زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD يفقد قبضته على المستوى 1.26
تبدو الأسواق في حالة من القلق والعصبية مع اقتراب موعد انعقاد اجتماع البنك المركزي الأوروبي ECB، وزيادة الحدود الضيقة التي جرت فيها تداولات العملات. وكان زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD قد تخلى عن مستوى 1.26 قبل موعد الغداء في جلسة تداولات لندن بعد خروج أنباء تفيد بأن أسبانيا سوف تضخ الديون بدلاً من النقد في مصرفها المتعثر “بانكيا’، وهو ما يعد قرضًا مؤقتًا قبل حصول بانكيا على صناديق الإنقاذ المصرفية EFSF/ESM التي تبلغ قيمتها 100 مليار يورو. ومع ذلك، فإن قرار استخدام الديون بدلاً من النقد يحقق أمرين: الأول، أنه يجعل عبء الديون على بانكيا أكثر سوءًا (يمكن اعتباره نتيجة سلبية)، وثانيًا، أنه يحافظ على النقد الأسباني الذي تحتاجه الحكومة الأسبانية لسداد الفواتير الأخرى ومنها قيمة سداد ديون بقيمة 20 مليار يورو سيحين موعد استحقاقها الشهر القادم (وهو ما يمكن اعتباره شيئًا إيجابيًا بشكل طفيف).
الصداع المصرفي لمدريد
كانت آخر الأخبار الأسبانية قد أدت إلى ضعف اليورو، وارتفعت السندات الأسبانية وجاءت العوائد أقل بنحو 25 نقطة أساس مقارنة بهذا الصباح. ومن الصعب قراءة ردة فعل السوق. فمن جهة نجد أن قيام مدريد بضخ 4.5 مليار يورو من الديون في بانكيا بدلاً من النقد يقلل احتمالات قيام أسبانيا بطلب مساعدة من الـ ESFS/ESM في الأجل القصير (رغم أنه على المدى الأطول نعتقد أنها ستطلب حزمة إنقاذ قبل نهاية العام)، وهو ما يجعل من المستبعد تحرك البنك المركزي الأوروبي ECB لشراء السندات الأسبانية. ومع ذلك، ومن جهة أخرى، فقد تهبط عوائد السندات السيادية مع اتخاذ الحكومة الأسبانية إجراءات للتعامل مع مشكلة بانكيا بدلاً من ترك البنك يعتمد على أموال الدولة على غرار الوضع الذي كان قائما خلال الأشهر الأخيرة. ومع ذلك، سيتعين علينا معرفة نتائج الخطوة الأسبانية بخوض القطاع المصرفي كي نعرف حجم الديون المعدومة في الميزانية العامة لبنوكها والتي من شأنها أن تعطي الضوء الأخضر لجولة أخرى من إعادة الرسملة، لذا فإن مخاطر القطاع المصرفي الأسباني لا تزال تشكل تهديدًا على قوة اليورو خلال الأسابيع المقبلة.
ارتفاع زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD يفقد زخمه، ولكن لم ينتهي
كان من بين الأخبار الأخرى ذات الوقع السلبي على اليورو هو قيام وكالة «موديز» الأمريكية بخفض التصنيف الائتماني للاتحاد الأوروبي الذي كان “إيه إيه إيه” واستبداله بنظرة مستقبلية سلبية. وهذه ليست جريرة منطقة اليورو، فالسبب هنا كان ضعف الاقتصاد البريطاني وعبء الديون الثقيلة والتي جعلت الكفة تميل في جانب خفض التصنيف الائتماني. ورغم الهبوط الحاد في عوائد السندات الأسبانية والإيطالية، إلا أن اليورو قد تخلى عن أعلى مستوياته . ومع ذلك، فإن سوق السندات تميل لقيادة الأصول الأخرى عالية المخاطر، لذا فأنا أرى أن اليورو قد يكوّن قاعدة تداول خلال الساعات المقبلة قبل أن يعيد اختبار بعض اعلى المستويات التي وصل إليها مؤخرًا. ويقع مستوى الدعم الأساسي في الزوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD عند 1.2575 نقطة – وهو يمثل خط تنكان على مؤشر الكلاود على الرسم البياني اليومي عند 1.2555. ولكن التراجع إلى مستوى 1.2575 قد يجذب بعض المهتمين بالبيع إلى مستوى 1.2610 ثم إلى مستوى 1.2640 – وهو مستوى مقاومة رئيسي بعد أن عجز المضاربون على الهبوط عن تمديد مكاسبهم إلى ما وراء هذا المستوى حتى الآن في الأيام القليلة السابقة. وقد نشأ نطاق مقاومة/بيع مشابه في زوج اليورو/ين ياباني EUR/JPY. فبعض مشتريات مكثفة من متاجر التجزئة اليابانية، تعرض الزوج لبيع مكثف عند 99.0، وقد وجد مستوى دعم جيد حتى الآن عند 98.70. وعند أقل من مستوى 98.50 – وهو قاع النطاق الراهن – سوف يقدم الزوج مستوى دعم قصير الأجل.
هل يؤدي التضخم إلى تحجيم قدرة المركزي الأوروبي على التحرك هذا الأسبوع؟
تراجعت أهمية البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع حيث جاء معظمها ثانوي الأهمية. ففي منطقة اليورو، جاءت معدلات البطالة الأسبانية أعلى من المتوقع عن شهر أغسطس حيث ارتفعت بمقدار 38.2 ألف في هذا الشهر، وهي أول زيادة منذ إبريل . كما جاءت بيانات أسعار المنتجين عن شهر يوليو أعلى من المتوقع عند مستوى 0.4%؛ وذلك مقابل التوقعات بـ 0.2%، وكان معدل الزيادة السنوية 1.8%. ورغم أن هذا يقل عن معدل المركزي الأوروبي المستهدف عند 2%، إلا أن هذه البيانات إلى جانب الزيادة في مؤشر سعر المستهلك CPI في يوليو قد تجعل المركزي الأوروبي يفكر مرتين قبل الإقدام على خفض أسعار الفائدة في اجتماعه هذا الأسبوع. ويتوقع السوق خفض أسعار الفائدة إلى 0.5% مقابل 0.75% في الوقت الحالي. وقد يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى تهدئة الأسواق في حالة لم يكن المركزي الأوروبي مستعدًا لإعلان برنامجه لشراء السندات حاليًا. ومع ذلك، فإن الجماعة الداعمة لتضييق السياسة النقدية في المركزي الألماني قد تضع حدًا لخفض الفائدة إذا ما رأت أن خطر التضخم يتهددها. لذا فترقبوا خفض أسعار الفائدة وخيبة أمل في شراء السندات من المركزي الأوروبي هذا الأسبوع. فإذا ما حدث ذلك، فإن تأثير ذلك على اليورو قد يكون سلبيًا في البداية (حيث يحتمل اختباره لمستوى 1.2450 – وهو أعلى مؤشر “ايشيموكو كلاود” على الرسم البياني اليومي – في الأجل القريب)، ولكننا قد نشهد ارتداد زوج اليورو/دولار أمريكي EURUSD مرة أخرى إلى النطاق 1.2600 مع استفادة اليورو من فارق العوائد مقابل الدولار الأمريكي USD.