بعيدا عن العقوبة المستمرة التي يتعرض لها اليورو قبل الاعلان عن قرار سعر الفائدة من البنك المركزي الأوروبي (ECB) و عدم كشف ماريو دراجي محافظ البنك المركزي عن المزيد من التفاصيل عن برنامج التسهيل الكمي، نظر تجار العملات الاساسية الاخرى الى تخفيض الصين لهدف معدل النمو الى 7% هذا العان. لم يكن تخفيض التوقعات بشأن الناتج المحلي الإجمالي في الصين أمرمفاجئ لأن البيانات الاقتصادية تشير الى تباطؤ الزخم المحلي مما يؤدي الى تراجع معدل النمو الاقتصادي. ولكن الأمر المفاجئ هو تحديد هدف التضخم عند%3 وهي نسبة متفائلة للغاية مع النظر الى مستويات التضخم على مستوى العالم والتي سوف تبقى دون التوقعات لفترة من الوقت. وعلى الرغم من ان البنك المركزي الصيني قد اطلق مجموعة متنوعة من إجراءات التسهيل المختلفة على مدى الأشهر القليلة الماضية، فقد يستمر في تخفيف السياسة النقدية بشكل أكبر على مدار العام.
ويعتبر انخفاض مستويات التضخم في العديد من الاقتصادات هو موضوع مثير للاهتمام في الوقت الحالي لأنه على الرغم من الانخفاض الكبير في أسعار النفط قد ساهم إلى حد كبير في هذا، إلا أننا نعتقد أن هناك عاملا آخر قد يكون له دور في هذا. على سبيل المثال قد يؤدي انخفاض اليورو خلال الاشهر التسعة الماضية الى انخفاض التضخم لأن الواردات قد أصبحت أرخص. وتشير كل التوقعات الى ان انخفاض اليورو قد يكون اتجاه مستمر لهذا السبب، ولا نستبعد احتمالية اتفاق العديد من البنوك المركزية على شراء اليورو في الوقت ذاته. وإن تحقق هذا فسوف يؤدي الى الحد من الاشاعات بأن البنك السويسري يحدد سعر صرف منخفض جديد، على اعتبار ان الصادرات الامريكية والبريطانية قد تتضرر الان.
ومن ناحية اخرى اعتقد اننا شهدنا اول اشارة من السجل البيج الفيدرالي يوم امس تدل بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد يكون قلقا بشأن انخفاض اسعار النفط أكثر مما أشار قبل هذا. ووفقا لما جاء في السجل البيج الفيدرالي فإن انخفاض أسعار النفط وقوة الدولار الأمريكي سوف تضغط على بعض أوجه الاقتصاد مع تراجع معدلات الطلب على الطاقة نتيجة لانخفاض أسعار النفط. ونتيجة لهذا فقد ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط (WTI) الى اعلى مستوى له عند$52.06. ولا يعني هذا ان خام غرب تكساس الوسيط (WTI) سوف يشهد تعافي ملحوظ بسبب العرض الكبير المستمر وتراجع المخاوف من نقص الطلب والتي تحد من دفع المشترين بسعر النفط للاعلى.