اخبار اقتصادية

هل حان وقت بيع الدولار الامريكي؟!!

هل حان وقت بيع الدولار الامريكي؟!!

 

 في غضون ثلاث أسابيع، ارتفع الدولار الأمريكي USD بما يزيد عن 6% مقابل الين الياباني JPY وبنسبة 4% تقريبًا مقابل اليورو.  ووصل مؤشر الدولار إلى أعلى مستوياته خلال 13 عام ولكن اصطدم الدولار الأمريكي بمقاومة يوم الجمعة بعد اندفاعه للأعلى الذي أدى إلى تجاوز الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY لمستوى 114 بمقدار 10 بيب.  وكان التراجع/ التماسك الاخير قد جعل المستثمرون يتساءلون إذا ما حانا لوقت لبيع الدولار الأمربكي.   وبينما لا يوجد شك في أن الدولار يتقدم  وأنه يسعى للارتفاع أكثر ، وأن التراجع الأخير صغير مما يعني أن الأفضل هو الشراء عند انخفاضات الدولار حتى تخبرنا محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي  جانيت يلين خلاف ذلك .  ومن المهم أن ندرك أن الارتفاع المذهل في الدولار الأمريكي وانهيار السندات يقودها 3 عوامل رئيسية – الدخول في صفقات جديدة، واحتمال تطبيق برنامج الإنفاق المالي من دونالد ترامب والأثر المتوقع على التضخم.  وكان البنك الاحتياطي الفيدرالي حريصًا على رفع أسعار الفائدة من أجل المضي قدما في ارتفاع التضخم، ويعتقد السوق أنهم سيكونوا في حاجة لمزيد من رفع سعر الفائدة ليكونوا أكثر استباقية.  إلى هذه المرحلة – تضع العقود المستقبلية الخاصة بتوقع إجراءات البنك الاحتياطي الفيدرالي فرصة بنسبة 100٪ لصالح رفع أسعار الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل، وفرصة بحوالي 40٪  لصالح رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة اساس أخرى في مايو  من عام 2017. وليس من المتوقع رفع سعر الفائدة للمرة الثانية قبل منتصف العام المقبل، وبالتالي قد يمتد الدولار إلى مستويات أعلى إذا  أشارت ييلن أنه يمكن أن يحدث ذلك في وقت أسرع.

 

 مع أخذ ذلك في الاعتبار، يتم التداول في السوق كما لو تم الإعلان عن برنامج التحفيز الرسمي. وقد غيّر ترامب وجهات نظره حول العديد من القضايا، وبينما نحن لا نتوقع منه إلى التراجع عن الإنفاق، إلا أن تمرير برنامج التحفيز قد يستغرق وقتا أطول مما كان متوقع.  وبالنظر أيضا إلى  الضغوط الهائلة من  تطبيق هذا البرنامج ، قد يعمد الكونجرس  إلى تطبيق إصدار مخفف منه مما سيقلل من  معدل  النمو الأقتصادي وتحققه خلال فترة أطول من الزمن.  ويمكن أن يأخذ الإنفاق المالي العديد من الأشكال وربما لا تكون سريعة وحازمة، على النحو الذي يأمله السوق ولهذه الأسباب، قد يتقدم مشترو الدولار وبائعو السندات.  ولكن حتى ينخفض الدولار سيتطلب الأمر وجود حافز.   وقد نشهد المزيد من عمليات جني الأرباح قبل تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي ولكن من المحتمل ان تكون هذه العمليات ضحلة وتكون هناك فرصة بمزيد من القوة.   وسيتطلب استمرار الانعكاس في الدولار الأمريكي أن تكون هناك تعليقات أقل ميلا الى تضييق السياسة النقدية من ييلين.   وإلى جانب الإشارة إلى ان رفع سعر الفائدة في شهر ديسمبر وشيك، لم تقدم ييلين الكثير عن الإرشاد المستقبلي حول ما سيقوم به البنك بعد ذلك.  ونحن نعلم أن التقارير الاقتصادية الأمريكية التي صدرت الأسبوع الماضي بما في ذلك مبيعات المنازل القائمة، والسلع المعمرة، و مؤشر ثقة المستهلك من جامعة ميتشجان ومؤشر ريتشموند الاحتياطي الفيدرالي قد فاقت التوقعات لتدعم الفكرة القائلة بأن الاقتصاد الأمريكي يتحسن.  وقد تعزز تقارير هذا الأسبوع  بما في ذلك ثقة المستهلك، ومؤشر ISM التصنيعي و تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي من هذا الرأي  ولكن ارتفعت عوائد سندات الخزانة الامريكية بمقدار 80 نقطة اساس على مدى الشهرين الماضيين وهذا الارتفاع يثير تلقائيًا تكاليف التمويل، وتضييق الأوضاع المالية .  وإن لم يتم رفع سعر الفائدة كثيرًا، فقد تشير يليين إلى رفع سعر الفائدة في بداية 2017 ولكن ارتفاع عوائد السندات بمقدار 80 نقطة اساس يعادل تقريبا رفع سعر الفائدة بمقدار ثلاث أرباع نقطة.   ونعتقد أنه سيكون هناك شراء لزوج العملة الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY بالقرب من 112.00 ونتوقع أن يندفع هذا الزوج إلى ما فوق مستوى 114.00.

 

ويواجه اليورو من ناحية أخرى قائمة من الاضطرابات السياسية، والذي تعتبر كفيلة بفرض ضغط مستمر على هذا الزوج.  وفي الأسبوع الماضي أظهرت التقارير الاقتصادية هشاشة في اقتصاد منطقة اليورو وخاصة بالنسبة إلى ألمانيا.    فقد تباطأ النشاط الاقتصادي وفقًا لمؤشرات مديري المشتريات  والثقة في قطاع الأعمال في ألمانيا والتي انخفضت وفقًا لتقرير IFO. المشكلة الكبيرة ل زوج العملة اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD  هو انخفاض سبريد عوائد السندات إلى ادنى مستوياته خلال 10 سنوات في الاسبوع الماضي. وإن استمرت اسعار السندات الأمريكية في الارتفاع بسرعة أكبر من أسعار السندات الألمانية، فقد يتجه اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD إلى 1.05. وعلى المدى القريب، من المقرر إجراء الاستفتاء الايطالي على اصلاحات مجلس الشيوخ يوم 4 ديسمبر ، مما يمثل أكبر خطورة أمام اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD على المدى القريب.   من غير المسموح ان تكون هناك استطلاعات رأي قبل التصويت بـ 15 يوم، وأظهر آخر استطلاع للرأي أن التصويت قد يأتي بنتيجة “لا”.  ويهدف الاستفتاء إلى ترشيد قرارات الحكومة الايطالية من خلال تقليص دور مجلس الشيوخ والحكومات الإقليمية.  وتعهد رئيس الوزراء رينزي أيضا بالاستقالة حال رفض التصويت،  الذي من شأنه أن يخلق أزمة سياسية أخرى في إيطاليا خاصة وأنه كان يُنظَر للتصويت على أنه استفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي.  وقد تردع حالة التوتر السياسي في ايطاليا المستثمرين عن شراء اليورو.  ومن المقرر الإعلان عن مؤشرات الثقة في منطقة اليورو، أسعار المستهلك الألماني وتقارير التوظيف خلال هذا الأسبوع  جنبا إلى جنب مع خطابات  رئيس البنك المركزي الأوروبي دراجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى