اخبار اقتصادية

هل سينهار الدولار الأمريكي هذا الأسبوع؟ .. تقرير تحليلي لأسواق العملات

 هل سينهار الدولار الأمريكي هذا الأسبوع؟ .. تقرير تحليلي لأسواق العملات

 

بعد السرعة والحدة التي ارتفع بها الدولار الأمريكي USD منذ فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإن التصحيح محتمل هذا الاسبوع ولكن قد تكون فرص ذلك ضئيلة.  قد يكون جزء من تراجع ارتفاعات الدولار الأمريكي عائد إلى خطط الإنفاق التي أعلن عنها ترامب وإلى عمليات البيع على المكشوف ولكن في هذا الاسبوع، نتوقع أن تحافظ على قوة الدولار احتمالية رفع سعر الفائدة في شهر ديسمبر.   وكانت الأسهم الامريكية قد سجلت مستويات جديدة من الارتفاع مما يمهد الطريق أمام البنك الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة.   وبينما قد لا يكون البنك الفيدرالي سعيدًا بارتفاع الدولار الامريكي وارتفاع عوائد السندات وانخفاض أسعار النفط، إلا أن هذه هي الفرصة الاخيرة أمام جانيت يلين لرفع سعر الفائدة  قبل أن يكون هناك مبرر كافي لتضييق السياسة النقدية بقيادة ترامب.   والحقيقة أن رفع أسعار الفائدة في شهر ديسمبر سوف يعزز من مصداقية يلين محافظ البنك الفيدرالي وسيتيح لها أخذ الأمور بتروٍ في العام الجديد عندما تقوم بتقييم التأثير الاقتصادي لاقتصاديات ترامب.

 

 ويراهن السوق في الوقت الحالي على رفع سعر الفائدة، حيث تضع العقود المستقبلية الخاصة بتوقع إجراءات البنك الاحتياطي الفيدرالي فرصة بنسبة 84% لصالح تضييق السياسة النقدية، كما أن كل رؤساء البنك الاحتياطي الفيدرالي الذين تحدثوا منذ الانتخابات كانت لهجتهم تميل الى تضييق السياسة النقدية.  وفي يوم الجمعة ، قال فيشر نائب محافظ البنك الفيدرالي أن البنك يقترب من تحقيق أهدافه مع قوة احتمالية رفع سعر الفائدة.  أما “لاكر” و “ويليامز” فقد اتفقا مع فيشر على تصريحاته، وحتى بولارد الذي يُعَد من أقل الأعضاء ميلاً إلى تضييق السياسة النقدية في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) فقد أعرب عن اعتقاده بأنه من المتوقع رفع سعر الفائدة، على الرغم من أنه يفضل رفع سعر الفائدة لمرة واحدة حتى نهاية عام 2019.  سيكون التركيز في سوق العملات هذا الاسبوع على شهادت جانيت يلين محافظ البنك الفيدرالي أمام اللجنة الاقتصادية في مجلس الشيوخ.   وغالبًا ما ستقوم بالتأكيد على وجهة نظرها بأنه من المتوقع رفع سعر الفائدة الشهر القادم، مما قد يدعم ارتفاع الدولار الامريكي وقد يدفعه إلى مستويات جديدة من الارتفاع.  كان أداء الدولار والأسهم جيدًا لأن ترامب خاض الانتخابات بحملة انتخابية على درجة عالية من الإنفاق وهذه هي المرة الأولى خلال 8 سنوات التي تكون فيها احتمالية وجود حزمة كبيرة من التحفيز الاقتصادي.   وقال مسؤولو البنك الاحتياطي الفيدرالي أنهم يتطلعون إلى المزيد من الإنفاق الحكومي.  وفي خطاب انتصاره، كان ترامب يميل في لهجته إلى أنصار كينزي والذي قطع شوطًا طويلاُ في دعم معدلات الرغبة في المخاطرة وارتفاع عوائد سندات الخزانة الامريكية.  وربما كان الشعور بأهمية مسؤولياته الجديدة قد أدت إلى تخفيف ترامب من لهجته الحماسية الحادة ليفتح أذنيه للمستشار القانوني الخارجي. وقال انه قد لا يكون لها خطة محددة لخلق فرص عمل جديدة (حتى الآن)، أو لتعويض التخفيضات الضريبية التي يخطط لها أو العثور على المال للإنفاق على البنية التحتية بدون أن يحدث تضخم في العجز المالي، ولكنه وعد بأن يكون هناك برنامج للتحفيز المالي في الوقت الذي يستعد فيه البنك الاحتياطي الفيدرالي  لرفع أسعار الفائدة لتنشيط الأمل بحدوث دورة جديدة من النمو الاقتصادي.    ولكن نظرًا إلى ان يلين لن تتحدث قبل يوم الخميس من هذا الاسبوع، وأن تداول مؤشر الدولار يقع عند أعلى مستوياته منذ شهر يناير، فمن المحتمل أن يتراجع الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY و العملة الأمريكية بشكل عام في بداية هذا الاسبوع.  من المقرر الإعلان هذا الاسبوع من الولايات المتحدة الأمريكية عن مبيعات التجزئة و أسعار المستهلك ولكن ستكون البيانات الاكثر أهمية هي تلك الخاص بقطاع الصناعات التحويلية و السوق العقاري.   وإن انخفض الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY إلى مستوى 105.50، فسوف نرى أن هذه فرصة كبيرة لإعادة الدخول في صفقات شراء للدولار الامريكي.

 

وسيكون الاسترليني محط تركيز في السوق أيضًا، حيث سيتم الاعلان عن بيانات خاصة بالتضخم والتوظيف والإنفاق هذا الاسبوع بالإضافة إلى تصريحات من كارني محافظ البنك البريطاني والعضوين شافيك وساوندرس.   وإن استمر المسؤولين في بريطانيا في التعبير عن ثقتهم تجاه الاقتصاد وقلقهم بشأن ارتفاع التضخم فسوف يساعد هذا على امتداد ارتفاعات الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD، ولكن إن أكدوا على انعدام الاستقرار في الاقتصاد فسوف تتأذى العملة البريطانية.   وكان اداء الاسترليني الاسبوع الماضي جيدًا على غير المعتاد، وذلك بمساعدة عمليات البيع على المكشوف، وارتفاع عوائد السندات البريطانية، ووجهة نظر السوق بأن بريطانيا قد تقل فيها النزعة القومية فيها بالمقارنة مع منطقة اليورو بعد فوزر ترامب.  وستكون وجهة نظر كارني مثيرة للاهتمام  لأنه على الرغم من التوقعات بقوة التقارير الاقتصادية القادمة وارتفاع تقارير التضخم و الإنفاق والتوظيف، إلا أن هذا سيكون معتمد في الغالب على التأثير الايجابي من ضعف العملة البريطانية.   وخلال الأسبوع الماضي، ارتفع الاسترليني بما يزيد عن 400 نقطة مقابل اليورو وبمقدار 300 نقطة تقريبًا مقابل الدولار الأمريكي ر ومنذ ان سجل أدنى مستوى له في شهر أكتوبر، ارتفع الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD بما يزيد عن 600 نقطة مما يعني أن الدعم السابق من ضعف العملة البريطانية سيبدأ في التلاشي.  كما ان عوائد السندات البريطانية تقترب من المستويات التي كانت عليها قبل نتيجة استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يضيّق من أوضاع التمويل في الاقتصاد.

 

 في الوقت ذاته، انخفض اليورو يوم الجمعة إلى أدنى مستوياته مقابل الدولار الأمريكي منذ شهر يناير . ولم تكن هناك أخبار معينة تبرر هذه الحركة السعرية ولكن مع استمرار قوة ارتفاع الدولار الأمريكي وارتفاع مؤشر ثقة المستهلك من جامعة ميتشجان بشكل مفاجئ واقتراب السعر م مستوى 1.0850، يبدو ان التجار قد دفعوا هذا الزوج خلال مستوى الدعم بسهولة بالقرب من نهاية جلسة التداول الأوروبية.  لم يشهد اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD يومًا إيجابيًا خلال الاسبوع الماضي ويشعر المستثمرون في الوقت الحالي بالقلق من تسارع النزعة القومية في أوروبا.   وسيكون هناك استفتاء على إصلاح مجلس الشيوخ في إيطاليا يوم 4 سبتمبر.  وإن كانت نتيجة الاستفتاء هي “نعم” فسوف يؤدي هذا الى استمرار لتقدم في مجموعة من الإصلاحات الطموحة ولكن اذا كانت النتيجة هي “لا”، فيمكن أن يؤدي هذا إلى الاضطراب السياسي والاجتماعي.  وقال رينزل رئيس الوزراء الايطالي أنه سيستقيل إن لم يتم تمرير الاصلاحات.  وفي  النمسا ستكون هناك انتخابات رئاسية بعد 3 أسابيع من الآن، وتتزايد المخاوف من فوز مرشح اليمين المتطرف في هذه النتخابات.   ستكون التقارير الاقتصادية من منطقة اليورو هذا الاسبوع على درجة ثانية من الأهمية فيما عدا الناتج المحلي الإجمالي من منطقة اليورو والتضخم من منطقة اليورو، وحديث ماريو دراجي محافظ البنك المركزي الأوروبي في نهاية الأسبوع، وكالمعتاد ستكون وجهة نظره مؤثر على حركة الأسعار في السوق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى