يعد الاستثمار في البورصة طريقة رائعة لبناء الثروة من خلال تسخير قوة الشركات المتنامية. لكن البدية قد تكون أمرًا شاقًا للعديد من المبتدئين الذين يتطلعون إلى الدخول في أسواق البورصة على الرغم من المكاسب المحتملة على المدى الطويل.
قد يبدو الاستثمار في البورصة أمرًا صعبًا، وإن كنت مبتدئ في البورصة قد يبدو الأمر بالنسبة لك معقدًا بدرجة كبيرة أو محفوفًا بالمخاطر. ولكن إن فهمت تمامًا كل جونب هذا الموضوع سيصبح الأمر مثل اللعبة بين يديك.
لماذا تفكر في الاستثمار في البورصة؟
الحقيقة أن أهم سببين للاستثمار في البورصة هما إمكانية الحصول على عوائد أعلى لاستثمارك من ناحية وتطوير ما يسمى بالانضباط المالي من ناحية. هل يبدو هذا صعبًا؟ لا تقلق سوف نوضح لك هذا ليصبح أكثر سهولة. على سبيل المثال، عند مقارنة الاستثمار في الأسهم والعملات بالمقارنة مع أدوات الادخار الأساسية مثل الودائع الثابتة، لا شك بأن التداول في البورصة يؤدي إلى حصولك معدل أعلى من العوائد أي مزيد من الربح. كما الاستثمارات الدورية في البورصة تشجعك على توفير المال واستثماره بعناية.
ما هي البورصة؟
البورصة أو سوق الأوراق المالية هو سوق يتم فيه تداول الأدوات المالية، والتي يمكن أن تكون عبارة عن أسهم وسندات أو سلع أو عملات، وغيرها.
وفي كل دولة البورصة الخاصة بها. فعلى سبيل المثال في السعودية تعتبر (تداول) هي البورصة الأساسية، وفي الإمارات هناك العديد من البورصات وهي سوق أبو ظبي للأوراق المالية (ADX) وسوق دبي المالي (DFM) ومركز دبي المالي العالمي (DIFC) ومركز دبي للسلع المتعددة (DMCC) وبورصة دبي للؤلؤ (DPE) وبورصة دبي للذهب والسلع (DGCX) وبورصة دبي للطاقة (DME) وناسداك دبي. وفي كل دولة تجد بورصة واحدة أساسية أو العديد من البورصات.
وتقوم المؤشرات بإدارة هذه البورصات. والمؤشر عبارة عن سلة من الأسهم بينها عامل مشترك، سواء كان الحجم أو القطاع الاقتصادي لها. كما أن المؤشر في البورصة يمثل مقياس للاتجاه في سوق الأسهم يراقبه المستثمرون دائمًا. ويتم استخدام مؤشرات سوق الأوراق المالية بشكل أساسي من أجل قياس أداء الصناديق المالية والأسهم الأخرى.
كيفية الاستثمار في البورصة
من غير الممكن الشراء أو البيع بشكل مباشر في البورصة. وبالتالي لابد أن تعمل في هذا السوق من خلال الوسطاء المصرح لهم بالتداول في السوق أو من خلال شركات الوساطة المالية التي تسمح لك بالتداول عن طريق استخدام منصة التداول الخاصة بهم. والحقيقة أن هذا يتم بشكل بسيط للغاية.
حتى تبدأ في الاستثمار، عليك في البداية وكخطوة أولى فتح حساب تداول مع وسيط أو ما يسمى شركات السمسرة باستخدام منصة تداول تابعة لها لتعمل في البورصة. وعند فتح حساب التداول سيكون لديك المكان الذي تقوم بالتداول فيه أو تضع أوامر بيع أو شراء. ولفتح حساب تداول سوق تحتاج إلى تقديم وثائق إلى شركة الوساطة التي تتضمن التحقق عبر بطاقات الهوية المعتمدة. وبمجرد فتح هذا الحساب، يمكنك التداول مع الوسيط أو شركة الوساطة من خلال الإنترنت أو عبر المكالمات الهاتفية.
ماذا يمكنك أن تستثمر في البورصة؟
تتضمن الأدوات المالية الرئيسية التي يتم تداولها في البورصة كل من:
أسهم رأس المال: هي الأسهم التي تقوم الشركات بإصدارها، ويمكنك المطالبة بأي أرباح تدفعها الشركة في شكل توزيعات أرباح.
السندات: هي التي تقوم الشركات والحكومات بإصدارها. وتمثل السندات القروض التي يقدمها المستثمر للمصدر. ويكون إصدارها بسعر فائدة ثابت لفترة محددة. وبالتالي يطلق عليها أيضًا اسم أدوات الدين أو أدوات الدخل الثابت.
الصناديق المشتركة (MFs): تقوم المؤسسات المالية بإصدارها وإدارتها، وهي أدوات تستهدف تجميع الأموال التي يتم استثمارها بعد ذلك في شكل أدوات مالية مختلفة. ويكون توزيع الأرباح من الاستثمارات بين المستثمرين وفقًا لعدد الوحدات أو الاستثمارات التي تكون بحوزتهم.
الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs): الحقيقة ان شعبية هذا النوع من الصناديق في تزايد مستمر، وتتتبع صناديق الاستثمار المتداولة بشكل أساسي مؤشرًا أساسيًا في البورية. وبمجرد شراء وحدة من صناديق الأسهم المتداولة في البورصة، فإن هذا يعني أنك تمتلك جزءًا من الأسهم التي يتضمنها المؤشر الأساسي في البورصة. وعادة ما تكون أقل تكلفة بكثير بالمقارنة مع الصناديق المشتركة وتكون على نفس الدرجة من المخاطر أو نسبة العائد مثل المؤشر.
المشتقات: يستمد المشتق قيمته من أداء الأصل الأساسي أو فئة الأصول. وقد تكون هذه المشتقات سلعًا أوعملات أواسهم أو سندات أو مؤشرات للسوق.
العملات: يتم تداول العملات في بورصة فريدة من نوعها لأنها كلها تتم عن طريق الانترنت وليس لها مقر معين. وهي من أكثر البورصات المثيرة للاهتمام لأنها على الرغم من مخاطرها العالية إلا ان أرباحها كبيرة للغاية وإن قمت بدراسة بورصة العملات جيدًا والتدرب عليها من خلال حساب تجريبي لن يكون الأمر بهذه الدرجة من الخطوة.
ما هو تصنيف الأسهم؟
عند البحث عن الأسهم أو الصناديق المشتركة لا بد ان ستجد مصطلح “القيمة السوقية”. وهذه القيمة السوقية عي القيمة الكاملة للشركة التي يتم تداول السهم الخاص بها في البورصة. ببساطة، إذا افترضنا أن القيمة السوقية لشركة ما هي 5 ملايين ريال سعودي، يكون هذا معناه أن هذا المبلغ هو قيمة جميع أسهم الشركة. واعتمادًا على القيمة السوقية، هناك ثلاثة أنواع من تصنيف الأسهم. ومن المهم التعرف على ذلك لأنه يتم تصنيف العديد من الصناديق المشتركة وصناديق الاستثمار المتداولة على هذا الأساس.
>> هل تبحث عن الأستثمار المربح الاَمن؟ اقرأ أفضل طرق الاستثمار هذا العام
الأسهم ذات رؤوس الأموال الكبيرة: هي أسهم الشركات التي تعد من أكبر الشركات في الدولة من حيث الإيرادات، وتكون شركات قوية وضخمة ومستمرة وعادة ما تكون رائدة في السوق في الصناعات التي تتخصص بها. وبالتالي يعتبر شراء أسهم هذه الشركات أقل خطوة، إلا أنها في الوقت ذاته لا تنمو بنفس سرعة أسهم الشركات المتوسطة أو الصغيرة. لكنها قد تتميز بأنها تقدم أرباحًا أكبر واحتياطيًا آمنًا لرأس المال وذلك على المدى الطويل.
الأسهم ذات رؤوس الأموال المتوسطة: هذ أسهم الشركات ذات رأس المال المتوسط ، وهي الشركات التي لها حد أقصى من رأس المال. ولأن مثل هذه الشركات ذات حجم أصغر من الشركات الكبيرة، فإنها تكون قادرة على تحقيق نمو أعلى بالمقارنة مع شركة كبيرة أو النمو إلى شركة ذات رأسمال كبير. ويعتبر الاستثمار في أسهم هذه الشركات أكثر خطورة من الشركات الكبيرة ولكنها أقل خطورة مقارنة بالأسهم الصغيرة.
أسهم الشركات الصغيرة: هي أسهم الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة وغالبًا ما يكون هذا النوع من الأسهم شديد التقلب. مقارنة مع النوعين الآخرين. يعتبر الاستثمار في هذا النوع من الأسهم محفوفًا بالمخاطر ولكن تكون هناك إمكانية بتحقيق عوائد أعلى عند الاستثمار فيها. كما ان الشركات الصغيرة تعتبر أقل سيولة، وهذا معناه أنه لا يوجد العديد من المشترين والبائعين لهذه الأسهم مثل الشركات الكبيرة.
وبغض النظر عن القيمة السوقية للأسهم، يتم تصنيف الأسهم حسب القطاع الذي تعمل فيه، ومدى سرعة نموها، ومقدار الأرباح التي تقوم بدفعها، وما إلى ذلك.
كيف اتخذ قرار بشراء سهم؟
– حدد مدى استعدادك للمخاطرة
مقدار المخاطرة الذي يمكنك تحمله هو ما نطلق عليه الرغبة في المخاطرة. وهناك العديد من العوامل التي تؤثر على معدل الرغبة في المخاطرة تتضمن الجدول الزمني للاستثمار والسن والهدف من الاستثمار ومقدار رأس المال. كما أن التزاماتك المادية الحالية تؤثر على. على سبيل المثال، إن كنت الفرد الوحيد صاحب الدخل في عائلتك، فمن المؤكد أنك ستكون أقل ميلًا إلى المخاطرة. وبالتالي ستفضل الاستثمار في أسهم الشركات ذات رؤوس الأموال الكبيرة.
من ناحية أخرى، إذا كنت أصغر سنًا، ولست مسؤولا عن أفراد آخرين في عائلتك، فقد تكون رغبتك في المخاطرة عالية. وبالتالي قد تكون قادرًا حينها على الاستثمار في عدد أكبر من أسهم الشركات ذات رؤوس الأموال الصغيرة والتي تعتبر كما ذكرنا أسهم ذات مخاطر أعلى وذات عوائد اعلى في الوقت ذاته. وبالتالي عليك ان تدرك أن نقطة البداية لاختيار السهم هي اتخاذ قرار مع الأخذ في الاعتبار أن العائد والمخاطرة يرتبطان ببعضهما بدرجة كبيرة.
>> هل تخشي المخاطر؟ تعرف علي مخاطر التداول عبر الانترنت وكيف تتجنبها لتصبح أستثماراتك في امان.
– النظام في الاستثمار
بعد ان تعمل على حساب تجريبي في الفترة الأولى، سيكون عليك تخصيص أموال للاستثمار بشكل منتظم. ننصحك بأن تحدد ميزانية شخصية، وتقوم بتتبع نفقاتك، وتحدد المبلغ الذي يمكنك تخصيصه. والحقيقة أن الطريقة الأفضل للاستثمار في البورصة هي استخدام خطة استثمار منهجية، بحيث يتم استثمار المبلغ ذاته من المال كل شهر، ومن الممكن ان يكون ذلك في صندوق مشترك على سبيل المثال. وبهذه الطريقة سيكون لك حساب في مستويات السوق المختلفة، مما سيمكنك من الحفاظ على عادات الاستثمار الجيدة وزيادة استثماراتك بشكل بطيء ومستقر في الوقت ذاته كلما زادت لديك الثقة.
– تنويع المحفظة الاستثمارية
الحقيقة أن القاعدة الأساسية لإنشاء محفظة استثمارية هي أن تحتوي المحفظة على مجموعة متنوعة من الأصول المالية. والهدف من هذا أنه يقلل من التأثير الضار الذي قد يتسبب فيه أحد الأصول السيئة. ويمكن ان يكون التنويع في فئة الأصول والقطاعات الاقتصادية والأجل الخاص بالأصول. وعلى الرغم من أنه قد يكون من المغري وضع كل استثماراتك في أسهم تابعة لقطاع مزدهر واحد، إلا أنه من الأفضل دائمًا التنويع في الأسهم والأصول وفقًا لتنوع القطاعات التي تنتمي إليها، كأن تشتري بعض الأسهم في قطاع الاتصالات، وأسهم أخرى في قطاع التعدين، وهكذا. وبالتالي يحقق هذا التوازن بين التعرض للقيمة السوقية، وتعويض مخاطر الأسهم من خلال الاستثمار في السندات المستقرة وذات العائد المنخفض في الوقت ذاته. إن استخدامك لخطط الاستثمار المنهجية سيجعلك تتأكد من أنك قد استثمرت في الأوراق المالية في مستويات السوق المختلفة.
– إعادة التوازن لمحفظتك الاستثمارية
نظرًا لأن ما لديك من أولويات يتغير عادة مع مرور الوقت، عليك ان تكون حريصًا على تغيير محفظتك أيضًا. ويكون هذا من خلال إعادة هيكلة محفظتك الاستثمارية كل ربعين سنويين بغرض التأكد من أنك لا ترتبط بشكل مستمر بسهم معين أو فئة معينة من الأصول المالية. كما أن الأمر يزيد أهمية مع تقدمك في السن وتغيير أولوياتك. على سبيل المثال قد تميل الى تقليل المخاطر الخاصة بك عندما تبدأ في تكوين عائلة أو عندما تقترب من سن التقاعد.
خلاصة الاستثمار في البورصة
أي شخص يمكنه الاستثمار في البورصة، فهي مهارة حياتية تحتاج إلى صقل وتدريب مثلها مثل كل الأشياء الجديدة الجيدة التي نتعلمها ونستفيد منها، فهي تحتاج إلى القليل من الصبر والوقت والتعلم والدراسة. ومن خلال الاستثمار المدروس، ستعمل أموالك من أجلك ولصالحك ولصالح تحقيق أهدافك وأحلامك.