نظرة عامة على اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD: إلى أي مدى قد يمتد انخفاض اليورو؟
امتد اليورو في انخفاضه مقابل الدولار الأمريكي الاسبوع الماضي ولكن باستثناء البيع المكثف الذي تعرض له يوم الثلاثاء، شهد هذا الزوج تغير بسيط خلال بقية الاسبوع. ومنذ أن أشار ماريو دراجي إلى انه مرتاح لفكرة تسهيل السياسة النقدية في يونيو، أكدت البيانات الاقتصادية الضعيفة على الحاجة للمزيد من التحفيز الاقتصادي وأشارت تضريحات مشرعي السياسة النقدية الاوربييين الى أن زملاء ماريو يشاركونه وجهة النظر ذاتها. في هذا السياق، توقع العديد من المشاركين في السوق أن يكون تداول اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD عند مستويات أقل، وبينما تعرض زوج العملة هذا الى انخفاضات حادة منذ أن عبر دراجي محافظ البنك المركزي الأوروبي (ECB) عن استعداده لتسهيل السياسة النقدية الشهر القادم، أغلق اليورو جلسة التداول الأمريكية يوم الجمعة بدون تغيير لليوم الثالث على التوالي. كان السبب الاساسي وراء عدم امتداد عمليات البيع المكثفة على زوج العملة اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD هو انخفاض عوائد السندات الامريكية، ولكن انخفاض هذا الزوج بمقدار 300 بيب يعتبر حركة كبيرة بالنسبة لزوج العملة هذا بعد أن أشار البنك المركزي إلى تغير في السياسة النقدية. ومن المهم أن ندرك أن البنك المركزي يخطط لسياسة التسهيل الكمي، وهي الخطوة التي تعتبر ذات اهمية كبيرة من البنك المركزي الأوروبي (ECB). وبدلا من هذا، ووفقا للتلميحات التي قدمها مشرعي السياسة النقدية، فإنهم يخططون بتقديم سلسلة من الإجراءات التي قد تتضمن تقليل سعر الفائدة الاساسي، وقطع في سعر الفائدة على الايداع، وإنهاء تعقيم برنامح أسواق الأوراق المالية (SMP) وبرامج (LTROs) جديدة. وبشكل طبيعي يمكن لأحد هذه الإجراءات أن تدفع اليورو إلى الانخفاض بحدة ولكن في بيئة ينخفض فيها سعر الفائدة الى مستويات منخفضة للغاية، فسوف يكون لهذه الخطوات تأثير أكبر على اليورو. لا نزال نعتقد أن اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD عرضة لمزيد من الانخفاضات، ولكن قد يكون انخفاضه محدود الى 1.35 بعد تسهيل السياسة النقدية من البنك المركزي. وعلى الأساس الفني، يعتبر مستوى 1.3500 مستوى أساسي ، ليس فقط من المنظةر السيكولوجي، وإنما يمثل هذا المستوى مستوى تصحيح فيبوناتشي بنسبة 50% لحركة الانخفاض من 2000 الى 2012. ولكن يعتبر مستوى 1.36 مستوى دعم سابق لهذا الزوج. وسواء يستمر هذا الزوج في الانخفاض أو يستقر عند مستوى 1.3700 هذا الاسبوع، فإن هذا سيعتمد على مؤشر مديري المشتريات (PMI) و تقرير IFO الألماني. إن استمرت البيانات الاقتصادية في النتائج الهبوطية المفاجئة، فسوف يؤكد هذا على الحاجة إلى المزيد من التحفيز الاقتصادي وسوف يزيد هذا من الضغط على اليورو.
الدولار الامريكي USD: راقب متحدثي البنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع القادم
كان هناك القليل من الاستقرار في أداء الدولار الامريكي يوم الجمعة، الذي انخفض قليلا مقابل الين الياباني و الباوند البريطاني و الدولار الاسترالي و الدولار النيوزلندي و الدولار الكندي ، ولكن ازداد قوة مقابل اليورو و الدولار النيوزلندي و الفرنك السويسري. وقد ساعد استقرار سندات الخزنة الأمريكية والأسهم على إيقاف هذا الانخفاض في العملة الأمريكية، وبينما ذكرنا أن الدولار الامريكي سوف يتعافى بمجرد استقرار عوائد السندات، لا زال من المبكر للغاية ظهور قمة سعرية في أسعار السندات وقاع في عوائد السندات. وقد ساعدت بيانات يوم الجمعة على تقديم دعم للعملة الامريكية. غفد ارتفعت المنازل المبدؤ بناؤها بنسبة 13.2% بينما ارتفعت تصاريح البناء بنسبة 8%. وساعد انخفاض أسعار الفائدة وقوة الاقتصاد والتحسنات في الطقش على دعم الزخم في السوق العقاري. ولكن انخفض مؤشر ثقة المستهلك على نحو غير متوقع في شهر مايو، مما يعكس المخاوف بشأن ارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة. وطالما ان البيانات الاقتصادية الامريكية متضاربة وليست ايجابية بشكل مستمر، لن يقدم البنك الاحتياطي الفيدرالي الكثير من التوجيه حول توقيت رفع أسعار الفائدة، مما يجعل تعافي العملة الأمريكية صعبًا. لا يوجد الكثير من البيانات الامريكية المحركة للسوق هذا الاسبوع، وبالتالي سيكون التركيز على محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) و أحاديث أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي. سوف يتحدث سبعة من رؤساء البنك الاحتياطي الفيدرالي عن الاقتصاد أو السياسة النقدية، ويتضمن هؤلاء الاعضاء جانيت يلين ، ولكن من غير المتوقع أن يكشف حديها عن الكثير، حيث لن يكون لها سوى كلمة البداية في جامعة نيويورك وسوف تقوم فيه بالقراءة من نص معد سلفا وعدم أخذ أي أسئلة من الجمهور.
الاسترليني: الكثير من البيانات في انتظار الاسترليني
لم تصدر اي بيانات اقتصادية بريطانية خلال يومي الخميس والجمعة من الاسبوع الماضي، وبالتالي استمر الاسترالي في الارتفاع بشكل مريح مقابل الدولار الأمريكي. وقد ارتفعت عوائد السندات الامريكية قليلا للأعلى يوم الجمعة، ولكن أدى الانخفاض الحاد في عوائد السندات لأجل 10 أعوام خلال الاسبوع الماضي الى استمرار تعرض العملة الأمريكية الى الضغط. أي أن تعافي الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD لم يكن بسبب النظرة العامة على الاسترليني بقدر ما كان بسبب قلة الرغبة في شراء الدولار الأمريكي USD. وقد أوضح البنك البريطاني أنه سعيد بالمستوى الحالي في السياسة النقدية وأنه ليس متعجل لرفع أسعار الفائدة. وخلال هذا الاسبوع من المتوقع صدور تقارير اقتصادية بريطانية والتي قد تعزز من وجهة نظر البنك المركزي وتبرر قراره بالحفاظ على توقعاته الخاصة بالناتج المحلي الإجمالي و مؤشر أسعار المستهلك (CPI) بدون تغيير. سوف يكون هذا الأسبوع مكتظ البيانات الاقتصادية والتي ستؤثر على الباوند البريطاني، حيث من المقرر الاعلان عن بيانات التضخم و مبيعات التجزئة و القراءات المعدلة عن الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول و محضر اجتماع البنك البريطاني الاخير. واعتمادًا على تقرير التضخم الربع سوي، نعلم أن البنك المركزي لن يشارك السوق في تفاؤله بشأن الاقتصاد وأن محضر اجتماع البنك البريطاني قد يجدد من تعرض الاسترليني لعمليات بيع. وفي ظل انخفاض أسعار المتاجر بشكل حاد، قد يأتي مؤشر أسعار المستهلك بقراءة هبوطية مفاجئة. ولكن وفقا لاتحاد التجزئة البريطاني (BRC)، كان معدل الانفاق قويا خلال شهر ابريل، وفي حالة وجود أي مفاجئة صعودية من مبيعات التجزئة فسوف يكون هذا كفيل بإيقاف الانخفاضات في هذه العملة. ومن غير المتوقع ان يكون هناك تغير في قراءة الناتج المحلي الإجمالي. وبالطبع فإن النظرة العامة تجاه الباوند البريطاني/ الدولار الأمريكي GBP/USD مرتبطة بأداء العملة الأمريكية، وفي ظل قلة البيانات الاقتصادية الامريكية هذا الاسبوع، سيكون لتركيز موجه الى عوائد السندات.
هل يسجل كلا من الدولار النيوزلندي NZD، الدولار الاسترالي AUD ارتفاعات قوية؟
مثل العديد من العملات الأساسية الاخرى، كانت حركة كل من الدولار النيوزلندي والدولار كندي داخل نطاق تداول ضيق للغاية خلال الاسبوع الماضي. وكان تداول الدولار الاسترالي/ الدولار الأمريكي AUD/USD على سبيل المثال داخل نطاق تداول سعته 85 بيب بينما كان تداول الدولار النيوزلندي NZDL/ الدولار الأمريكي USD داخل نطاق تداول سعته 5 بيب فقط. لم يكن هناك الكثير من البيانات الاقتصادية المحركة للسوق لأيا من عملات السلع الثلاثة، ولكن من الجدير بالذكر أن هذه العملات قد استفادت م انخفاض عوائد السندات الأمريكية ويعود سبب هذا جزئيا الى تعرض الأسهم لعمليات بيع مكثفة مما أدى إلى خلق بيئة تداول ترتفع فيها معدلات كره المخاطرة في السوق. وكانت الموازنة المالية في استراليا لعام 2014/2015 قد صدرت الاسبوع الماضي ولكن لم يكن بها شيء غير متوقع بالنسبة لعملة الدولار الأسترالي. وبينما لم يكن هناك الكثير من المفاجآت، ولكن على المدى الطويل قد يتأثر كلا من ثقة المستهلك و معدل الانفاق بشكل سلبي بالتضييق المالي، وبالتالي قد يكون لهذا تأثير سلبي على الدولار الأسترالي. وعلى الرغم من ذلك، نتوقع تفوق أداء الدولار الاسترالي AUD بالنسبة إلى الدولار النيوزلندي NZD علىا لمدى القريب لأن المستثمرون لم يحسموا التباطؤ المحتمل في تضييق السياسة النقدية من البنك الاحتياطي النيوزلندي. ومنذ أن عبر “ويلر” محافظ البنك المركزي عن قلقه بشأن ضعف أسعار الصادرات ورفع من احتمالية التدخل في سوق الفوركس، انخفض الدولار النيوزلندي/ الدولار الأمريكي NZD/USD بمقدار 50 بيب تقريبا. وسوف يعزز التدهور في مبيعات التجزئة و مؤشر مديري المشتريات (PMI) هذا الاسبوع من وجهة نظرنا بأن البنك الاحتياطي النيوزلندي سوف يتوقف عن اتخاذ أي إجراء الشهر القادم. وكان البنك المركزي قد أصدر ورقة لمناقشة تأثير قيود نسبة القيود الى القيمة (LVR) على السوق العقاري. ووفقا لهذا التقرير، انخفض أسعار المنازل بما يزيد عن 3% بسبب هذه القيود، اي اعلى من المتوقع عند 2.5%%. من المقرر الاعلان هذا الاسبوع عن مؤشر مديري المشتريات (PMI) بقطاع الخدمات ولكن الاكثر أهمية بالنسبة لكلا من الدولار النيوزلندي NZD و الدولار الاسترالي AUD هو مؤشر مديري المشتريات (PMI) بالقطاع الصناعي الصيني. وسوف يأتي دور الدولار الأمريكي/ الدولار الكندي USD/CAD في نهاية الاسبوع حيث سيتم الاعلان عن مبيعات التجزئة و مؤشر أسعار المستهلك.