يتخذ سوق العملات وضعية الانتظار والمراقبة في الوقت الحالي حيث يتحرك اليورو/ دولار بهدوء انتظارا لتصويت برلمان قبرص على الضريبة البنكية . ومن المتوقع ان يبدأ التصويت في الساعة 14:00 بتوقيت جرينتش. ومع توجه وزير المالية القبرصي الى روسيا واستمرار المناقشات بين رئيس البلاد وبين المستشارة الألمانية ميركل، لن تكون مفاجئة بالنسبة لنا إن تاخر التصويت. وتعفي مسودة هذا التشريع الودائع تحت الـ 20 الف من الضرائب، ولكننا لسنا متاكدين من القدر الذي قد يساعد به هذا الأمر، حيث سيتم فرض ضريبة على الودائع التي تفوق الـ 20 ألف على أي حال بين الـ 6.5% و 12.5% بحسب قيمة الوديعة.
وبغض النظر عن رأينا في عدالة الضريبة المقترحة، لا نتوقع ان يوافق البرلمان على الضريبة من الجولة الاولى من التصويت لأن هذا سيكون بمثابة انتحار سياسي. وبينما قول “لا” للضريبة قد يعني انتحار اقتصادي، إلا ان رفضها سيعطي حكومة قبرص مبرر لبدء المناقشات مع بقية منطقة اليورو لايجاد طرق اخرى لزيادة العوائد. وبالتالي في حالة عدما لتصويت اليوم على الضريبة البنكية قد لا يندفع اليورو/ دولار فورا الى الاسفل. وتدل قلة الامتداد في الخسائر لليورو/ دولار اليوم او استمرار الخسائر للاسهم الاوروبية على ان المستثمرين يتعاملون مع الازمة جيدا ولكننا نفكر في المدى الذي قد يستمر عليه هذا الاستقرار.
في الوقت ذاته، تما لاعلان اليوم عن تصاريح البناء الامريكية والمنازل الامريكية المبدؤ بناؤها وكانت البيانات متضاربة. فقد ارتفعت المنازل المبدؤ بناؤها بنسبة 0.8% في شهر فبراير، وهو ارتفاع فقير للغاية بعد انخفاضه بنسبة 7.3% في الشهر الاسبق. وارتفعت تصاريح البناء الامريكية بنسبة 4.6%، مرتفعة من الهبوط بنسبة 0.6% الذي سجلته خلال يناير. وبأخذ القراءاتا لمعدلة للشهر السابق في عين الاعتبار، نجد ان البيانات ليست بهذا السوء لأن كلا من التصاريح والمنازل المبدؤ بناؤها قد ارتفع ، إلا أن الارتفاع لم يكن هائل الامر الذي يعزز من اعتقادنا ان التعافي الاقتصاجي الامريكي يفتقر الى الزخم خلال شهر مارس. واليوم تأتي بيانات السوق العقاري الأمريكي بعد انخفاض ثقة المستهلك الاسبوع الماضي وانخفاض ثقة البنّائين يوم امس. ويتوافق هذا مع الشكوك حول أن تكون قبرص سبب للحذر من البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يجتمع يوم غد.