مشكلة الدولار الامريكي: تأثير عوائد السندات
من احد القضايا المحيرة في سوق الفوركس في الوقت الحالي هو سبب ضعف الدولار الامريكي في حين ان البنك الاحتياطي الفيدرالي تعهد بلاستمرار في تقليص مشتريات الاثول وقال انه قد يرفع اسعار الفائدة في وقت يسبق التوقعات وان معدل النمو قد يرتد للاعلى خلال الربع الثاني من العام بسبب انحسار تأثير الطقس.
كما أن الدولار الامريكي قد قدّم هذا الأسبوع مجموعة من البيانات الاقتصادية الأفضل من التوقعات متضمنة قوة السلع المعمرة بما يفوق التوقعات ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك الى اعلى مستوى خلال 6 أعوام. إذن ما الذي يحدث؟ نعتقد ان الكثير من ضعف الدولار الامريكي يعود الى منحنى عوائد السندات. فمن يتابعنا يعرف أننا نهتم بمتابعة عوائد السندات لتحديد الحركة التالية للعملات. والحقيقة ان منحنى عوائد السندات هام للغاية في الوقت الحالي وهو أحد الأسباب الاساسية التي تجعل الدولار الامريكي غير قادر على الارتفاع.
تأثير عوائد السندات:
منذ بداية الشهر ونحن نرى منحنى عوائد السندات الامريكية وهي تبدأ في الفتور. ويعني هذا تحديدا ان ارتفاعات عوائند السندات قصيرة الاجل تفوق ارتفاعات عوائد السندات طويلة الاجل. ومن المتوقع ان يكون هناك قدر من الفتور في هذا الوقت من الدورة الاقتصادية، حيث يبدأ السوق في التفكير بشان احتمالية رفع سعر الفائدة من البنك الاحتياطي الفيدرالي، ولكن مدى الفتور في منحنى عوائد السندات هو الأمر المهم.
ويميل منحنى العوائد الطبيعي لأن يكون له ميل الى الاتجاه الصعودي من اليسار الى اليمين، وعندما يبدأل المنحنى في التحول الهبوطي فيمكن ان يكون هذا إشارة على ضعف الأوضاع الاقتصادية في المستقبل. انخفضت عوائد العشر سنوات- عوائد العامين الى ادنى مستوياتها خلال 6 اشهر يوم الأربعاء. ويكون هذا الفتور واضح أكثر إن نظرت الى عوائد الثلاثين عام – عوائد الخمس سنوات. وكان هذا الانخفاض الحد منذ فبراير بعد المؤتمر الصحفي ل” جانيت يلين” محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي الاسبوع الماضي، على الرغم من أن حصل على بعض الارتفاعات في بداية هذا الاسبوع بعد مزاد السندات لأجل 5 سنوات.
لماذا يعتبر هذا هام؟
يستحق وضع منحنى العوائد الى المراقبة لانه يدل على ان مستثمري السندات يميلون الى الاتجاه الهبوطي فيما يتعلق بالتوقعات المستقبلية الخاصة بالاقتصاد الامريكي، حيث يشرع البنك الاحتياطي الفيدرالي في دورة رفع اسعار الفائدة. ويعتبر هذا مثير للقلق لأن البنك الاحتياطي الفيدرالي هو البنك الوحيد الذي من المتوقع ان يرفع اسعار الفائدة الخاصة به بنسبة 1% مع نهاية عام 2015، وهذا ما يتحدث عنه السوق. ولا يدل هذا على الكثير فيما يتعلق بالتعافي الاقتصادي الامريكي، مما قد تكون أخبار سيئة للأصول المرتبطة بمعدل النمو الاقتصادي الامريكي مثل الاسهم والدولار. ويعتبر سوق الفوركس سوق حساس للتوقعات الخاصة بمعدل النمو ويميل الى وضع توقعاته الخاصة بمعدل النمو المستقبلي في وقت مبكر. وبالتالي إذا كان الفتور في منحنى العوائد يدل على ضعف معدل النمو في المستقبل، فإن هذا من أحد عوامل ضعف قوة الدولار.
التأثير على السوق:
كما يمكنك ان ترى فإن الفرق بين عوائد السندات لأجل 10 سنوات والدولار الأمريكي/ الين الياباني مرتبطان ببعضهما الى حد كبير. وبالتالي فإن فتور منحنى العوائد يعتبر أحد الأسباب الذي من اجلها لا يتمكن الدولار الأمريكي/ ين ياباني USDJPY من أخذ حركة جدية وهذا ما جعل ثقة المستثمر في قوة الدولار الأمريكي/ ين ياباني USDJPY في الاهتزاز. وفيما يلي سيناريوهين لا بد من مراقباتهما:
1. أن منحنى العوائد يستمر في الفتور في اعقاب ضعف البيانات الاقتصادية الأمريكي،: قد يؤدي هذا الى الضغط أكثر على الدولار الأمريكي/ ين ياباني USDJPY وقد يفتح الطريق الى مستوى 100.
1- أن يبدأ منحنى العوائد في أن يكون أكثر حدة مرة أخرى بسبب تعافي البيانات الاقتصادية الامريكي بعد ما تعرض له من تباطؤ بسبب سوء الطقس في الربع الاول: قد يكون هذا إيجابي لزوج العملة الدولار الأمريكي/ ين ياباني USDJPY وقد يفتح الطريق الى مستوى 105.44 وهو اعلى مستوى منذ 2 يناير.
الخلاصة:
- يستمر منحنى العوائد في الفتور ، محذرا مستثمري الفوركس.
- وسحدث ها عندما تبدأ عوائد السندات قصيرة الاجل في التفوق على ارتفاعات عوائد السندات طويلة الاجل ويمكن ان يدل هذا على المزيد من الضعف المستقبلي في الاقتصاد.
- ولسبريد العوائد علاقة وطيدة بزوج العملة الدولار الأمريكي/ ين ياباني USDJPY ويعتبر أحد الأسباب الذي فشل من أجلها الدولار الأمريكي/ ين ياباني USDJPY في الارتفاع مؤخرًا.
- راقب إلى أي يذهب منحنى عوائد السندات لتحصل على صورة أكثر قوة عن الدولار الأمريكي/ ين ياباني USDJPY.