هل يتعرض الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY للمزيد من الخسائر؟!
بعد أن سجل أعلى مستوى له عند 114.73 في الليلة الماضية، انخفض زوج العملة الدولار الأمريكي / الين الياباني (الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY ) بمقدار 100 بيب نقطة ليغلق يوم أمس عند المنطقة السلبية. وقد أثر انعكاس الدولار الأمريكي USD على جميع العملات الرئيسية من خلال دفع اليورو / الدولار الأمريكي (اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD) فوق مستوى 1.16، و الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD فوق مستوى 1.31 و الدولار الامريكي/ الفرنك السويسري USD/CHF تحت مستوى التعادل. وفي ظل غياب التقارير اقتصادية الأمريكية يوم أمس، والتعليقات الجيدة نسبيا من رؤساء البنك الاحتياطي الفيدرالي ويليامز ودادلي، فإن عوائد السندات هي التفسير الوحيد لتحركات الدولار. بدأت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات يوم التداول في المنطقة السلبية، وتحولت بعدها إلى المنطقة الإيجابية لفترة وجيزة فقط لتعكس مسارها وتستقر في جلسة نيويورك بالقرب من أدنى مستوياتها خلال يوم التداول. على الرغم من أن البنك الاحتياطي الفيدرالي لديه كل نية لرفع أسعار الفائدة الشهر المقبل، إلا أنه قد تم حسم هذه الخطوة تماما مع تراجع عوائد السندات لأجل 10 سنوات من مستوى 2.4٪. وسيكون الرئيس الأمريكي ترامب في آسيا هذا الأسبوع وبالتالي يشعر المستثمرون أيضا بالتوتر بشأن التعليقات المحتملة عن كوريا الشمالية، والتي نادرا ما تكون إيجابية للعملة الأمريكية. وقد كانت أكبر الأخبار يوم أمس هي تلك الأخبار الخاصة بخطط رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي دادلي للتقاعد في منتصف 2018 – الأمر الذي يترك للولايات المتحدة بنك مركزي مختلف جدا في عام 2018 قد يكون له نهج أقل ميلا إلى تضييق السياسة النقدية. ولا توجد تقارير اقتصادية أمريكية في جدول البيانات الاقتصادية اليوم الثلاثاء ولكن ستكون لدينا فرصة الاستماع إلى أحدث عضو في البنك الاحتياطي الفيدرالي “كوارلس” والذي انضم إلى مجلس البنك يوم 13 أكتوبر. وكأول تعيين من الرئيس الأمريكي ترامب لعضو في البنك الاحتياطي الفيدرالي، لم يدلي كوارلس بوجهة نظره عن السياسة النقدية ولكنه قام بالتصويت مع الأغلبية في آخر اجتماع للبنك الفيدرالي. وعلى أساس المخاطر المتعلقة بكوريا الشمالية، وعمليات جني الأرباح و العوامل الفنية، يبدو أن زوج العملة الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY معرض للمزيد من الانخفاض إلى منطقة 113.25/113.00.
وعلى الرغم من أن اليورو قد أغلق التداول يوم أمس عند مستوى أقوى قليلاً من الدولار الأمريكي، كان ضعف الدولار الأمريكي وليس قوة اليورو هو من ساهم في اغلاق اليورو على هذا النحو. والحقيقة أن العملة الأوروبية الموحدة لم تعبأ بالبيانات الاقتصادية التي جاءت يوم أمس بنتائج أفضل من التوقعات بل تراجعت حينها إلى مستوى 1.1580. فقد كان هناك ارتفاع غير متوقع في طلبات المصانع الألمانية ، بالإضافة إلى ارتفاعف ي القراءة المعدلة لمؤشر مديري المشتريات المركب و مؤشر مديري المشتريات (PMI) بقطاع الخدمات في منطقة اليورو، هذا بالإضافة إلى قوة في مؤشر أسعار المنتجين. ولكن لم يهتم المستثمرين كثيرًا بهذه البيانات لأن البنك المركزي الأوروبي كان قد أوضح بعد اجتماعه الأخير أنه لا خطط لديه لرفع أسعار الفائدة حتى شهر أكتوبر 2018. وعلى الرغم من ارتفاع اليورو يوم أمس، إلا أننا نتطلع إلى انخفاض هذه العملة إلى مستوى 1.15، ولكن لن يحدث هذا نتيجة لتقارير الإنتاج الصناعي الألماني أو مبيعات التجزئة من منطقة اليورو حيث من المتوقع قوة هذه التقارير.
كان الاسترليني هو العملة الأفضل اداءًا يوم أمس. وعلى الرغم من غياب البيانات الاقتصادية البريطانية وانخفاض عوائد السندات البريطانية لأجل 10 سنوات، إلا أن المستثمرين قد بدأوا في التفكير في أنه على الرغم من أن البنك البريطاني لم يقل أن هناك رفع آخر في الطريق لأسعرا الفائدة بعد اجتماعه الذي انعقد الاسبوع الماضي، إلا أنه لا شك في أنهم يفكرون في المزيد من عمليات الرفع في أسعار الفائدة. وبعد اجتماع يوم الخميس، قال كارني محافظ البنك البريطاني أن مؤشر أسعار المستهلك (CPI) قد يبقى فوق المستوى المستهدف في 2020. ويعتبر خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) خطرًا يواجه العملة ولكن كل شيء يشير إلى ان الخروج السهل سيحد من الأضرار الواقعة على الاقتصاد البريطاني. ولهذا السبب نتطلع إلى المزيد من الخسائر في زوج العملة اليورو/ الباوند البريطاني EUR/GBP.