سارت حركة التداولات بشكل شديد الهدوء في سوق الفوركس، حيث لم تحرز العملات التي ينطوي على تداولها مخاطر عالية أي تقدم في آخر أيام التداول في الأسبوع وسط سيل من الأخبار القادمة من قمة الإتحاد الأوروبي وأجندة هادئة للبيانات الاقتصادية في كل من آسيا وأوروبا. وقد اتجه اليورو إلى مستوى 1.3050 قبل أن يجد بعض الدعم من مشتري السندات السيادية. وقد وردت تقارير مفادها انتهاء أجل عقود خيارات بقيمة 1 مليار دولار في بورصة نيويورك اليوم في تمام الساعة 14:00 بتوقيت جرينتش بسعر 1.3050 وهو ما يجعل حركة تداولات الزوج تسير في نطاق ضيق حتى بلوغ هذا الوقت.
وفي هذه الأثناء، وفي قمة الإتحاد الأوروبي، واصل الزعماء الأوروبيون العمل على الخطط طويلة الأجل لتحقيق الدمج المالي، ولكنهم لم يحرزوا سوى تقدم متواضع في هذا الأمر. وفيما يتعلق بالاتحاد المصرفي، قرر القادة أولاً إنشاء هيئة تنظيمية على أن يتم التنفيذ خلال عام 2013. وعليه، فلن يبزغ الاتحاد المصرفي إلى الوجود إلا بعد إنشاء الجهة التنظيمية، الأمر الذي يترك المنطقة تعاني من قطاع مصرفي ممزق على الأقل حتى مطلع عام 2014. وقد ذهب بعض المحللين إلى أن وجود اتحاد مصرفي في منطقة اليورو ربما يفوق في أهميته وجود اتحاد مالي، لذا سيكون من المثير أن نراقب ما إذا كان هذا الأسلوب التدريجي سيكون كافيًا لإرضاء السوق.
وفيما يتعلق بفكرة زيادة تشارك الأعباء والدمج المالي، قرر الزعماء إرجاء مناقشة هذا الموضوع لحين اجتماعهم المقبل في ديسمبر. ومن الواضح أنه يظل هناك انقسام خطير داخل منطقة اليورو فيما يتعلق بحجم ونطاق الدمج الذي يرغب القادة في تحقيقه.
وإجمالاً، لم تتمخض القمة الأوروبية عن مبادرات سياسية كثيرة حتى الآن، وينعكس هذا التباطؤ في السوق حيث تراجعت الحماسة لشراء اليورو على مدار الأيام القليلة الماضية، وفشل الزوج في اجتياز حاجز 1.3150 هذا الأسبوع، وبات الآن يتعرض لخطر الانزلاق إلى مستوى 1.3000 حيث يظل حجم التقدم في الأزمة المالية في أوروبا بطيئًا.
وعلى الجبهة الاقتصادية، سجل الحساب الجاري للاتحاد الأوروبي قراءة أقل من المتوقع عند 8.8 مليار في مقابل التوقعات بـ 11.3، فيما تحسن صافي الاقتراض في القطاع العام البريطاني إلى 10.7 في مقابل 11.9 مليار. وقد أظهرت البيانات البريطانية تحسنًا ملحوظًا في التمويل والذي أوضح أن الاقتراض ظل عند حاجز مستويات العام الماضي برغم التباطؤ في الاقتصاد البريطاني. وكانت الأخبار قد أبقى معدلات الطلب جيدة على زوج الإسترليني/دولار فوق مستوى 1.6050، وتحسن الإسترليني في مقابل اليورو حيث سارت حركة تداولات زوج اليورو/جنيه إسترليني EURGBP عند أقل بنحو 20 نقطة في أعقاب صدور الأنباء.
وفي أمريكا الشمالية اليوم، لا ننتظر سوى بيانات الإسكان مع توقع السوق لحدوث هبوط في مبيعات المنازل القائمة إلى 4.73 مليون في مقابل 4.82 مليون في الشهر السابق. وعلى ضوء القوة الأخيرة في بيانات الإسكان الأمريكية، قد تفاجئنا الأنباء مفاجأة صعودية وتوفر بعض الدعم للزوج دولار أمريكي/ين ياباني USD/JPY والذي يظل فوق مستوى 79.00 بعد اختراقه منذ يومين ويبدو بناءًا فوق هذا المستوى.