مقالات اقتصادية

ما هي مخاطر التداول عبر الانترنت وكيف تتجنبها

كل نوع من الاستثمار ينطوي على مخاطر معينة. في التداول ، يتم تعريف مخاطر التداول على أنها الفشل المحتمل للاستثمار في تحقيق العائد المتوقع.

قد يعني ذلك الحصول على أرباح أقل من المتوقع ، وخسارة كل الاستثمار الأصلي ، وفي بعض الحالات خسارة أكثر من الاستثمار الأصلي. 

الخطر هو ببساطة مقياس مستوى عدم اليقين لتحقيق توقعات المستثمر من حيث العوائد.

يعتقد بعض الخبراء أن هناك مستوى مناسب من المخاطر. لكن غالبًا ما يكون من الصعب التمييز بين المخاطرة الطائشة والمخاطرة الحكيمة. لن يتمكن المتداولون الذين يكرهون المخاطرة بشكل كبير من الاحتفاظ باستثمار طويل بما يكفي لتحقيق أرباح محتملة. من ناحية أخرى ، قد ينتهي الأمر بالتجار الذين يخاطرون كثيرًا بإجراء عمليات سحب ضخمة يمكن أن يكون لها آثار نفسية سلبية. 

ولكن من خلال الخبرة الكافية ، يمكن للمتداولين تعلم موازنة مخاطر التداول الخاصة بهم وتحمل طبيعتها غير المؤكدة. يمكنهم أيضًا تعلم التجارة في “المنطقة” دون الإسراف في التفكير في عواطفهم أو أخطاء الماضي.

ما هو التداول

التداول أو ما يطلق عليه البعض اسم “التجارة” هو مفهوم اقتصادي معناه شراء وبيع السلع والخدمات، بحيث يحصل البائع على مقابل ما يحصل عليه المشتري، أو يكون على شكل تبادل سلع أو خدمات بين طرفين. وفي أي اقتصاد أو دولة يكون هناك تداول أو تجارة بين بين المنتجين والمستهلكين. ولا يقتصر الأمر على عمليات البيع والشراء التي تتم داخل الدولة الواحدة، وإنما يمتد التداول ليكون بين الدول ويسمى حينها بالتجارة الدولية. تسمح التجارة الدولية هذه بتوسيع نطاق أسواق السلع والخدمات في مناطق أكبر. كما ان هذه التجارة الدولية تزيد من معدلات المنافسة بحيث تكون الأسعار أكثر تنافسية وبالتالي تكون المنتجات أرخص. وهذا هو مفهوم التداول او التجارة بشكل عام.

أما في الأسواق المالية بشكل خاص، يشير مصطلح التداول إلى عمليات شراء وبيع في الأوراق المالية المختلفة، مثل شراء الأسهم عند مستوياتها المنخفضة وبيعها عند المستويات المرتفعة. ويكون هذا في مختلف البورصات حول العالم مثل بورصة نيويورك مثلا.

وتتفاوت مستويات تعقيد معاملات التبادل التي تتم في عملية التجارة او التداول. ويمكن القول ان من أبسطها مثلا تبادل العملات القديمة والنادرة بين هواة جمع العملات وتصل درجة تعقيدها إلى مستويات أعلى مثل تبادل السلع والخدمات بين مختلف الدول وهو ما يسمى بالاستيراد والتصدير.

أهم فوائد التداول

الحقيقة ان التداول العالمي او التجارة العالمية بين الدول لها عدة فوائد. أولها توفير بعض السلع والخدمات للمستهلكين في دولتهم والتي لا تكون متوفرة لديهم. ولهذا يتوافر في السوق الدولي جميع أنواع السلع مثل الطعام والمشروبات والملابس والمجوهرات والسيارات وقطع الغيار والأسهم والعملات الأجنبية. كما يتم تداول الخدمات مثل النقل والسياحة والبنوك والاستشارات. وعندما يتم بيع المنتجات والخدمات في السوق العالمية فإن هذه العملة يطلق عليها اسم التصدير. اما الاستيراد فهو عملية شراء السلع والخدمات من السوق العالمية. وتقوم كل دولة بحساب معدلات الواردات والصادرات وتسجيلها في ميزان المدفوعات.

كما ان التجارة الدولية تسمح للدول بالمشاركة في الاقتصاد العالمي. يكون هذا بزيادة معدلات استثمار الأفراد في الشركات الأجنبية والأصول الأخرى، وهو ما يسمى بالاستثمار الأجنبي المباشر (FDI). ويعتبر الاستثمار الأجنبي المباشر هذا طريقة مباشرة لدخول العملة الأجنبية والخبرات الأجنبية الى الدولة. وهو ما يزيد من فرص ارتفاع مستويات التوظيف وبالتالي إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي.

أهم فوائد التداول

ما هي مخاطر التداول

بغض النظر عن نوع الاستثمار، ينطوي على أي استثمار مخاطر معينة. وعلى المستثمر قبل اتخاذ قرار الاستثمار معرفة هذه مخاطر التداول ومعرفة الحلول الذي عليه ابتاعها لتجنب هذه المخاطر وإدارتها بشكل جيد. وعند الحديث عن التداول، يمكن القول ان خطر التداول هو عبارة عن احتمالية إخفاق الاستثمار في تحقيق العائد المتوقع منه. ومعنى هذا بشكل أكثر دقة أن الأرباح قد تكون أقل من التوقعات، أو ربما لا تكون هناك أرباح على الإطلاق، أو خسارة كل رأس المال، أو خسارة ما هو أكثر من هذا.

ويضع خبراء الاستثمار مستوى معين يمكن تقبله كمخاطرة، إلا أن هناك بعض المستثمرين الذين يعجزون عن تحديد هذا. وإذا كان المتداول يكره ان يخاطر بدرجة كبيرة جدًا فإن هذا معناه انه لا يتمكن من الاحتفاظ باستثماراته لفترات طويلة لتحقيق الأرباح والعوائد المرجوة من هذا الاستثمار. وعلى العكس، إذا خاطر المتداول بدرجة أكبر من المستوى المعتدل وبشكل غير محسوب فإن الخسارة تكون احتمال كبير مصاحب له.

ليس عليك الشعور بالقلق من هذا، لأن الخبرة في التداول مع معرفة بعض القواعد ستعلمك كيفية موازنة مخاطر التداول وتحمل طبيعتها. كما ان تداولك سيكون أكثر امانًا عند التزامك بالعمل في نطاق التداول للورقة المالية بدون الابتعاد كثيرًا عنه وبدون الانسياق بقوة إلى مشاعر الخوف والقلق والطمع في التداول أو التفكير بشكل مستمر في أخطاء الماضي. دون الإسراف في التفكير في عواطفهم أو أخطاء الماضي.

أنواع مخاطر التداول

هناك العديد من المخاطر التي يواجهها المتداولون ويكونوا بحاجة إلى ادارة المخاطر لضمان تحقيق العائد المرجو من الاستثمار. هناك ثلاث أنواع مختلفة من مخاطر التداول، وهي: مخاطر السوق، ومخاطر الاستثمار، ومخاطر التداول.

مخاطر السوق هي المخاطر التي تكون خارجة عن إرادة المتداولين. وتمثل هذه المخاطر تلك المخاطر التي تؤثر على حركة أسعار الأسهم والعملات والسلع بشكل مباشر. قد تكون هذه المخاطر ناتجة عن أخبار اقتصادية او جيوسياسية.

مخاطر الاستثمار هي تلك المخاطر الناتجة عن قرارات التداول الخاصة بتوقيت دخول السوق ونقاط الدخول والخروج من السوق. وينتج عن هذ النوع من المخاطر ضياع بعض الفرص الاستثمارية.

مخاطر التداول فهي تلك المخاطر المرتبطة بتنفيذ عملية التداول، حيث قد يتعرض المستثمر لمشكلة أثناء فتح أو إغلاق صفقات التداول مثلا. او ربما تنتج عن حدوث فجوات سعرية أثناء التداول.

استراتيجيات إدارة المخاطر

يستخدم المتداولون استراتيجيات إدارة المخاطر بهدف حماية أي أرباح حققوها من عملية التداول والحد من أي خسائر أو من امتداد الخسائر وخروجها عن السيطرة. تتضمن استراتيجيات إدارة المخاطر تحديد مخاطر التداول وتحليلها وإيجاد طرق ووسائل للحد منها. وبدون استخدام مثل هذه الاستراتيجيات لإدارة المخاطر، فقد يتعرض المتداول لخسارة جزء من أرباح أو كل أرباحه وربما يتعرض لخسارة رأس ماله كله في صفقة واحدة بقرار تداول خاطئ.

استراتيجيات إدارة المخاطر

وفيما يلي مجموعة من أهم استراتيجيات إدارة المخاطر المفيدة لك:

  1. التخطيط: قد يكون تخطيط في كثير من الأحيان هو الحد الفاصل بين النجاح والفشل. ويكون التخطيط في التداول عن طريق التحديد المسبق لنقاط وقف الخسارة والمستوى المستهدف لجني الأرباح وتحديد مسار وطريقة العمل قبل الدخول إلى الصفقة.
  2. فهم المخاطر في السوق: كما سبق وقد أشرنا يعتبر التعرف على المخاطر وتحديدها هو اول ما يحتاجه المتداول لوضع استراتيجية إدارة المخاطر. يحتاج المتداول بالتالي إلى فهم العوامل المؤثرة على مختلف الأسواق المالية من أجل وضع استراتيجيات لإدارة المخاطر أو تعديلها وفقًا لهذه العوامل.
  3. تقييم نسبة المخاطرة إلى العائد: أي موازنة مخاطر التداول مقابل العوائد المحتملة. والقاعدة الثابتة حول هذه النقطة هي ان التداول الذي يصاحبه مخاطر عالية عادةً ما يكون له عوائد أعلى. والعكس صحيح، حيث تعتبر السندات الحكومية استثمارا منخفضا المخاطر وفي المقابل تعتبر عوائدها أقل من سندات الشركات التي تعتبر ذات مخاطر أعلى.
  4. تطبيق قاعدة واحد بالمائة: تقول هذه القاعدة انه لتجنب الكثير من المخاطر المحتملة في التداول، فإنه على المتداول عدم استثمار ما يزيد عن واحد بالمائة من رأس المال أو حساب التداول في صفقة واحدة.
  5. حساب العائد المتوقع -من المهم أن يضع المتداول طريقة منهجية لمقارنة صفقات التداول المختلفة واختيار التي تكون ترتفع نسبة الأرباح المحتملة منها مقابل المخاطر التي تنطوي عليها.
  6. تحديد نقاط جني الأرباح ووقف الخسارة – تساعد هذه الطريقة المتداول على حماية أرباحه وتقليل ما قد يتعرض له من خسائر. وتتمثل نقطة جني الأرباح هي السعر الذي يتوقع عنده المتداول تحقيق ربح من بيع الورقة المالية. أما نقطة وقف الخسارة فهي السعر الذي يتوقع عند المتداول الخسارة ولكنه يحدد ما يمكن تحمله من هذه الخسارة.
  7. التحوط وتنويع الاستثمار – من اساسيات الاستثمار عدم وضع المتداول لكل البيض في سلة واحدة. والحقيقة ان تنويع الاستثمارات لا يساعد على تقليل معدلات المخاطر فحسب، بل أنه يفتح المزيد من الفرص الاستثمارية.

كيفية إدارة مخاطر التداول عبر الانترنت

أصبح الكثير من المستثمرين يقومون بتداول الأسهم عبر الانترنت هذا بالإضافة الى ان تداول العملات والسلع يكون عن طريق الانترنت أيضا. ولهذا قد يكون الخطر الأكبر الذي يشغل المتداولون عبر الانترنت هو الخطر الأمني. ولهذا عليك التأكد من أن كل شيء مخطط له لتتم عملية التداول بدون قلق.

إدارة مخاطر التداول

التصفح الآمن

عند بدء التداول عبر الإنترنت فإن اهم ما عليك التفكير فيه هو التداول بأمان على الإنترنت. يمكنك البدء بتأمين جهاز الكمبيوتر الخاص بك أو الهاتف المحمول إن كنت تعتمد عليه في التداول، بالإضافة إلى تأمين. تجنب أيضًا الدخول إلى مواقع الويب غير الآمنة لأن مجرد نقرة واحدة غير محسوبة على إعلان غير موثوق أو الدخول إلى موقع ويب غير موثوق قد تؤدي إلى كشف بياناتك الشخصية أو إصابة جهازك فيروس ضار. على الرغم من أنه قد يكون من الصعب أحيانًا مقاومة فضولك والدخول لمثل هذه المواقع، إلا أن التزامك بهذا سيضمن توفير الحماية والأمان لجهازك عند التداول عبر الإنترنت.

2. استخدم اتصال آمن (VPN)

تزود العديد من شركات السمسرة مستثمريها بإمكانية التداول من خلال منصة تداول آمنة عبر الإنترنت. ولكن كبديل، يمكنك الاستثمار في خدمة VPN مناسبة لإنشاء شبكة افتراضية خاصة. كما ان توفر اتصال آمن من خلال مزود VPN سيسمح لك بالتداول من كل مكان تذهب إليه دون القلق من تعرضك للاختراق. وفي المعتاد إن اتصلت بالإنترنت في مكان عام باستخدام الواي فاي، فإن هذا أبعد ما يكون عن الأمان. وبالتالي فإن استخدامك لاستخدام شبكة افتراضية خاصة سيمكنك من الاتصال بشكل آمن بين جهاز الكمبيوتر الخاص بك وخادم الإنترنت.

3. اختر كلمات مرور قوية

وفقًا لخبراء الاتصالات والتكنولوجيا، تعتبر كلمات المرور هي نقطة الضعف الرئيسية في أمان الإنترنت. وعندما يتعلق الأمر بالتداول عبر الإنترنت، فلابد من أنك تريد ان تضمن أن كل شيء آمنًا وسليمًا. ولهذا فإن أفضل ما تقوم به هو تجنب كلمات المرور السهلة والبسيطة لأنها تكون سهلة الاختراق عبر الإنترنت. عند إنشاء كلمة مرورك خاصة بك على منصة التداول، تأكد من اختيار كلمة مرور تتكون من 15 حرفًا على الأقل بحيث تكون مزيجًا من الأرقام والأحرف الخاصة.

 

إن متصفحك واتصالك بالإنترنت من أهم عناصر التداول الآمن عبر الإنترنت. لذلك إن أردت التداول بأمان لا تقلل من أهمية الإجراءات والممارسات الأمنية اللازمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى