ضعف بيانات مؤشر مديري المشتريات من منطقة اليورو اليوم وتأثيرها على اليورو

سجل اليورو  أعلى مستويات جديدة خلال عامين خلال جلسة التداول الآسيوية اليوم، ولكن سرعان ما تراجع بعد الاخبار التي جاءت من مؤشر مديري المشتريات من منطقة اليورو والتي دلت على انكماش مفاجئ في النشاط الاقتصادي في المنطقة. ارتفع اليورو/ دولار أمريكي الى اعلى مستوى له عند 1.3833 في آخر جلسة التداول الآسيوية حيث ساعد كلا من ارتفاع معدلات الرغبة في المخاطرة وضرب نقاط وقف الخسارة حول مستوى 1.3800 على اندفاع هذا الزوج الى مستويات اعلى وسط ضعف حجم التداول في جلسة تداول طوكيو.

ولكن سرعان من عكس هذا الزوج اتجاهه بعد ان جاءت نتيجة مؤشر مديري المشتريات من منطقة اليورو بانخفاض يدل على التباطؤ الاقتصادي وخاصة في قطاع الخدمات في منطقة اليرو. جاء مؤشر مديري المشتريات بقراءة ضعيفة بشكل عام على كافة القطاعات، حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات بالقطاع الصناعي الفرنسي الى ما دون مستوى 50 والذي يمثل الحد الفاصل بين الانكماش والازدهار ، منخفضا الى مستوى 49.4 من 50.3 بينما انخفض  نشاط قطاع الخدمات في فرنسا الى 50.2 من 51.2. وفي ألمانيا، تمكن القطاع الصناعي من إقبات بعض القوة نسبيا حيث سجل مؤشر مديري المشتريات الصناعي في ألمانيا مستوى 51.5 مقابل التوقعاتب نسبة 51.6، ولكن انخفض قطاع الخدمات في هذا المؤشر بحدة الى 52.3 مقابل التوقعات بقراءة 53.8.

وبشكل عام، ظل مؤشر مديري المشتريات في منطقة اليورو مستقرا في القطاع الصناعي عند مستوى 51.3 مقابل التوقعاتب قراءة 51.4، ولكن انخفض في قطاع الخدمات الى 50.9 مقابل التوقعات بمستوى 52.3. ويعتبر هذا هو الشهر الاول من انخفاض هذا المؤشر منذ مارس 2012، كما يعتبر أكبر مخالفة للتوقعات منذ أكتوبر العام الماضي. تدل هذه الأخبار على ان التعافي الاقتصادي في منطقة اليورو قد يبدأ في التوقف وعلى أن الارتفاع الاخيرة في عملة اليورو قد يفاقم من هذا الاتجاه.

لا يبالي البنك المركزي الأوروبي إلى الآن بقوة اليورو، ولكن قد يغير ماريو دراجي محافظ البنك الأوروبي من لهجته  في المؤتمر الصحفي الشهر القادم إن أشارت توقعات البنك المركزي ان التعافي الاقتصادي يواجع خطر التباطؤ. أشار العديد من المحللين الى أن جزء من قوة اليورو يعود الى حقيقة أن البنك المركزي الأوروبي يقلص من ميزانيته العمومية بشكل هادئ ولكنه ثابت في الوقت الذي تقوم البنوك المركزية في البنوك المركزية الثلاثة الكبرى الأخرى بتوسيع ميزانياتها. وبالتالي سيكون من المهم ان نرى إذا ما سيفترض دراجي موقف أكثر تكيفا في اجتماع الشهر القادم.

في الوقت ذاته، انخفض اليورو/ دولار دون مستوى 1.3800 في أعقاب هذه الأخبار، ولكنه تمكن من إيجاد مشترين  قبل مستوى 1.3750 وظل داخل نطاق مستوى 1.3800. تستمر هذه العملة في إظهار قدر كبير من المرونة في ضوء البيانات الاقتصادية الضعيفة، ولكن إن جاء مؤشر IFO يوم غد بانخفاض كبير فقد يقوم بالتصحيح تجاه مستوى 1.3700 مع نهاية الاسبوع.

من ناحية اخرى، كان التقرير الىخر الذي صدر في وقت مبكر للغاية اليوم هو مؤشر مديري المشتريات بالقطاع الصناعي الصيني والذي ارتفع الى مستوى 50.9  من مستوى 50.5. وكان هذا هو الشهر الثالث على التوالي الذي يسجل فيه هذا المؤشر قراءة فوق مستوى الـ 50 والذي يعتبر الحد الفاصل بين الانكماش والنمو ويدل هذا على توفر قدر من الراحة بالنسبة للمستثمرين  الذين لا يزالوا متأثرين بأخبار يوم امس عن شطب الديون الكبيرة في البنوك الصينية. ارتفع الدولار الاسترالي في البداية بعد هذه الاخبار، ولكنه انخفض بعد هذا مع مرور جلسة التاول الأوروبية، وكان التداول بالقرب من ادنى المستويات اليوم، حيث لا يزال ضغط البيع مستمرا.

في الجلسة الامريكية اليوم، لا يوجد الكثير من البيانات الامريكية، حيث لن يتم الاعلان سوى عن الميزان التجاري ومعدل البطالة وبيانات المنازل الجديدة. ومن المحتمل ان تتأثر هذه البيانات باغلاق الحكومة الامريكية في الفترة الأخيرة وسيكون من الصعب توقع كيف سيكون رد فعل سوق العملات. في الوقت الحاليـ تستمر قوة الدولار الامريكي النسبية في عملها في سوق العملات وقد يسارع اتجاهه الحالي مع مرور اليوم.