اخبار اقتصادية

ما الذي نتوقعه من البنك المركزي الاوروبي اليوم؟!!

تراجعت العملات التي ينطوي تداولها على مخاطر في سوق الفوركس في منتصف التعاملات الأوروبية الصباحية متأذية بهبوط معدلات الثقة في أسواق الأسهم والمخاوف السائدة بشأن حالة السندات السيادية لدول الأطراف قبيل اجتماع المركزي الأوروبي في أواخر اليوم. وجاءت سوق الأسهم الإيطالية أقل بشكل حاد عند -1.2% مع بقاء المتاجرين في حالة من الترقب والانتظار لأخبار جديدة من رئيس المركزي الأوروبي “ماريو دراجي”، والذي عبر عن مستقبل في غاية القتامة للوضع الاقتصادي لمنطقة اليورو منوهًا إلى أن التباطؤ قد انتشر الآن إلى ألمانيا.

وقد أكدت بيانات الميزان التجاري الألماني اليوم حالة الضعف في الطلب بعد هبوط الصادرات بنسبة -2.5% فيما انكمشت الواردات بنسبة -1.5%. وفي هذه الأثناء، شهدت أسبانيا اليوم مزادًا للسندات متوسطة وطويلة الأجل، ورغم أن البلد كان قادرًا على تلبية أهدافه المالية للعام باستكماله للاكتتاب بقيمة 4.5 مليار وبنسبة طلب إلى الغطاء جيدة نسبيًا، إلا أنه شهد انفجار العائدات عند الأجل الطويل من منحى العائدات long end of the curve. وقد سجل الحد الأقصى لعائدات السندات الأسبانية لشهر يوليو 2032 قراءة 6.366% في مقابل 4.791% في 21 أكتوبر 2010، في دلالة على بقاء الضغوط على أسبانيا. وقد ارتفع فارق العائدات الأسبانية/الألمانية Spanish/German Spread إلى 439 نقطة أساس على نحو يعكس الارتفاع في التدفقات المدفوعة بكراهية المخاطر.

ويظل الوضع في أسبانيا بلا حل، حيث ترفض الدولة التقدم بطلب رسمي لحزمة إنقاذ، حيث تبدو قنوعة بالتمتع بالعائدات الأقل على الأجل القصير من منحنى العائدات نتيجة للوعد الشفهي الذي قطعه على نفسه السيد دراجي بتنفيذ برنامج برنامج العملات النقدية المباشرة OMT. ومع ذلك، وكما أشار بعض المحللين، قد تجد أسبانيا نفسها في أرجوحة غير مريحة العام المقبل إذا لم يتحسن وضعها الاقتصادي. وقد تتأرجح سندات البلدان بين الدعم المقدم من برنامج العملات النقدية المباشرة على الأجل القصير، فيما تقفز عائداتها طويلة الأجل إلى الأعلى مع انخفاض تصنيفها الائتماني إلى الحضيض.

واليوم، سيتطلع المتاجرون في العملات إلى سماع بعض التوضيحات من السيد دراجي رغم عدم توقع الكثيرين لأي مبادرات جريئة من المركزي الأوروبي اليوم. وسوف ينتظر البنك المركزي على الأرجح حتى شهر ديسمبر عندما يقوم فريقه بإصدار توقعاته السنوية للتضخم قبل الاستقرار على أي سياسات جديدة. ومع ذلك، فإذا أعاد البنك تأكيد التباطؤ الاقتصادي في المنطقة وغياب أي تقدم بشأن تنفيذ برنامج العملات النقدية المباشرة، فإن ذلك قد يؤثر على زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD ويدفع الزوج لأدنى من رقم 1.2700 ولأدنى مستوياته في ثلاثة أشهر مع اطراد اليوم.

وعلى صعيد آخر،سجلت بيانات التوظيف في أستراليا قراءة فاقت التوقعات حيث ارتفعت بمقدار 10.7 ألف وظيفة في مقابل توقعات بـ 0.2 ألف ، وبما ساهم في دفع زوج الدولار الأسترالي /الدولار الأمريكي AUD/USD إلى أعلى من مستوى 1.0400 في بداية جلسة التداول الأسيوية، ولكن الزوج لم يتابع الارتفاع في التعاملات الأوروبية حيث جاءت التدفقات المالية المدفوعة بكراهية المخاطر كحائط صد منع استمرار الارتفاع.

وقد تحسنت بيانات التوظيف الأسترالية بشكل ملحوظ مع تراجع معدلات البطالة إلى 5.4% من ارتفاع متوقع إلى 5.5% حيث زاد عدد الوظائف المتفرغة للشهر الرابع على التوالي وبمقدار 18.7 ألف وظيفة. وقد فقدت الوظائف المؤقتة -8 آلاف وظيفة في شهر أكتوبر. وتأتي هذه الأخبار لتؤكد أن صناعة التعدين في أستراليا هي المحرك الرئيسي للنمو حيث تضيف 45 ألف وظيفة سنويًا حتى تاريخه، فيما خسر قطاع الإنشاءات 70 ألف وظيفة هذا العام.

وفي هذه الأثناء جاء الارتفاع المدهش في أستراليا على طرف نقيض من بيانات العمل المخيبة للآمال القادمة من نيوزيلندا، حيث ارتفعت معدلات البطالة إلى 7.3% في مقابل تكهنات بـ 6.7%. وقد أدى الاختلاف الصارخ في خلق الوظائف إلى ارتفاع قوي في زوج الدولار الأسترالي AUD/الدولار النيوزيلندي AUD/NZD حيث اخترق الزوج مستوى 1.2700. فإذا ما أدت بيانات العمل الضعيفة بالمركزي النيوزلندي RBNZ لبحث خفض أسعار الفائدة مع اقتراب العام من نهايته، بسبب التدفقات الداعمة للفروق في اسعارالفوائد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى