هل أوروبا على حافة الركود الاقتصادي ؟!
هل أوروبا على حافة الركود الاقتصادي؟!
صدرت بيانات في غاية السوء من مؤشر مديري المشتريات (PMI) من أوروبا مما أصدم سوق العملات في اليوم الأخير من تداولات هذا الاسبوع، مما دقع اليورو/ دولار أمريكي EURUSD للأسفل في أقل من ساعة، حيث بدأ التجار يشعرون بالمخوف من أن منطقة اليورو قد تتجه إلى ركود اقتصادي.
وقد جاء مؤشر مديري المشتريات من فرنسا وألمانيا بنتائج أقل كثيرًا من التوقعات، حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات (PMI) بالقطاع الصناعي في ألمانيا إلى أدنى مستوياته خلال 79 شهرًا. وقد كان من المتوقع أن يسجل مؤشر مديري المشتريات الألماني قراءة 48 – أي أقل من خط الـ 50 والذي يعتبر الخط الفاصل بين الانكماش والتعافي- ولكنه سجل قراءة 44.7 بشكل مفاجئ، مما يدل على أن القطاع الاقتصادي الألماني في حالة انكماش كاملة وبالتالي قد يضغط هذا سلبًا على معدل النمو الاقتصادي ، ليس فقط في ألمانيا ولكن في منطقة اليورو ككل.
اقتربت عوائد السندات لأجل 10 سنوات في ألمانيا من المستوى الصفري خلال جلسة التداول الصباحية حيث بلغت التدفقات المالية الكارهة للمخاطر ذروتها. وقد أدت هذه الأخيار إلى زيادة الضغط على البنك المركزي الأوروبي (ECB)، ليس فقط للتوقف عن عملية التطبيع ولكن ربما ليعكس مساره تمامًا واستئناف التسهيل الكمي، حيث تدهورت أوضاع الائتمان بشكل واضح.
ضعف البيانات الأوروبية
كما أن ضعف أداء البيانات الاقتصادية من اقتصاديات منطقة اليورو جعل السلطات الأوروبية تواجه تحدي متعلق بالوقت. كما أن إدارة ترامب تهدد منطقة اليورو بفرض تعريفات جمركية على الواردات من السيارات والتي تمثل الصناعة الاساسية في المنطقة، مما سيجعل الاقتصاد ينكمش بالتأكيد إذا تم فرضها فعليًا. ويمكن القول ان السيد ترامب مستعد دائمًا لسحق خصومه عند انهيارهم ، وهو ما يزيد من قوة موقفه التفاوضي ، ويضيف المزيد من الضغط الاقتصادي على أوروبا.
ويدل كل هذا على أن اليورو قد يختبر الآن أدنى مستوياته التي حققها في الموجات السعرية الأخيرة وذلك عند مستوى 1.1200 وقد يتجه إلى 1.1000 مع مرور العام. ومن المتوقع أن يؤدي هذا بدوره إلى مساعدة المنطقة المعتمدة على التصدير ولكن أي تعديل قد يسترق عدة أشهر وإذا ظل سعر الصرف عند هذه المستويات فلا شك في أنه سيتدهور أكثر.
تداول اليورو اليوم
وخلال التداول اليوم سوف يتمركز هذا الزوج حول مستوى 1.1300 حيث ستحاول صفقات الشراء التوقف عند هذا المستوى، ولكن في ظل ضعف نتائج مؤشر مديري المشتريات واحتمالية أن يكون هناك المزيد من الانخفاض في معدل طلب الصادرات الأوروبية بسبب استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الامريكية و الصين بالإضافة إلى تهديد فرض التعريفات الجمركية من الولايات المتحدة الامريكية؛ فمن المحتمل أن يسجل هذا الزوج أدنى مستويات جديدة من الانخفاض.