ما الذي يعنيه الاستفتاء القادم في شبه جزيرة القرم بالنسبة لسوق الفوركس؟!

ظلت الأسواق المالية في حالة من الاضطراب بسبب الاستفتاء القادم في شبه جزيرة القرم في أوكرانيا في الأجازة الأسبوعية، ولكن شهدت أسواق العملات بشكل ملحوظ استمرار في عمليات كره المخاطرة، حيث تقترب أغلب العملات الأساسية بالقرب من مستويات الإغلاق في الجلسة الأمريكية.  انخفض مؤشر نيكي الياباني بنسبة 3.3% ولكن ظل الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY فوق مستوى 101.50 خلال أغلب الوقت اليوم، منخفضًا فقد عندما قال المسؤولين الصينيون أن الناتج المحلي الإجمالي في الربع الاول قد يأتي عند مستوى منخفض قد يصل إلى 7%.

وبشكل عام، يبدو أن أزواج الين الياباني قد استوعبت أغلب عمليات البيع التي ظهرت في جلسة نيويورك يوم أمس وقضت أغلب الجلسة الآسيوية والأوروبية متماسكة عند الانخفاضات.  ولا يزال الوضع في شبه جزيرة القرم متوترًا، وقد دعا الرئيس الاوكراني المؤقت 60.00 من الاحتياطي في الحرس القومي، محذرا من ان الغزو الروسي قد يأتي في أي لحظة، ولكن تم حتى الآن إحتواء الأعمال العدائية.

وإن مرّ الاستفتاء يوم الاحد كما هو متوقع لصالح الانفصال عن أوكرانيا، ولم تقم روسيا بمزيد من التعديات على أوكرانيا، فقد تتحسن معدلات الثقة في السوق.   وفي هذه المرحلة، يبدو ان انتقال شبه جزيرة القرم إلى روسيا  امرا مفروغا منه والعامل الوحيد الذي يمكن أن يزيد من التوترات الجيوسياسية هو  الغزو العسكري الروسي في شرق أوكرانيا الأمر الذي  مما لا شك فيه من شأنه أن يخلق صراع الدبلوماسي كبير ويرسل الأسواق المالية إلى موجة بيع نتيجة الذعر.

ولكن من الشكوك فيه أن يخاطر بوتن في صراع عسكري في هذا الوقت.  و الحقيقة أن روسيا تعاني بالفعل من التباطؤ الاقتصادي الأمر الذي يمكن أن يدفع البلاد الى حالة من الركود المفرغ إن قطع الغرب كل العلاقات الاقتصادية مع البلاد نتيجة مغامراتها العسكرية. وكانت حركة بوتن تجاه شبه جزيرة القرم  دائمًا ما تكون حول الحفاظ على وصول روسيا إل
ى موانئ الماء الدافئ والآن يبدو أن التركيز قائم على تحقيق هذا الهدف تحديدا.

وبالتالي، إن مرت الأحداث يوم الاحد  من خلال الوسائل السياسية دون أي تدخل عسكري آخر، فقد ترى الأسواق  هذا التطور بارتياح وتتجه إلى ارتفاع ناتج عن عمليات البيع على المكشوف وتحويل التجار تركيزهم إلى العوامل الاقتصادية أكثر من المخاوف الجيوسياسية.

وفيما يتعلق البيانات الاقتصادية، لا يوجد الكثير من البيانات الاقتصادية الوروبية اليوم سوى مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الألماني وبيانات الميزان التجاري البريطاني.  كان من المتوقع أن يسجل الميزان التجاري البريطاني قراءة -9.8 مليار مقابل التوقعات بقراءة -8.8 مليار، مع تدهور الميزان التجاري من منطقة اليورو إلى -5.8 مليار من -4.7 مليار.  تراجع الباوند بمقدار 10 نقاط بعد هذه الأخبار حيث اكدت هذه البايانات أن ارتفاع سعر الصرف له تأثير سلبي واضح على الميزان التجاري.  ومن المحتمل بالتالي أن يحافظ البنك البريطاني على موقفه لفترة أطول قبل أن يفكر في احتمالية رفع أسعار الفائدة.

وفي الوقت ذاته ظل اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD على ارتفاع نسبي ويجد دعم عند 1.3850 قبل أن يرتد للاعلى إلى 1.3885 مع منتصف جلسة تداول لندن.  وقد تسببت تصريحات ماريو دراجي يوم أس في تحول كبير في معدلات الثقة في هذا الزوج، حيث عبر محافظ البنك المركزي الأوروبي (ECB) عن قلقه إزاء قوة سعر الصرف.  ومن غير المفاجئ أن تصريحات دراجي قد جاءت في الوقت الذي كان اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD يقترب فيه من مستوى 1.4000، ومن المحتمل أن يجد هذا الزوج مقاومة كبيرة إن حاول القيام بحركة ارتفاع أخرى إلى هذا الحاجز.  وقد يبقى اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD قويًا في الوقت الحالي، إلا إذا  تعهد البنك المركزي الأوروبي (ECB) ببعض الإجراءات المحددة بشأن تسهيل السياسة النقدية.

Exit mobile version