كانت الصورة متضاربة خلال تداول الجلسة الآسيوية والاوروبية اليوم،، حيث كانت هناك الكثير من الحركات المتضاربة في اغلب العملات الأساسية حيث تعرض اليورو الى عمليات بيع مكثفة بينما ارتفع الباوند البريطاني معوضًا اغلب خسائره وذلك في اعقاب بيانات مبيعات التجزئة البريطانية الأفضل من التوقعات.
في أوروبا، أظهرت مؤشر مديري المشتريات (PMI) من منكقة اليورو المزيد من الضعف حيث تراجع مؤشر مديري المشتريات (PMI) بالقطاع الصناعي الى 50.4 مقابل التوقعات بقراءة 50.90 بينما انخفض مؤشر مديري المشتريات (PMI) بقطاع الخدمات الى 51.3 من مستوى 52.3. وكانت هذه القراءة الالقل خلال 16 شهر مما سدل على ان التباطؤ الاقتصاي في منطقة مستمر وأنه لم يجد نهاية له حتى الآن. وكانت أغلب المشاكل صادرة من حقيقة ان مؤشر مديري المشتريات (PMI) الألماني بالقطاع الصناعي قد تراجع الى مستوى 50.00 وهو الحد الفاصل بين الانكماش والنمو.
وكانت هذه الأخبار الصادرة من منطقة الورو محل قلق لصناع السياسة النقدية والذين عملوا بجد فيما يتعلق بطرق تحفيز معدلات الطلب في المنطقة. وفي ظل ضعف معدل النمو، تزايدت فرص أن يكون هناك برنامج لللتسهيل الكمي من البنك المركزي الأوروبي وعلى الرغم من أن الألمان قد يستمروا في معارضة المزيد من إجراءات التسهيل النقدي، إلا أن انخفاض الإنتاج الألماني وظهور احتمال بركود أكبر اقتصاد في أوروبا قد يجعل الألمان أكثر استعدادا لمواصلة الميل لصالح تكييف السياسة النقدية. انخفض اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD الى ادنى مستوى له عند 1.2503 ولكنه استقر قبل المستوى الاساسي في الوقت الحالي. ومن المحتمل استمرار ضغط البيع وأن يؤدي هذا الى اختبار هذه المستويات في وقت لاحق اليوم.
سجلت مبيعات التجزئة البريطانية اليوم قراءة 0.8% مقابل التوقعات بقراءة 0.3% وهو ارتفاع قوي في معدل الطلب بقيادة مبيعات الأثاث والغذاء والسلع غير الغذائية. ولكن لم تكن هذه الأخبار مريحة بالقدر الكافي لمشتري الباوند البريطاني حيث قلل من شأن هذا الرفم حقيقة ان معامل انكماش اسعار مبيعات التجزئة قد تراجع بنسبة -1.5% في اعقاب انخفاض تكاليف البترول. ومن المحتمل ان يكون انخفاض معدل التضخم سبب في إحباط أي محاولات من الاعضاء الذين يميلون الى رفع سعر الفائدة من لجنة السياسة النقدية البريطانية لتسريع دورة رفع سعر الفائدة، وبالتالي تخلى الباوند البريطاني قد اغلب ارتفاعاته التي حققها بعد بياتات مبيعات التجزئة بسبب هذا الافتراض.
وهناك عامل آخر يبدأ في الضغط على الباوند البريطاني هو المعركة السياسية النشئة بشأن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. قد يصبح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر موضوعا ساخنا في الأوساط المحافظة مشكلة خطيرة لكاميرون رئيس الوزراء البريطاني إن بدأ حزب الاستقلال في جذب الناخبين في بريطانيا. وقد تقدم الانتخابات المحلية اليوم في روتشستر و سترود تلميحات إلى الناخبين وخاصة في أكثر المناطق الريفية.
وفي حالة ظهور اي أي قلق حقيقي من أن بريطانيا قد تسحب عضوتيها في الإتحاد الأوروبي أو تحاول التفاوض بشأنها قد يؤدي إلى تدفق رؤوس الأموال الضخمة من بريطانيا وبالتالي سيضغط هذا سلبًا على الباوند البريطاني. وبالفعل يتوقع بعض المحللين الآن أن بعض الضعف الأخير في أزواج العملات لم يكن فقد بسبب تردد البنك البريطاني في رفع سعرالفائدة وإنما أيضًا بسبب القلق بين المستثمرين بشأن الروابط الاقتصادية المتوترة مع القارة.
في الجلسة الأمريكية اليوم سيكون التركيز موجه الى مؤشر أسعار المستهلك (CPI) و تقرير فيلادلفيا الفيدرالي مما قد يساعد الدولار الأمريكي على الارتفاع إن جاءت هذه البيانات بمفاجآت صعودية. يتطلع السوق الآن الى ارتفاع بسيط في قراءة مؤشر اسعار المستهلك باستثناء الغذاء والطاقة الى 0.2% مقابل القراءة السابقة عند 0.1% والى انخفاض بسيط في مؤشر فيلادلفيا الفيدرالي الى 18 من 20. اندفع الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY الى الاعلى في جلسة التداول الآسيوية الى مستوى 118.98 ولكنه انخفض في وقت لاحق بسبب عمليات جني الارباح.