي إجراء بدون دعم من فرنسا وبريطانيا. واليوم قررت بريطانيا عدم المشاركة في الحرب ضد سوريا بعد قرار البرلمان البريطاني بذلك، وعلى الرغم من ذلك قالت فرنسا أنها متمسكة باتخاذ اجراء عسكري ضد سوريا.