لا يوجد الكثير لنكتبه في تقريرنا اليوم بعد أجازة الأسبوعية الهادئة التي مرت الأسواق المالية بها، حيث أغلقت الجلسة الأمريكية والأوروبي في راحة تامة من التداول. ولكن سوف نلقي الضوء على البيانات الاقتصادية الهامة لهذا اليوم بعد عودة التجار من أجازتهم.
مبيعات التجزئة الأمريكية
تزايدت معدلات التسوق في الأيام الأخيرة من الكريسماس، وأصبح بائعي التجزئة أكثر إحباطا مع إفراغهم لما لديهم من مخونات بخصومات كبيرة جدا، وقد يؤدي هذا في النهاية إلى ارتفاع معتدل في معدلات نمو المبيعات بشكل عام، إلا أن هوامش الربح قد تكون منخفضة. ومن المحتمل استمرار هذه الفكرة حتى بداية العام الجديد، حيث أن استمرار تراجع الطلب في القطاع الخاص قد يعني ضعف طلب المستهلك، على الرغم من أن إدارة اوباما قد فعلت كل ما في وسعها لدفع الاقتصاد حتى انتخابات نوفمبر. ومن المحتمل أن تظهر المحاولات القادمة من إدارة اوباما خل الأسابيع القادمة، حيث انه لا يوجد أمام الرئيس الأمريكي والكونجرس سوى شهرين من تمديد فترة قطع الضرائب، وسوف تظهر الإجراءات الأخرى بعد الأول من يناير القادم. ومن الجدير بالذكر أن الموازنة الأمريكية كانت محط الأنظار الأساسي في الأشهر الأخيرة وقد يبقى الحال كما هو الآن، وذلك مع اعتبار انعدام التوازن المالي الذي تعاني منه أمريكا، كما هو الحال مع أي دولة أوروبية أخرى.
تركيز كبير على اليورو
تشير التقارير الأسبوعية الخاصة بالصفقات في العقود المستقبلية الأمريكية إلى تركيز المضاربة لصالح ضعف اليورو، بينما تتضارب الصفقات الخاصة بالعملات الأخرى. على سبيل المثال، تركز الأسواق على شراء الدولار الأمريكي أمام بعض العملات، بينما تركز على بيع الدولار الأمريكي مقابل عملات أخرى (فقط مقابل الين الياباني والدولار الاسترالي). وفي الحقيقة فإن الحركة الهبوطية لليورو قد سجلت رقم قياسي في الأسبوع قبل الماضي، لتتجاوز صفقات اليورو 113.8 ألف عقد الذي كانت قد سجلته في مايو 2010، وذلك بعد انهيار الاقتصاد الأمريكي. إلا أن الصفقات الخاصة باليورو قد ارتفعت في يونيو وبدأ الارتفاع الحقيقي في كمية هذه الصفقات عندما وصل السعر حول مستوى 1.20.
يظهر من خلال هذا أن التركيز بين التجار يتجه على اليورو في المقام الأول، وقد يكون الانتقال إلى العام الجديد هو شرارة تقليل هذه الصفقات المتعلقة باليورو والتركيز على عملة أخرى. لكن هل هذا يعني أن اليورو دولار أمريكي معرض لارتفاع حاد؟ لا شك بأن هذا سيكون هو الوضع إن كنا نؤمن بأن التاريخ يعيد نفسه. فقد يتحسن أداء تداول اليورو على نحو مفاجئ مع بداية العام الجديد لفترة ما، إلا أن هذا الأداء المتفوق قد يظهر بشكل أوضح في الأزواج التقاطعية مثل اليورو دولار استرالي وذلك إن شهدنا الاتحاد الأوروبي قادرا على الحفاظ على عوائد الديون السيادية في بيئة تتراجع فيها معدلات الرغبة في المخاطرة ويبتعد التركيز فيها عن أوروبا متجهين إلى مخاطر ضعف الاقتصاد الصيني. ومن الجدير الذكر أن اليورو دولار استرالي قد سجل أدنى مستوى جديد له تحت 1.30