تم الاعلان عن بيانات سوق العمل البريطاني اليوم والذي أظهر أن معدل نمو الاجور لا يزال قويا. لم يتغير متوسط الاجور الأسبوعي متضمنا المكافآت (ثلاثة اشهر) عن 2.3% كمعدل سنوي في يونيو مقابل التوقعات بقراءة 2.8%. وبشكل عام ارتفع معدل نمو الاجور متضمنا المكافآت من 2.3% في الربع الاول الى 2.8% في الربع الثاني. ولا يزال معدل نمو الاجور عند اعلى مستوياته منذ فبراير 2009. وسجل معدل نمو الأجور في القطاع الخاص 3.3% كمعدل سنوي.
ويدل ارتفاع معدل نمو الاجور وانخفاض التضخم على ارتفاع معدل نمو الاجور الحقيقي، والذي يقع عند اعلى مستوياته منذ سبتمبر 2007. ويقع التضخم عند مستوى منخفض بسبب انخفاض أسعار الغذاء والطاقة، ويدعم هذا الاستهلاك الشخصي وبالتالي معدل النمو الاقتصادي البريطاني.
وظل معدل البطالة (3 اشهر) في يونيو بدون تغيير عند 5.6% ، مقابل التوقعات بقراءة 5.6%. ويدل هذا على ان معدل البطالة أعلى قليلا خلال الربع الثاني بالمقارنة مع الربع الأول، بينما كان معدل البطالة عند 5.5%. وقد كان ارتفاع معدل البطالة في الربع الثاني بسبب انخفاض معدل التوظيف مع ارتفاع قوى العمل. انخفض التوظيف بمقدار 37 ألف بينما ارتفعت قوى العمل بمقدار 63 ألف في الربع الثاني. وانخفض معدل البطالة خلال شهر واحد من 5.7% في مايو الى 5.5% في يونيو، مما يدل على ان معدل البطالة قد ينخفض قي الاشهر القادمة.
وكان هناك بعضا من التحسن في سوق العمل في الربع الثاني ولكننا لا نتوقع ان يكون هذا بداية لاتجاه جديد. ونتوقع ان يرتفع معدل التوظيف خلال الارباع السنوية القادمة، حيث لا تزال النظرة المستقبلية لمعدل النمو الاقتصادي. وقد يزيد هذا من معدل نمو الأجور أكثر.
وعلى الرغم من ارتفاع معدل البطالة قليلا في الربع الثاني، إلا أنه من الجدير بالذكر أن سوق العمل يعود الى المستويات الطبيعية له، حيث تشير تقديرات بنك انجلترا (البنك المركزي البريطاني) أن معدل التوازن المتوسط الأجل في معدل البطالة يبلغ حوالي 5.5٪. وبعبارة أخرى، تضاءل الركود في سوق العمل، كما أن زيادة نمو الأجور علامة على ذلك. وفي آخر تقرير عن التضخم، أشارت تقديرات البنك البريطاني إلى أنه يوجد تباطؤ بنسبة 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي.
ويبدو ان تركيز البنك البريطاني قد تحول الى التضخم مرة اخرى في اعقاب انخفاض أسعار النفط و قوة الاسترليني، حيث لا يزال يرغب في رؤية تضخم مؤشر أسعار المستهلك (CPI) وهو يستقر/ يرتفع للأعلى قبل رفع سعر الفائدة. . وتدعم بيانات اليوم وجهة النظر بأن احتمالية رفع سعر الفائدة في تزايد حيث أن البطالة تقع بالقرب من تقديرات البنك كما ان معدل نمو الاجور لا يزال مرتفعا. ولم يعد البنك البريطاني يفكر في أن سوق العمل محط قلق اساس ولكننا نعتقد أنه من المحتمل ان يشعر براحة أكبر بشأن رفع سعر الفائدة إذا ما ارتفع معدل نمو الاجور أكثر في النصف الثاني من عام 2015.
وسوف يعتمد توقيت أول رفع سعر الفائدة من البنك البريطاني على التضخم في النصف الثاني من عام 2015. ومن المنتظر الاعلان عن قراءة التضخم لشهر يوليو في الأسبوع القادم.