كان عام 2013 عاما عصيبا بالنسبة للدولار الاسترالي، حيث فقد ما بين 15 الى 20% من قيمته امام اغب العملات الاساسي، وكانت العملة الوحيدة التي تمكن الاسترالي من التفوق امامها هي الين الياباني. كان تباطؤ معدل النمو وقطع اسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة اساس والحديث عن التدخل في العملة كلها اسباب دفعت الدولار الاسترالي للانخفاض الى ادنى مستوياته خلال 3 اعوام مقابل الدولار الامريكي واليورو، وأدنى مستوياته خلال 4 اعوام مقابل اليوان الصيني والباوند البريطاني. وعلى المدى الطويل، يعتبر ضعف العملة خبر جيد لاستراليا، ولكن بالنسبة لدولة يحب شعبها التسوق عبر الانترنت للحصول على السلع من خارج البلاد، فكلما قلت القوة الشرائية كلما تسبب هذا في جعل الاستراليين يشعرون بالفقر اكثر. إن امتلاك عملة ضعيفة هو عامل حيوي للتعافي بالنسبة للاقتصاديات المعتمدة على الصادرات، وفي ظل التوقعات بتباطؤ معدل النمو بشكل إضافي في عام 2014، يقول جلين ستيفينز محافظ البنك الاسترالي انه يرغب في رؤية الدولار الاسترالي بالقرب من 85 سنت أمريكي أو دون المستويات الحالية بنسبة 4.5%. وهناك عدد من العوامل الاقتصادية التي من المتوقع ان تقود الدولار الاسترالي للأسفل العام القادم، وبالتالي لا نعتقد انه سيكون هناك انخفاض كبير للدولار الأمريكي/ الدولار الاسترالي دون مستوى 85 سنت.
من احد الاسباب الاساسية التي جعلت اداء الدولار الاسترالي ضعيفا كما شهدنا العام القادم هو ان العملة الاسترالية قد فقدت خاصية العملات ذات المخاطر العالية. وقد انهارت علاقتها تماما بالاسهم العالمية، حيث انخفضت العملة بينما كانت الاسهم عند اعلى مستوياتها خلال عدة اعوام. وبشكل تقليدي يرتفع الدولار الامريكي بشكل متزامن مع الاسهم لأن قوة الاقتصاد العالمي تعتبر ايجابية للاقتصاديات المعتمدة على الصادرات مثل استراليا. ولكن في عام 2013، فشل الدولار الاسترالي في الاستفادة من التعافي الاقتصادي العالمي لأنه اصبح معتمد بشكل كبير للغاية على الصين. وقد استفادت هذه البلاد بشكل كبير من الاستثمار في قطاع التعدين خلال العقد الماضي، وفي ظل تباطؤ معدلات الاستثمار، اضطر البنك الاسترالي الى قطع اسعار الفائدة، معوضا بذلك اي زيادة في الطلب غير الصيني. وفي ظل التوقعات بتباطؤ الاقتصاد الصيني خلال العام القادم وتعرض اسعار السلع للضرر من ارتفاع الدولار، فقد يكون من الصعب على الدولار الاسترالي استعادة وضعه كعملة ذات مخاطر عالية في النصف الاول من عام 2014.
ولكن في النصف الثاني من العام، نتوقع ان تعود العلاقة بين الدولار الاسترالي والاسهم عندما يقوم البنك الاسترالي بالتنازل عن ميله لتسهيل السياسة النقدية. يشعر المستثمرون بالقلق في الوقت الحالي من ان البنك الاسترالي قد يقطع اسعار الفائدة مرة اخرى في عام 2014. وقد قطع البنك الاسترالي توقعاته الخاصة بالناتج المحلي الاجمالي لعام 2014 في نوفمبر وأوضح هذا الشهر انهم لا يشعرون بالارتياح من ارتفاع العملة. وقد تحدث ستيفينز عن احتمالية التدخل ولكن الطريقة الوحيدة التي قد تؤدي الى ضعف العملة هي تسهيل السياسة النقدية. وينقسم المستثمرون حول إذا ما سيقوم البنك الاسترالي بتسهيل السياسة النقدية مرة اخرى العام القادم أم لا، وحتى تتلاشى هذه الشكوك، فقد يبقى الدولار الاسترالي ضعيفا. وإن فشل تقليص مشتريات الاصول من البنك الفيدرالي في دفع العملة للاسفل واستمر الاقتصاد في النمو دون الاتجاه بسبب ارتفاع معدل البطالة وضعف الطلب، فقد يطلق البنك الاسترالي شرارة خفض الدولار الاسترالي. وعلى الرغم من ذلك فإن الاحتمال الاغلب هو ان البنك الاسترالي قد يقرر قطع سعر الفائدة لمرة واحدة اخرى، وحتى وإن قاموا بهذا فإن ميلهم الى الحيادية سيحد من انخفاض الدولار الاسترالي. ويتوافق هذا مع حركة السعر التي شهدناها في الدولار الاسترالي/ الدولار الامريكي في العديد من المناسبات، وهو ارتفاع بعد ان تسبب رفع سعر الفائدة في تغير اتجاهه. ويعتبر ها من احد الاسباب التي تجعلنا نتوقع انخفاض محدود للدولار الاسترالي/ الدولار الامريكي العام القادم للدولار الاسترالي/ الدولار الامريكي. وسوف تقدم العملة الضعيفة اخيرا دعم كافي لقطاع الصادرات لرفع الاقتصاد، وحتى وإن تباطأ الاقتصاد الصيني، فإن طلبهم على الحديد الخام سيبقى ثابتا.