اصطدمت الأسواق المالية خلال جلسة التداول يوم الخميس بارتفاع مستويات التذبذب بعد التصريحات غير المتوقعة من البنك المركزي الأوروبي حول إطلاق العنان لإجراءات التحفيز الاقتصادي الحادة كمحرك لمعدل نمو الاقتصاد في منطقة اليورو. في هذه الحالة احترم ماريو دراجي تعهده بفعل ما يجب عليه أن يفعله في محاولة منه لخوض هذه المعركة الخطيرة بسبب الانكماش من خلال خفض أسعار الفائدة الرئيسية إلى 0٪، مما دفع أسعار الفائدة على الودائع إلى 0.4٪ والتوسع في شراء السندات إلى 80 مليار يورو في محاولة لزيادة التضخم. وتم تنفيذ هذه الإجراءات مع سلسلة جديدة من عمليات إعادة التمويل طويلة الأجل، مما عزز الموقف المتشدد من البنك المركزي الأوروبي (ECB) وقدّم هذا إلهام لليورو للانهيار بأكبر معدل منذ أكتوبر.
وعلى الرغم من المشهد الايجابي الذي احاط بالاسواق العالمية بعد قرار قطع اسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي (ECB)، تلاشت هذه الايجابية سريعا بعد ما قاله ماريو دراجي في المؤتمر الصحفي بأنه لا يكون هناك المزيد من القطع في اسعار الفائدة. وقد أحبطت تعليقاته هذه اي محاولات لليورو بالارتفاع حيث تجاهل المستثمرون الرهانات على اتخاذ البنك المركزي المزيد من الإجراءات مع تزايد المخاوف بشأن عدم وجود زخيرة لتحفيز معدل النمو الاقتصادي في منطقة اليورو. ولا بد أن نفهم أن البنك المركزي الأوروبي (ECB) قد فشل في إضعاف اليورو بينما تراجعت الثقة في قدرة البنك المركزي الأوروبي (ECB) لأن مثل هذه الإجراءات تتم ترجمتها الى حالة من الإحباط. وكما كان متوقع فقد كرر دراجي لهجته المؤيدة للسياسة النقدية الميسرة ولكن لم يقل شيئا وبالتالي قد يستمر بائعي اليورو في السيطرة على اسواق العملات العالمية.
وبالحديث عن اسوق العملات فقد سجل اليورو ادنى مستوى له عند 1.08 قبل ان يرتفع الى 1.121 وهذا يحوّل هذا الزوج الى الاتجاه الايجابي من الناحية التقنية على الرسم البياني اليومي. ومع تراجع التوقعات بمزيد من القطع في اسعار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي (ECB) في المستقبل، يصبح لدى المستثمرين المؤيدين للاتجاه الصعودي فرصة لدفع اليورو/ دولار أمريكي EURUSD تجاه مستوى 1.135. ومن المنظور الفني، يقع تداول الأسعار في الوقت الحالي فوق المتوسط المتحرك البسيط (SMA) لـ 20 يوم و 50 يوم، بينما يتقاطع الماكد في الاتجاه الصعودي. وقد تصبح المقاومة السابقة مستوى دعم قوي وقد يشجع هذا على المزيد من الانخفاض تجاه مستوى 1.135 .
خام غرب تكساس الوسيط (WTI) يتجه الى 40 دولار
رغم كل الصعاب استمر خام غرب تكساس الوسيط (WTI) في الارتفاع مقتربا من مستوى 40 دولار للبرميل على الرغم من التقارير التي اشارت الى ان مخزونات النفط الخام الامريكي قد سجلت اعلى مستويات لها خلال هذا الاسبوع. وكان رد فعل السوق غير المتوقع قد أجبر أسعار النفط على التواجد في بيئة تداول عالية التذبذب بسبب التوقعات بقطع معدلات الانتاج النفطي. وبغض النظر عن الارتفاعات الاخيرة قصيرة الأجل، لا تزال هذه السلعة هبوطية ومن المتوقع ان تتراجع جاذبية المستثمر بسبب الاستمرار في ارتفاع معدلات العرض في الاسواق النفطية المشبعة بالفعل. ومع تراجع التوقعات بأن تقوم منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) بعق اي اجتماعات عن مستوى الإنتاج قبل مشاركة ايران، اصبح لدى البائعين الفرصة لدفع الاسعار الى 35 دولار. ومن المنظور الفني يعتبر مستوى 40 دولار مستوى حرج وحاسم ويحتاج البائعون للدفاع عن هذه المقاومة لتكون لديهم الفرصة لدفع خام غرب تكساس الوسيط (WTI) الى 35 دولار للبرميل او ربما اقل من ذلك.