هل يصبح ماريو محافظ البنك الاوروبي .. سوبر ماريو اليوم؟!
اصطدم كلا من الدولار الاسترالي والباوند البريطاني في جلسة التداول الآسيوية وبداية جلسة التداول الأوروبية بعد أن جاءت البيانات الاقتصادية الاسترالية والبريطانية بنتائج أقل من التوقعات، وعلى الرغم من ذلك سادت أجواء هادئة هامة مع انتظار التجار للمؤتمر الصحفي الشهري للبنك المركزي الاوروبي في وقت لاحق اليوم.
ففي استراليا، جاءت بيانات العمل الاسترالية بنتائج مخيبة للأمال بدرجة كبيرة حيث سجلت خسارة بمقدار 9.8 ألف وظيفة مقابل التوقعات بارتفاع هذا التقرير بمقدار 15 ألف، بينما انخفضت نسبة المشاركة في سوق العمل الى%64.5 مقابل التوقعات بقراءة%64.8. والأسوأ من هذا أن وظائف الدوام الكامل قد انخفضت بمقدار 53 ألف حيث تراجعت الوظائف بمعدل أسرع من التوقعات بدرجة كبيرة.
ومن الجدير بالذكر ان بيانات العمل الاسترالية أصبحة على درجة كبيرة من التذبذب منذ ان قام مكتب الاحصاءات الاسترالي بتعديل طريقة حسابه لهذا التقرير العام الماضي، وشكك بعذ المحللين في هيا التغير الكبير في وظائف الدوام الكامل، ولكن بغض النظر عن هذه البيانات فإن التقرير بشكل عام لم يكن يدل على أي شيء إيجابي في أسواق العمل ويدل على وجود نوع من التباطؤ في الاقتصاد الاسترالي. وعن إذا ما قد يكون هذا الانخفاض المفاجئ كافي لتغيير البنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) لموقفه المحايد تجاه السياسة النقدية، فإن هذا الأمر غير واضح حتى الآن. ويعتقد اغلب المحللين أن البنك المركزي سوف يتجاهل هذه البيانات إلا إذا ظهر نموذج مدته ثلاثة أشهر على الأقل يدل على تباطؤ معدل النمو الاقتصادي.
انخفض الدولار الأسترالي في أعقاب هذه البيانات ولكنه وجد دعم عند 0.7650 في الوقت الحالي. وسوف يواجه هذا الزوج وقتًا عصيبًا محاولاً اختراق مستوى المقاومة 0.7750 ، حيث ستبدأ الشكوك في السوق تجاه سياسة البنك الاحتياطي الأسترالي (RBA) وجدواها.
وفي بريطانيا، جاءت مبيعات التجزئة البريطانية بقراءة أقل من التوقعات مسجلة معدل 0.0% مقابل التوقعات بقراءة 0.4%. وقد أشار مكتب الإحصائات القومي (ONS) أن المبيعات قد تضررت بسبب الطقس الجيد الذي أدى إلى تأجيل البريطانيين لشراء ملابس الخريف. ولكن قد يكون السبب الحقيقي وراء هذا الانخفاض هو انخفاض معدلات الثقة بعد التصويت لصالح خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit)، بالإضافة إلى انخفاض الاسترالي والذي ربما يكون قد بدأ في التأثير على عادات إنفاق المستهلك. وعلى أي حال، انخفض الباوند البريطاني إلى مستوى 1.2250 في جلسة تعاملات لندن قبل أن يرتد قليلاً للأعلى.
سيكون التركيز اليوم موجه إلى البنك المركزي الأوروبي (ECB) وإلى تصريحات ماريو دراجي محافظ البنك المركزي الأوروبي (ECB) وسيراقب السوق إذا ما سيرد في تصريحاته ما يشير الى احتمالية توسيع التسهيل الكمي. وكما يشير العديد من المحللين، فإن التضخم في منطقة اليورو لا يزال على وتيرة منخفضة كما لا يزال معدل النمو متباطئ. ونظرًا إلى أنه لم يتبقى على الخطة الاولى للتسهيل الكمي (التي يبلغ طولها 18 شهر) سوى خمسة أشهر فحسب، فسوف يكون على ماريو دراجي التحدث عن هذا الأمر قريبًا., ولكن إت اختار أن يتجاهل هذه القضية الآن، فقد يعتبر السوق أن هذا تأكيد ضمني على التوقعات الأخيرة بأن يبدأ التسهيل الكمي في الإنتهاء، مما قد ينتج عنه ارتفاع حاد في اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD بحيث قد يتجه الى 1.1100 قبل نهاية اليوم.