اخبار اقتصادية

ماذا إن دخلت أمريكا في عجز بالفعل؟ كيف سيتأثر الدولار الامريكي؟

حتى الآن سمعنا جميعا أنه إذا تخلفت الولايات المتحدة عن سداد ديونها ، فإن العواقب سوف تكون وخيمة . لهذا السبب ، فإن المستثمرين متفائلون بأن صناع السياسة سوف يتوصلون الى اتفاق بتمرير مشروع قانون مؤقت للحد الأدنى لتمويل الحكومة و رفع سقف الدين لبضعة أسابيع. ومع ذلك فشل الليلة الماضية الرئيس أوباما و الجمهوريين في مجلس النواب في الاتفاق على التمديد لمدة 6 أسابيع و فقا لمراسل واشنطن ”  وتقول مصادر مقربة  أن التوصل الى حل مستمر تماما لا يعتبر صفقة قريبة مثلما يرد عن العديد من التقارير الصحفية “. و في حين أننا نأمل أيضا أن يكون التوصل الى اتفاق مؤقت من شأنه تجنب تزايد التقلبات في السوق و تعرض الأصول الأمريكية إلى عمليات بيع واسعة، ونحن نشعر أن من المهم بالنسبة للمستثمرين النظر في ما يمكن أن يحدث للدولار إذا تعرضت الحكومة في الولايات المتحدة لعجز عن سداد الديون للمرة الأولى على الإطلاق .

 

 

 

العجز الأمريكي مؤقت

 

 

من المهم أن نفهم أنه إذا تخلفت الولايات المتحدة عن تسديد ديونها ، سيكون هذا العجز مؤقتا من الناحية الفنية. ولتسوية الوضع ، يحتاج السياسيون فقط إلى وضع خلافاتهم جانبا و الاتفاق على رفع سقف الديون في نهاية المطاف.  ومع ذلك، فإن الأهمية التاريخية للعجز لن تضيع بين المستثمرين الذين سيقومون ببيع الاصول الامريكية حالما يتصدر خبر العجز الامريكي العناوين الاساسية، ومرة اخرى عندما تجعل شركات التصنيف الائتماني التصنيف الامريكي على انه عجز انتقائي او مقيد.

 

ومع ذلك فإننا لا نتوقع حدوث انهيار تام للدولار و سندات الخزانة الأمريكية وذلك لأن المشترين الرئيسيين من سندات الخزانة هم البنوك المركزية الذين هم أقل حساسية للتغيرات قصيرة الأجل في التوقعات المالية للولايات المتحدة . كما أننا لا نتوقع تصفية فورية من صناديق أسواق المال. لا يزال سوق سندات الخزانة هو أكبر سوق في العالم، و هذه البنوك المركزي تدرك أن النزوح الجماعي للخروج من سندات الخزانة من شأنا أن يتسبب في ارتفاع عوائد السندات الأمريكية، مما يؤدي إلى التأثير في أسواقها. ولا يعتبر العجز الفني أمر جديد ولا سيما بالنسبة لدول الأسواق الناشئة مثل بيرو و خلال الوقت الذي  دخلت فيه في العجز ، تم خفض تصنيف الديون السيادية للبلاد من الدرجة 1 ومن ثم استعادته مرة أخرى إلى المستويات السابقة على الفور بعد إجراء الدفع. وبالتالي إذا لم تقم الولايات المتحدة بدفع قسيمة أو اثنين ، نحن نتوقع أن يتم استعادة أية تغييرات في تصنيف الولايات المتحدة حالما يتم تسديد المدفوعات .

ضعف الدولار قد يقتصر على 3٪ ماكس

يعتبر قرار ستاندرد أند بورز بخفض تصنيف الولايات المتحدة ‘ تصنيف الديون السيادية للمرة الأولى على الإطلاق في عام 2011 هو قرار موازي  يتعلق بما يحدث الان. وجاء هذا الاعلان في 5 أغسطس 2011 ، وبعد أيام قليلة من هذا صوّت النواب لرفع سقف الديون . على الفور تقريبا، و باع المستثمرون دولار ولكن انخفض مؤشر الدولار 1.5٪ فقط . وبعد ذلك توقفت العملة  عن الانخفاض بالقرب من أدنى مستوياته لبضعة أسابيع قبل أن يرتفع ما يقرب من 8 ٪ خلال الشهرين التاليين. وكانت الخسائر في الدولار الامريكي/ الين الياباني  USD / JPY منحدرة قليلا ( أكثر قليلا من 2٪ ) وكان تداول اليورو/ دولار امريكي  EUR / USD مشابه جدا و  ارتفع مؤشر الدولار بنسبة  1.5٪ فقط قبل أن يتراجع أكثر من 9٪ في الشهرين التاليين . عندما تلاشت الصدمة الأولى ، أدرك المستثمرون أن هناك بدائل قليلة لسندات الخزانة الأمريكية . و في حين أننا نتوقع الدولار تعرض الدولار الامريكي لعمليات بيع مكثفة إذا تخلفت الولايات المتحدة عن سداد ديونها ، لا نتوقع حدوث انهيار حاد بنسبة 10٪ مثلا في قيمة الدولار .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى