شهد التداول اليوم في جلسة التداول الآسيوية وبداية جلسة التداول الأوروبية انخفاضات إضافية ، حيث استمر الاضطراب في الاسواق الناشئة في الضغط السلبي على عملات الفوركس لمجموعة الدول العشرة G10 ، حيث اخترق اليورو/ دولار أمريكي EUR/USD مستوى 1.3600 للأسفل، بينما انخفض الباوند البريطاني GBP إلى مستوى 1.6450. وقد انخفضت سلة العملات الاساسية في السوق الناشئة بداية من الليرة التركية وحتى الراند الشمال أفريقي، مما دفع بعملات دول المجموعة العشرة G10 إلى الانخفاض بسبب حالة توتر الأعصاب التي ظل عليها المستثمرون في سوق الفوركس.
وفيما يتعلق بالبيانات الاقتصادية، أضاف مؤشر مديري المشتريات الصناعي الصيني الصادر عن HSBC من المزاج السيئ لدى تجار الفوركس، حيث سجل هذا المؤشر انخفاضًا من مستوى 49.5 إلى 49.6 في بداية الشهر. وكان هذا أول تدهور في أوضاع التشغيل في الصين منذ يوليو 2013. وبموجب ما جاء في هذا المؤشر، انخفضت طلبيات التصدير للشهر الثاني على التوالي، وانخفضت مستويات التوظيف في القطاع الصناعي في الصين للشهر الثالث على التوالي، مع انكماش قوائم الرواتب بأسرع معدل لها منذ مارس 2009.
وبشكل عام، أظهر هذا التقرير تباطؤ واضح في النشاط الصناعي في الصين وأفاد بأن معدلات الطلب قد تبقى متضائلة في المستقبل القريب. وبالفعل بدأ بعض المحللين في تخفيض توقعاتهم بشأن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني، حيث توقعت شركة “كريدي سويس” الائتمانية السويسرية أن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول سوف يتوسع بنسبة 1.5% فقط، وبما يعادل سنويا نسبة 6%، وذلك مقابل التوقعات السابقة عند 7.4%.
ولا شك بأن هذا التقليص الملحوظ في توقعات معدل النمو الاقتصادي الصيني يستمر في الضغط على الأصول ذات المخاطر العالية، حيث يقوم التجار بتعديل توقعاتهم الخاصة بمعدل النمو الاقتصادي. وقد قرر البنك النيوزلندي يوم أمس عدم تغيير أسعار الفائدة ويعود سبب هذا تحديدًا إلى الاضطرابات في الاسواق الناشئة وتباطؤ معدل النمو في منطقة آسيا والمحيط الهادي. على الرغم من أن الوضع الاقتصادي في نيوزلندا متفوق بالمقارنة مع استراليا، وعلى الرغم من أن المسؤولين في البنك الاحتياطي النيوزلندي مستمرين في إصرارهم على ان رفع سعر الفائدة سيكون قريبًا، إلا أننا لا نزال متشكيين بدرجة كبيرة في ان السلطات النقدية في العاصمة النيوزلندية “ويلنجتون” سيطلقون شرارة رفع اسعار الفائدة إن لم يتحسن الوضع الاقتصادي الحالي في المنطقة.
وفي أخبار اقتصادية أخرى، أظهرت بيانات البطالة الألمانية أن هناك تحسن إضافي في البطالة والتي سجلت -28 ألف مقابل التوقعات بقراءة -5 ألف، بينما انخفض معدل البطالة الى 6.8% مقابل التوقعات بقراءة 6.9% ولكن تجاهل السوق هذه الأخبار، حيث ظلت معدلات الثقة في العملات ذات المخاطر المنخفضة مسيطرة على التداول في بداية جلسة التداول الاوروبية. على الرغم من ذلك، ظلت هناك معدلات طلب جيدة على اليورو، حيث يستمر معدل النمو الألماني في دعم هذه العملة الموحدة على الرغم من الاضطرابات الموجودة في أماكن أخرى.
في جلسة التداول الامريكية اليوم، سيكون التركيز موجه إلى تقرير الناتج المحلي الإجمالي، والذي يتوقع السوق أن يسجل قراءة 3.3% مقابل القراءة السابقة عند 4.1% قد يكون هذا التقرير محركًا لأسعار السوق إن جاء عند أو أقل من 3%، حيث ستجدد هذه القراءة من المخاوف من ان معدل النمو الاقتصادي الامريكي يتباطأ بشكل ملحوظ كما كان عليه في بداية تقليص البنك الاحتياطي الفيدرالي لمشتريات الاصول. ويوم أمس، لم يكن رد فعل الدولار الامريكي/ الين الياباني USD/JPY إيجابيًا لقرار البنك الاحتياطي الفيدرالي بالتقليص المستمر لبرنامج التسهيل الكمي، وإن جاءت البيانات الاقتصادية الامريكية اليوم مخيبة للآمال، فقد ينخفض هذا الزوج تحت مستوى 102.00 مرة أخرى.