يبدو وكأن المستثمرين قد قاموا بشراء الدولار الامريكي بقوة بعد بيان السياسة النقدية من اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يوم امس، ولكن لم تتحرك أيًا من أزواج العملات الاساسية اكثر من0.5%. وقد يفاجأ بعض الاشخاص من ان الدولار قد ارتفع بشكل عام. فلم يغير البنك الاحتياطي الفيدرالي السياسة النقدية وكانت هناك تغيرات دقيقة فقط في البيان ولكن مع ذلك ارتفع الدولار الامريكي، وتعرضت الاسهم للبيع وارتدت عوائد السندات للأعلى من أدنى المستويات حتى اغلقت التداول يوم امس بارتفاع مقداره 3 نقطة اساس. ويدل هذا الاداء المتناسق في مختلفالأصول على ان الرسالة من البنك المركزي واضحة. لذلك دعونا نلقي نظرة على ما قالوا أو ما لم يقولوه بمعنى أصح حتى عاد المستثمرون الى العملة الامريكية.
وفقا لبيان اللجنة الفيدرالية ، لا يعتبر البنك الاحتياطي الفيدرالي قلقا بشأن تباطؤ معدل نمو الوظائف – في واقع الأمر يشعر الاعضاء في البنك أن أوضاع سوق العمل قد تحسنت. ولم يذكر أيًا من النتائج المخيبة للآمال التي جاءت بهاب يانات التوظيف بغير القطاع الزراعي في الآونة الأخيرة أو احتمالات ضعف معدل نمو التوظيف في أكتوبر. وقال البنك أن معدل البطالة لا يزال مرتفعا ولكن هذا الأمر ليس متغير عن البيانات السابقة من اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. الاكثر اهمية من هذا، لم يعد البنك المركزي قلقًا بشان الاوضاع المالية الضيقة، و والتي قد تؤدي الى تباطؤ معدل التعافي الاقتصادي. وفي ظل ارتفاع الاسهم وانخفاض عوائد السندات،، وتحسن اوضاع السوق المالية، انتهت المخاوف الحالية لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي بشان ارتفاع اسعار الفائدة على القروض العقارية. ولم يذكر البنك الاحتياطي الفيدرالي أنه من المفترض تأجيل تقليص مشتريات الاصول حتى 2014. وبدلا من هذا فسوف يستمر البنك في مراقبة البيانات القادمة ويقوم بتقييم إذا ما كانت هذه البيانات مناسبة لتعديل مستوى مشتريات الاصول، مما قاد بعض المستثمرين للاعتقاد بأنه لا تزال هناك فرصة بتقليص مشتريات الاصول خلال هذا العام. ونعتقد أن البنك المركزي سوف ينتظر حتى مارس 2014 قبل أن يتخذ مثل هذا القرار ولكن مجرد احتمالية تقليص المشتريات في ديسمبر مهما كان صغر حجم هذا التقليص كان كافيا لدفع الدولار الامريكي للاعلى. والخلاصة ان الدولار قد ارتفع للأعلى لأن بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لم يكن سلبيا كما توقع السوق بل أنه قد تضمن بعض اشارات من التفاؤل.
عندما يتعلق الأمر العملات،فإن التوقعات أمر في غاية الاهمية للدخول في الصفقات. فقد زاد العديد من المستثمرين من صفقات بيع الدولار الامريكي بعد اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في سبتمبر على أمل أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يقوم بتقليص مشتريات الاصول حتى عام 2014. من خلال ترك الخيار مفتوحا أمام تقليص مشتريات الاصول بالقرب من اجتماع ديسمبر، شعر البنك الاحتياطي الفيدرالي بالخوف من أن يقوم بعض هؤلاء المستثمرين بضغط صفقاتهم اكثر. ولن نفاجئ إن امتد الدولار الامريك يفي ارتفاعاته اليوم ولكن نظرا الى ان البنك المركزي لم يقرر حتى الآن توقيت تقليص مشتريات الاصول وتغيير السياسة النقية، لا نتوقع ان يكون هناك اي اختراقات سعرية في العملات اليوم. وهناك طريقة أخرى للنظر الى هذا وهي ان نطاقات التداول الاخيرة قد تظل بدون اختراق حتى التقرير القادم للتوظيف الامريكي بغير القطاع الزراعي يوم الجمعة. من المقرر اليوم الاعلان عن مؤشر مديري المشتريات من شيكاغو بالاضافة إلى تقرير طلبات إعانة البطالة الأسبوعية. وهناك فرصة معقولة بأن ينتقل الضعف الذي شهدناه في نشاط الصناعات التحويلية في فيلادلفيا ونيويورك الى شيكاغو، الأمر الذي سيكون سلبيا بالنسبة للدولار.