اخترق مؤشر الدولار الأمريكي مستوى 87 للأعلى يوم الاثنين، وكانت هذه لحظة فارقة بالنسبة للدولار الأمريكي حيث اخترق اتجاه هبوطي يمتد لـ 30 عام. وتعتبر إشارات الاختراق الفنية هذه منطقة جديدة للدولار الامريكي وقد نكون الآن في بداية اتجاه صعودي كبير للدولار الأمريكي.
ونظرا الى ان الدولار الأمريكي يعتبر هو العملة الاهم في العالم لما يمثله من 90% من تعاملات الفوركس، فإن التغير الكبير في العملة الأمريكية سوف يكون لها دلالات في الأسواق المالية. وفيما يلي نستعرض العوامل الاساسية ما قد تعنيه للقرارات المستقبلية من البنك الاحتياطي الفيدرالي، بالاضافة الى تأثير قوة الدولار المحتمل على أسواق السلع والأسهم.
أسواق الأسهم:
قوة أكثر في الدولار= صادرات أكثر غلوًا، وهي أخبار سيئة لبائعي التجزئة في الولايات المتحدة الامريكية، والذين لديهم وجود أوروبي كبير. ووفقًا لبحث من “بلومبرج”، حصلت “Abercrombie &Fitch ” على 27٪ من صافي مبيعاتها من أوروبا؛ حصلت “American Apparel” على 18٪ و تي جيه ماكس بنسبة 13٪. وقد انخفض اليورو بنسبة 10% تقريبا مقابل الدولار الامريكي منذ أن كوّن قمة سعرية في مايو، ويعتقد العديد من المحللين أنه يوجد مجال إضافي للانخفاض، بينما انخفض الباوند البريطاني/ الدولار الامريكي GBPUSD بما يقارب 7% منذ يوليو. وإن استمر الدولار الأأمريكي في قوته فقد نشهد عمليات من جني الارباخ إن لم يتمكن بائعي التجزئة من تنويع أرباحهم. وإن استمر هذا الاتجاه فقد تكون قوة الدولار الاضافية مؤذية للأسهم الأمريكية وخاصة وقت العام الجديد.
السلع:
قد يكون القطاع الآخر الذي يعاني من قوة الدولار هو قطاع الطاقة. فقد تؤدي قوة الدولار الأمريكي الإضافية الى الضغط السلبي على أسعار النفط، وقد شهدنا يوم الاثنين اختراق هبوطي في اسعار النفط مرة اخرى، مع انخفاض خام غرب تكساس الوسيط (WTI) دون مستوى 80 دولار، وامتدت الانخفاضات بشكل إضافة يوم الثلاثاء ليصل الى ادنى مستوى له عند 75.85 دولار. كما انخفض سعر البرنت بشكل كبير ويبدأ هذا في الضغط السلبي على شركات الطاقة. ويعتبر قطاع الطاقة هو القطاع الاضعف في مؤشر FTSE100 و eurostoxx. وفي المقابل، يتمكن مؤشر الدولار الأمريكي من الارتفاع جيدا اليوم حيث تساعد قوةا لدولار الامريكي على إفادة مؤشرات مثل مؤشر الدولار الأمريكي، حيث أن هذا يجعل الصادرات الألمانية أكثر جاذبية للمستهلك في الولايات المتحدة الامريكية.
وقد يتأذي منتجي النفط من قوة الدولار الأمريكي. وإن ربح منتجي النفط بمقدار اقل من اهدافهم، فإن هذا يعني أنهم ينفقون أقل، مما قد يعني انخفاض في مستويات السيولة العالمية. وإن انخفضت مستويات السبولة فقد تصح الأموال أكثر غلوا، وهي أخبار سيئة للأصول ذات المخاطر العالية مثل الاسهم واصول الاسواق الناشئة وعملات السلع مثل الدولار النيوزلندي NZD و الدولار الاسترالي AUD و الدولار الكندي CAD.
التحليل لأساسي:
وفي بداية هذا الربع من العان، فقد ذكرنا ان لهجة البنك الاحتياطي الفيدرالي قد تغيرت قليلا من الحديث عن صورة البطالة الى الحديث عن صورة ضعف التضخم. وقد يصبح ارتفاع الدولار مشكلة بالنسبة للبنك الفيدرالي، حيث ان ارتفع الدولار بنسبة 10% يعني ان التضخم ينخفض بنسبة 0.5%. ونظرا الى ان مؤشر أسعار المستهلك (CPI) يقع فعليا عند 1.7% ، يمكن أن تصبح قوة الدولار صداعا للبنك الفيدرالي فيما بعد.
ومن ناحية اخرى فقد تكون قوة الدولار الامريكي أمر جيد للبنك المركزي الاوروبي، حيث قد يدعم هذا الصادرات ويساعد على انعاش الاقتصاد، حيث تصبح الواردات أكثر غلوًا. ولكن في الاسواق المالية قد يكون التأثير الأكبر من جانب البيانات الاقتصادية. يعتبر تقرير التوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي هو البيان الأكثر أهمية كل شهر من الولايات المتحدة الامريكية، ولكن في هذه البيئة قد يأخذ محله لبقية هذا العام في الأهمية مؤشر أسعار المستهلك (CPI)، والذي سيتم الاعلان عنه يوم 20 نوفمبر.