أغلقت الأسواق الأمريكية يوم أمس الاثنين بمناسبة يوم الرؤساء كما أغلقت الجلسة الآسيوية لمعظم الوقت بمناسبة السنة الصينية الجديدة، وبالتالي ليس من المستغرب أن نرى هدوئًا في حركة التداول في سوق العملات الأجنبية. وقد ارتفع الدولار الأمريكي الذي تضرر بشدة الأسبوع الماضي مقابل الين الياباني وتماسك في حركته السعرية مقابل العملات الرئيسية الأخرى. و في بداية جلسة التداول في نيويورك، شهد الدولار الامريكي بعض القوة الإيجابية ولكنه سرعان ما تخلى ارتفاعاته مع إغلاق لندن. وبالتالي ظلت أزواج مثل اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD و الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD و الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي AUD/USD عند مستويات اغلاقها ليوم الجمعة. و في حين أنه ليس هناك الكثير من البيانات الاقتصادية الصادرة من الولايات المتحدة الأمريكية ، إلا أنه هناك 3 أشياء سيكون علينا مراقبتها خلال هذا الأسبوع.
أولا ستحصل العملات على إشارات تداولها من الأسهم. وقد كان لتعافي الأسبوع الماضي في سوق الأسهم قد دفع مؤشر ستاندرد آند بور 500 إلى مستوى 2,750، وهو مستوى هام للغاية. وإذا تمكن عذا الزوج من اختراق مستوى 2,750 للأعلى، والذي يعتبر من أحد المستويات الفنية الهامة التي كان قد تم اختراقه للأسفل منذ بداية شهر فبراير، والذي يمثل أيضًا المتوسط المتحرك البسيط (SMA) لعشرين يوم و المتوسط المتحرك البسيط (SMA) لمائة يوم على الرسم البياني اليوم لأربع ساعات، فسوف نشهد ارتف6ااع قوي للغاية في هذا المؤشر قد يعود به إلى مستوى 2,800. ولكن إذا استمر هذا المستوى في صموده وانخفض مؤشر ستاندرد آند بور 500 تحت مستوى 2,715 فقد نشهد انعكاس هبوطي أكثر قوة قد يصل بهذا المؤشر إلى مستوى 2,650. ويعتبر هذا أمرًا هامًا بالنسبة للعملات لأنه في وسط هذه البيئة الحالية لا شيء أكثر أهمية من معدلات الرغبة في المخاطرة. وبالتالي فإن استمرار تعافي الأسهم يعني استمرار ارتفاع اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD و الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD و الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي AUD/USD ، وحتى الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY وخاصة ً بعد حل الأسئلة المحيطة بموضوع المحافظ القادم للبنك الياباني. ولكن إن تحوّل ارتفاع يوم الجمعة إلى انعكاس أكثر حدة فسوف تمتد كل العملات الاساسية في خسائرها وبالتالي قد يتجه الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY مرة أخرى إلى مستوى 106.
سيكون علينا أيضًا مراقبة اليورو خلال هذا الأسبوع لأن الحزب الديمقراطي الاجتماعي سيبدأ في التصويت على الحكومة الائتلافية لميركل. وسيكون أمامهم وقت حتى الثاني من مارس للإدلاء بأصواتهم وسوف يتم الإعلان عن النتيجة يوم الثالث من مارس. كما أن هناك عددًا من التقارير الاقتصادية الهامة المقرر الإعلان عنها بدايةً من تقرير ZEW الألماني الذي تم الإعلان عنه يوم الثلاثاء. ومن الصعب على المستثمرين الاستمرار في تفاؤلهم بعد انخفاض مؤشر داكس الألماني بنسبة 9% عن اعلى مستوياته التي كان قد سجلها يوم 23 من شهر يناير. وحتى وإن استقرت الأسهم ، فسوف يشعر المستثمرون بالخوف من التصحيح الأخير والتشكيك في ارتفاع الأسهم، ولهذا السبب نعتقد أن مؤشر ZEW الألماني سوف ينخفض، عاكسًا ضعف ثقة المستثمرين. كما سيتم الإعلان خلال هذا الأسبوع عن مؤشر مديري المشتريات (PMI) لشهر فبراير من منطقة اليورو و تقرير IFO الألماني لشهر فبراير ، ومن المتوقع أن تأتي هذه التقارير بقراءة أقل أيضًا من التوقعات. ثم في خلال أسبوعين ستعقد إيطاليا انتخاباتها العامة. وعلى الأساس الفني، يمثل مستوى 1.2550 مستوى مقاومة هام للغاية بالنسبة لزوج العملة اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD وإذا جاءت التقارير الاقتصادية لهذا الأسبوع بنتيجة ضعيفة وفشلت الأسهم الأمريكية في الامتداد في ارتفاعاتها، فسوف تخلق هذه العوامل بيئة ممتازة للتصحيح السعري إلى مستوى 1.22 ولكن حتى يحدث ذلك، سيحتاج اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD إلى اختراق المتوسط المتحرك البسيط (SMA) لعشرين يوم الذي يقع بالقرب من مستوى 1.2350.
من ناحية أخرى، سيحدد تقرير سوق العمل مدى سرعة البنك البريطاني في رفع أسعار الفائدة. والحقيقة أن المضاربين في السوق يراهنون على اتخاذ البنك البريطاني هذه الخطوة في شهر مايو ولكن إذا فشلت بيانات العمل المقرر الاعلان عنها يوم الجمعة في تسجيل النتائج المتوقعة منها، فإن فرص قيام البنك المركزي بهذه الخطوة – والتي تقع حاليًا عند نستوى 76%- قد تنخفض سريعًا. ووفقًا إلى مؤشر مديري المشتريات (PMI)، كان شهر يناير قوي للغاية بالنسبة إلى معدل نمو التوظيف ولكن سيركز الجميع بالطبع على معدل نمو الأجور حيث أنها تمثل مقياس التضخم في بريطانيا. ويحون متوسط معدل نمو الاجور الأسبوعي حول أعلى مستوياته خلال 2017 خلال الشهرين الماضيين، وهو الأمر الذي من الصعب الحفاظ عليه، وبالتالي إن تباطأ معدل نمو الأجور، فقد نشهد المزيد من التصحيح في الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD. ومن الجدير بالذكر أن مارك كارني محافظ البنك البريطاني لم يتحدث عن السياسة النقدية أو عن الاقتصاد في حديثه يوم أمس ولكن لن يمكنه تجنب الحديث عن هذه المواضيع خلال شهادته بشأن تقرير التضخم أمام لجنة الخزانة في البرلمان يوم الأربعاء.