باستثناء الدولار الأسترالي AUD، ظلت معدلات الطلب جيدة على العملات عالية المخاطر في بداية جلسة التداول الأوروبية برغم ضعف سوق الأسهم وغياب أي أخبار اقتصادية في جدول البيانات الاقتصادية. وتظل اللهجة الغالبة بناءة حيث يتوقع معظم أطراف السوق التزام مسئولي منطقة اليورو بخطة ما من جانب البنك المركزي الأوروبي ECB للحيلولة دون تدهور الأسواق الائتمانية لدول أطراف اليورو، واحتواء تكاليف التمويل لهذه الدول. وقد ظل اليورو قريبًا من أعلى مستوياته الأخيرة عند مستوى 1.2475، ولكن المستوى 1.2500 يظل حاجزًا هائلاً حيث ورد ما يفيد بأن ثمة أكثر من مليار يورو معروضة (للبيع) عند هذه المستويات.
وكان زوج الإسترليني/دولار أقوى اليوم حيث صعد فوق مستوى 1.5800 مسجلاً أعلى مستوى له خلال 3 اشهر. وقد جاء الزوج محصورًا ضمن النطاق 1.5400-1.5800 على مدار الأشهر العديدة الماضية، واختراقه اليوم قد يكون حاسمًا إذا ما استمر، حيث سينهض كمؤشر على احتمال تحركه ليختبر المستوى الأساسي 1.6000 في القريب العاجل. ولم تأت قوة الإسترليني مدعومة بأي بيانات أساسية، ولكن السوق قد يتوقع تحسنً في الطلب مراجعة صعودية في بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني المقرر صدورها الجمعة القادمة.
وكان من أهم العملات المتباطئة اليوم الدولار الأسترالي AUD والذي تعثر في أعقاب النتائج الضعيفة من (BHP Billiton). ورغم أن أداء الشركة يفوق التوقعات، إلا أن أرباحها تراجعت إلى 17.11 مليار دولار مقارنة بمستواها السابق 21.21 مليار المسجل في 2011، وقد صرحت الشركة بأنه لن يتم إطلاق أي مشروعات جديدة كبرى في 2013 بسبب التقلبات في سوق السلع. وتتأثر تجارة المعادن، والتي تعد أحد قطاعات النمو الكبيرة في الاقتصاد الأسترالي، ليس فقط بتراجع الطلب من الصين، ولكن كذلك بالنمو المتباطئ في الولايات المتحدة وضغوط الركود في أوروبا. ويرى بعض المحللين أن التبادلات التجارية الأسترالية قد تهبط بنسبة تصل إلى -15% العام المقبل، مع مواصلة تراجع الأسعار اللحظية للمعادن. ومن شأن سيناريو كهذا على الأرجح إن يؤدي إلى حالة من الكساد في الاقتصاد الأسترالي الأوسع نطاقًا– وهو شيء لا تتوقعه السوق إطلاقًا في هذه المرحلة.
وفي الواقع، فإن نتائج شركة (BHP Billiton) تأتي في تناقض حاد مع اللهجة المتفائلة لمحاضر بنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) الصادرة يوم أمس، وتدلنا على احتمال اضطرار مسئولي النقد الأستراليين إلى تعديل سياساتهم إذا ما زاد التدهور في الطلب. وقد هبط الدولار الأسترالي إلى ما دون مستوى 1.0450 في الأخبار حيث بدا أن قبضته على المستوى 1.0500 غير محكمة. ومع هذا، فالمثير أن الزوج اليورو/دولار أسترالي EURAUD قد قفز إلى أعلى مستوى جديد له في 20 يومًا إلى 1.1925 مع استمرار إعادة التوازن في الزوج. وكان الزوج التقاطعي في حالة هبوط كبيرة هذا العام، حيث جذب الدولار الأسترالي AUD رأس المال كعملة عالية المخاطر وكعملة ملاذ آمن . ومع هذا، فإذا ما صحت توقعات المضاربين على هبوط الأسعار وفاقت مخاطر الكساد إجماع الآراء الحالي، ستتواصل مراكز البيع على المكشوف في الزوج مقتربة من مستوى 1.2000 على مدار الأيام القليلة القادمة.
وفي أمريكا الشمالية اليوم، يتحول الاهتمام إلى أسعار المنازل القائمة، ومحاضر لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية FOMC المقرر صدورها في تمام الساعة 18:00 بتوقيت جرينتش. وفيما يتعلق بالاحتياطي الفيدرالي، فقد كتبنا في تقرير آخر لنا: « نرى أن محاضر الاحتياطي الفيدرالي لن تكون باعثة على الرضا على غرار اجتماع السياسات النقدية الأخير، وهو ما يجعلنا نتوقع أن الأثر على الدولار الأمريكي USD أقل ما يمكن. لا تتوقعوا أي نزعة متفائلة في بيانات الاحتياطي الفيدرالي لأنه في الأيام السابقة للاجتماع كانت البيانات الاقتصادية على درجة من الضعف بحيث تبرر اتخاذ إجراءات إضافية. وإذا كان لهذه المحاضر أن تعكس أي شيء، فينبغي أن تعكس في الواقع خوفًا أكبر داخل أروقة البنك المركزي، وهو ما من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي طفيف على الدولار الأمريكي”. فإذا كان هذا هو الحال، فإن زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD قد يخترق مستوى 1.2500 على خلفية التوقعات بإقدام الاحتياطي الفيدرالي على طرح المزيد من الحوافز في المستقبل المنظور.