ارتفع تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي بمقدار 200.000 في أكتوبر، حيث ارتفعت معدلات التوظيف في وظائف موصلي السلع إلى المنازل وذلك لتلبية مبيعات التجزئة المتعلقة بالأجازة والتي كانت تتم عبر الانترنت. وانخفض معدل البطالة إلى مستوى 8.5%.
وبينما يعتبر الارتفاع في التوظيف الأمريكي بمقدار 200 ألف ارتفاع يتجاوز التوقعات، إلا أن هذا التقرير كان مدعوم من بعض العوامل المؤقتة والموسمية وذلك بعد قراءة معدلة هبوطية للشهرين السابقين. وتعود هذه الزيادة في ديسمبر إلى ثلاث صناعات، تتضمن سعاة البريد وموصلي السلع إلى المنازل، والتي تضمنت 42.000 وظيفة. وكان هذه الارتفاعات قد شهدها تقرير التوظيف في هذه الوظائف تحديدا خلال العامين الماضيين، والمعتاد انه يكون هناك انعكاس هبوطي في الشهر التالي. وقد تتأثر عمليات التوظيف في مبيعات التجزئة وقطاع الإنشاءات بعوامل مؤقتة. فقد زادت الوظائف في قطاع التجزئة بمقدار 27.900 ومعظم الزيادة كانت في المتاجر الكبيرة ومحلات الملابس. وقد ارتفعت الوظائف في قطاع الإنشاءات بمقدار 17.000. وباستثناء وظائف سعا ة البريد والوظائف في قطاع مبيعات التجزئة وقطاع الإنشاءات، ارتفع تقرير التوظيف بغير القطاع الزراعي بمقدار 112.900 في ديسمبر، وبالتالي فإن قراءته هذه تعتبر قريبة من قراءة شهر نوفمبر وشهر أكتوبر والتي جاءت عند 100.000 و112.000 على التوالي.
وحتى بالرغم من هذه العوامل الموسمية المؤقتة التي تؤثر على القراءة الفعلية لتقرير التوظيف، نجد أن الوظائف قد تحسنت بشكل معتدل خلال شهر ديسمبر. وزادت الوظائف في القطاع الصناعي بمقدار 23 ألف خلال هذا الشهر، مع وجود ارتفاعات قوية في منتجي السيارات، والآلات وأجهزة الكومبيوتر، والمنتجات الإلكترونية. وقد ارتفع متوسط ساعات العمل الأسبوعية في القطاع الصناعي بنسبة 0.2% في ديسمبر، وذلك بعد أن سجل في الشهر السابق انخفاض بنسبة 0.5%. وارتفعت ساعات العمل الكلية في القطاع الصناعي بنسبة 0.5%، الأمر الذي ينذر بالخير بالنسبة للإنتاج الصناعي. وقد ارتفعت ساعات العمل هذه أكثر في قطاع التعدين وقطاع الإنشاءات، مرتفعة بنسبة 1.2% و1.1% على التوالي. وقد ارتفعت ساعات العمل الإجمالية بنسبة 3.2% كمعدل سنوي وذلك في الربع الرابع من العام، وهو ثالث ربع سنوي ايجابي منذ انتهاء الركود، ويتزامن هذا مع توقعنا بارتفاع الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الرابع بنسبة 3.7%.
ومن المتوقع أن يكون ارتفاع الوظائف في القطاع الصناعي وساعات العمل سبب في دعم معدلات الدخل. وقد ارتفع متوسط الأجور في الساعة بنسبة 0.2% في ديسمبر وارتفعت الأجور الأسبوعية بنسبة 0.5%، مما يعكس ارتفاع ساعات العمل. وكانت هذه الانبء الجيدة عن الأجور قد ساعدت على انعكاس بعض القراءات الضعيفة السابقة. وخلال الست أشهر الأخيرة ارتفعت معدلات التوظيف بنسبة 43% فقط في الصناعات ذات الأجور المنخفضة مثل مبيعات التجزئة والترفيه والتوظيف المؤقت و الرعاية الصحية المنزلية.
يبدو أن الانخفاض في معدل البطالة خلال شهر ديسمبر أمر حقيقي تماما على الرغم من انخفاض الأشخاص الذين يعتبرون من القوى العاملة بمقدار 50.000. وقد استمرت معدلات البطالة في الانخفاض خلال النصف الثاني من عام 2011، إلا أن الوظائف المدنية قد ارتفعت بمقدار 1.4 مليون بالمقارنة مع معدل نمو الكثافة السكانية التي كانت تبلغ 1.1 مليون نسمة في نفس الفترة. وقد انخفض عدد العاطلين عن العمل بمقدار 927.000 منذ شهر يونيو، بينما ارتفع عدد الأشخاص الذين لا يعتبرون من القوة العاملة إلى 617.000.