مضت تداولات الدولار الأمريكي بثبات مقابل العملات الأساسية في الوقت الذي ظلت فيه معدلات الثقة منخفضة. وقد أفادت الأنباء أن حزمة الحوافز الاقتصادية الحكومية المزمع أن تقدمها الصين قد جاءت أقل بكثير من التوقعات، وأدى التدهور المستمر في الأوضاع المالية في أوروبا إلى تردي المعنويات وأدى إلى المحافظة على سعر تداول الدولار بالقرب من أعلى المستويات التي سجلها مؤخرًا. أما الأسهم العالمية فجاءت متضاربة عند مستوى أعلى بشكل طفيف، أما عوائد سندات الخزانة الأمريكية UST فجاءت أقل في وقت كتابة هذا السطور. ويظل مؤشر الدولار الأمريكي فوق مستوى 82.00 والذي يبدو كمستوى دعم قصير الأجل. ومن جهة البيانات الاقتصادية، تراجع مؤشر أسعار المنازل S&P/Case-Shiller بنحو -2.6%، ومن المتوقع الإعلان عن قراءة مؤشر ثقة المستهلك لشهر مايو والتي من المتوقع أن تسجل ارتفاع إلى مستوى 69.5 نقطة مقارنة بـ 69.2 في السابق. وبعد ذلك، من المقرر أن يصدر مؤشر النشاط الصناعي من بنك الاحتياطي الفيدرالي في ولاية دالاس.
وجاءت تداولات اليورو متضاربة مقابل عملات الدول الصناعية الكبرى العشر – حيث جاء أعلى من الدولار الأستراليAUD والدولار النيوزيلندي NZD والباوند البريطاني GBP والكرونة السويدية SEK، فيما جاء ضعيفًا في مقابل باقي العملات. ويظل اليورو تحت ضغوط مقابل الدولار الأمريكي بعد أن نجم عن إحدى مزادات السندات الإيطالية تكاليف اقتراض أعلى. وكان القلق المتواصل حول القطاع البنكي الأسباني قد وضع ضغوطًا على مؤشر IBEX والمنخفض حاليًا بمقدار -2.75%، وقد قال (نوتني) عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي أن البنك لن يناقش تجديد عمليات شراء السندات. وقد جاءت فروق العوائد السيادية في دول الإتحاد بدون تغيير تقريبًا وتتماسك حركة سعر زوج العملة يورو/دولار أمريكي EUR/USD إلى أعلى من مستوى له عند 1.25. ورغم أننا نرى أن المجال لا يزال مفتوحًا لانخفاض هذا الزوج، إلا أننا نفضل البيع عند الارتفاعات على أساس التحليل الفني، ومن المحتمل أن تكون هناك حركة تصحيح قصير الأجل، وذلك وفقًا لقياس اعداد صفقات البيع والشراء.
وقد أتت تداولات الدولار الكندي CAD عند مستويات مرتفعة مقابل العملات الاساسية الأخرى، وفاق في أداءه عملات السلع. وجاء سعر النفط أعلى مع ارتفاع سعر خام غرب تكساس WTI ليبلغ 0.51%، وجاءت أسعار الأسهم الأمريكية أعلى في وقت كتابة هذه السطور وهو ما يدعم سعر الدولار الكندي CAD. وقد أتى زوج العملة دولار أمريكي/دولار كندي USD/CAD أقل بشكل طفيف اليوم ويشهد حركة تصحيح فيبوناتشي بنسبة 23.6% (للارتفاع من أدنى مستوى سجله خلال عام 2012 إلى أعلى المستويات مؤخرًا) ليقل بمقدار قليل عن رقم 1.02. ولا توجد بيانات اقتصادية مهمة متوقعة من كندا اليوم.
وقد جاء تداول الباوند البريطاني GBP أكثر سلاسة رغم التعليقات الأقل طمأنة من مسئولي بنك انجلترا. وقال (ديل) كبير الاقتصاديين في بنك انجلترا أن الجولة الثانية من التيسير الكمي سوف تستغرق وقتًا لكي يتحقق لها التأثير، وأنه يتوقع تعافيًا تدريجيًا هذا العام، فيما قال (برودبنت) أن النظرة العامة لمؤشر سعر المستهلك لا تضمن مزيدًا من التيسيرات الكمية هذا الشهر. كما نوه أيضًا إلى أن عمليات الشراء الإضافية تظل احتمالاً واردًا. وقد ارتفعت مبيعات اتحاد الصناعات البريطاني CBI إلى 21 نقطة في مايو مقابل -6 في السابق (مقارنة بـ -8). وقد أتى زوج العملة باوند بريطاني/دولار أمريكي GBP/USD أقل نسبيًا ويتماسك فوق أدنى المستويات السابقة. ويقع تداول هذا الزوج حاليًا حول 1.5670ويشهد دعمًا عند فوق مستوى 1.56.
وقد أتى الين الياباني JPY من بين أضعف العملات بعد أن أظهرت البيانات الاقتصادية اليابانية أن تعافي البلاد قد فقد زخمه. فقد ارتفعت نسبة البطالة بشكل غير متوقع إلى 4.5% في إبريل مقارنة بـ 4.5%، وتباطأت مبيعات التجزئة إلى +5.8% ين/ين (مقابل التوقعات بقراءة +6.0%، ومقابل القراءة السابقة عند +10.3%) وبمعدل هبوط شهري نسبته -0.3% (في مقابل التوقعات بالارتفاع بنسبة +0.1%). كذلك فقد أبقى الخطاب السياسي الين يتحرك بضعف اليوم حيث صرح نائب وزير المالية السيد (ناكاو) أن اليابان تتابع عن قرب أسواق العملات الأجنبية وأن الارتفاعات المتسارعة للغاية في الين الياباني “ذات تأثير سلبي”. ويأتي زوج العملة دولار أمريكي/ين ياباني USD/JPY أعلى بشكل طفيف رغم أن عوائد أذونات الخزانة المنخفضة واتجاه المقاومة يتلاقى مع كون المتوسط المتحرك البسيط SMA لمدة 21 يوم يقع حاليًا حول عند مستوى 79.75/79.80.