اخبار اقتصادية

هل ينعكس الدولار الأمريكي/ يورو خلال هذا الأسبوع ؟!

شهد زوج العملة اليورو مقابل الدولار الأمريكي (اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD) تراجعا كبيرا خلال الأسبوع الماضي، ولكن كانت عمليات البيع المكثفة التي تعرض لها يوم الجمعة تنادي بانعكاس أكثر عمقًا وحدة.  ومن الناحية الفنية، توقف الارتفاع بالقرب  من المتوسطات المتحركة البسيطة لـ 100 و 200 شهر بالقرب من مستوى 1.2550.  وتعتبر هذه مستويات مقاومة كبيرة من شأنها أن تكون نقطة مثالية للانعكاس السعري لهذا الزوج في سوق الفوركس.  من الناحية الفنية، نرى أن هناك أسبابًا تعافي الدولار الامريكي وارتفاعه للأعلى على المدى القريب في الدولار الأمريكي ولكن من الناحية الأساسية هناك أسبابا كثيرة تدعم ارتفاع اليورو للأعلى.  ويظهر من خلال آخر التقارير الاقتصادية الصادرة عن منطقة اليورو أن هناك قوة مستمرة في اقتصاد منطقة اليورو.  ويشعر البنك المركزي الأوروبي بالتفاؤل، حيث يظهر هذا من خلال تصريحات بعض الأعضاء مثل بينوا كوور الذي قال ان البنك المركزي سيناقش التغييرات في لهجته المتعلقة بالسياسة النقدية في مطلع عام  2018.  ولا شك ي أن الزخم الإيجابي في اقتصاد منطقة اليورو قد جعل المسؤولين في البنك المركزي الأوروبي (ECB) يفكرون بشأن تطبيع السياسة النقدية، ويمكنهم إتخاذ هذه الخطوة في الشهر القادم. وسيكون ذلك بصرف النظر عن النتائج التي ستأتي بها نتائج التقارير الاقتصادية في الأسبوع المقبل.  سوف يتم التركيز على زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي (اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD) حيث سيتم الإعلان عن عدد من البيانات الاقتصادية المحركة للسوق بما في ذلك تقرير ZEW ومؤشرات مديري المشتريات لشهر فبراير و تقرير IFO الألماني.   لذلك حتى لو انخفض زوج العملة اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD،  فإننا نتوقع ظهور مشترين بين 1.2250 و 1.2375.

ويمكن أن تساعد التقارير الاقتصادية الأمريكية المقرر الإعلان عنها خلال هذا الأسبوع  على حسم هذا الأمر .
وعلى الرغم من أن التقرير الأمريكي الأخير يُظهر أن المحافظ الاستثمارية الامريكية قد تضررت بسبب ارتفاع الأسعار – فقد ارتفع التضخم بنسبة 0.5٪ في يناير بينما انخفضت مبيعات التجزئة بنسبة -0.3٪، فلن يمنع هذا البنك الاحتياطي الفيدرالي  من رفع أسعار الفائدة الشهر المقبل. وعلى الرغم من أن تقرير الإنفاق جاء بقراءة ضعيفة خلال الأسبوع االماضي، تضع العقود المستقبلية الخاصة بتوقع إجراءات البنك الاحتياطي الفيدرالي  فرصة نسبتها 100٪ لصالح تضييق السياسة النقدية في شهر مارس.  وسوف يعزز محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) المقرر الإعلان عنه هذا الأسبوع تلك التوقعات حيث قام البنك المركزي بتحديث توقعاته المتعلقة بالتضخم، وتحدث في اجتماعه الأخير عن التحسنات التي طرأت على الاقتصاد في الولايات المتحدة الأمريكية .  ومن المتوقع  أن تتعافى نتيجة تقرير  مبيعات المنازل الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية بعد انخفاضها في نهاية العام الماضي ولكن قبل أن تكون متحمسا جدا لتعافي الدولار الأمريكي بالكامل، يجب على المستثمرين مراقبة عوائد السندات في الولايات المتحدة الأمريكية بعناية لأنها لا تزال تشكل خطرا كبيرا على الأسواق والاقتصاد.  إذا وصلت ذروة عوائد السندات إلى مستوى 2.91٪،فمنا لمتوقع ان نشهد تعافي أكثر قوة في الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY، وفي معدلات الرغبة في المخاطرة  والأسهم ولكن إذا ارتفعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات نحو 3٪، فسوف يعود البائعون إلى السوق. وعلى الرغم من أن حركة السعر يوم الجمعة تشير إلى أن المستثمرين ليسوا مقتنعين تماما بأن الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY  يستحق الارتفاع،و بين حركة الأسهم والسندات في الولايات المتحدة الأمريكية ووجود المتوسط ​​المتحرك البسيط ل 200 شهر عند 105.60، فمن المتوقع ان يرتد الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY خلال هذا الأسبوع.

 

وفي الوقت نفسه، جاءت سلسلة  التقارير الاقتصادية البريطانية الأخيرة بنتائج أضعف من التوقعات ولكن لم ينجح هذا في إيقاف ارتفاع الجنيه الاسترليني .  فقد انخفض التضخم، وتباطأ نمو مبيعات التجزئة ولم يكن هناك تقدم في المفاوضات المتعلقة بقضية خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit).  ومن المتوقع انخفاض اسعار تداول الجنيه الإسترليني بالنظر إلى هذه التطورات الأخيرة، ولكن لا يزال هناك أمل لدى المستثمرين في أن يرفع البنك المركزي أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.  وعلى الرغم من مقاومة الاتحاد الأوروبي، ما زلنا نعتقد أن الاتفاق بشأن خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit)  سوف يتم ولكن إذا أظهر تقرير سوق العمل يوم الاربعاء تباطؤا كبيرا في معدل نمو الأجور البريطاني، يمكننا أن نرى انخفاضا حادا في الجنيه الإسترليني.  ووفقا لمؤشر مديري المشتريات، استمر سوق العمل في التحسن في بداية العام، ولكن كان معدل نمو الأجور  قويا جدا، وسيؤدي أي تراجع فيه إلى عدم الاهتمام بمعدلات الشكاوى من البطالة.

 ارتفع تداول عملات السلع الثلاثة مقابل العملة الأمريكية وتولى الدولار النيوزلندي NZD قيادة هذه الارتفاعات. وكان الدولار النيوزلندي NZD هو العملة الأفضل أداءً  بعد الين الياباني، حيث كان تداوله حول أعلى مستوياته خلال 6 أشهر التي كان قد سجلها مقابل الدولار الأمريكي. وبينما لعبت النتائج الأفضل من التوقعات من البيانات الاقتصادية دورًا كبيرًا في أداء الدولار النيوزلندي الجيد الاسبوع الماضي، كان الدولار النيوزلندي من أكثر العملات مرونة وقت انخفاض الأسهم. ووفقًا لآخر التقارير، تسارع النشاط في قطاع الصناعات التحويلية في شهر يناير، وارتفعت مبيعات المنازل بالاضافة إلى توقعات التضخم وأسعار الغذاء.  ومن المقرر الإعلان هذا الأسبوع عن تقرير مبيعات التجزئة و أسعار المنتجين من نيوزلندا، مما يجعل الدولار النيوزلندي تحت دائرة الضوء في سوق العملات الأجنبية.  وارتفع  الدولار الاسترالي أيضا بشكل جيد على الرغم من بيانات العمالة التي جاءت بنتائج أضعف قليلا من التوقعات.  وعلى الرغم من أن الزيادة في معدل نمو الوظائف تتماشى مع التوقعات، انخفضت الوظائف بدوام كامل للمرة الأولى خلال 6 أشهر في استراليا. وقد كان لا بد أن يحدث هذا ولكن إذا استمر فإنه يمكن أن يكون مشكلة كبيرة لأن ثقة المستهلك تتراجع بالفعل.  وسيكون محضر اجتماع البنك الاحتياطي الأسترالي الأخير هو محور التركيز الرئيسي هذا الاسبوع في استراليا.  بعد أن سمعنا من محافظ بنك الاحتياطي الاسترالي لوي،علمنا أنك البنك ليست قلقًا للغاية بشأن مستوى العملة.  وعلى الرغم من ان معدل إنفاق المستهلك لا يزال غير مستقر، وأن البنك المركزي يعتقد أن التغيير القادم في أسعار الفائدة سيكون رفعها، لا يرى البنك سبب قوي لتغيير السياسة النقدية على المدى القريب. وأخيرا وليس آخرًا، استفاد الدولار الكندي من الارتفاع الناتج عن الرغبة في المخاطرة. وعلى الرغم من ارتفاع أسعار النفط، كانت مبيعات المنازل الموجودة و المبيعات بقطاع الصناعات التحويلية أضعف من التوقعات ولكن لا تحمل هذه التقارير درجة كافية من الاهمية لتبرير ضعف أداء هذه العملة. وبدلا من هذا، يأمل المستثمرون أن تزداد قوة الاقتصاد الكندي، وسنكون على استعداد للتأكد من صحة هذا الأمر عندما يتم الاعلان عن مبيعات التجزئة و مؤشر أسعار المستهلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى