بيانات بريطانية سلبية وانتظار لأخبار أمريكية جديدة اليوم

انخفض اليورو خلال الفترة الصباحية من الجلسة الاوروبية في أعقاب النتيجة الأسوأ من التوقعات التي جاء بها مزاد السندات الأسبانية، إلا أنه قد تمكن من الاستقرار وتعويض كل ما تكبده من خسائر اعتمادًا على الأخبار التي جاءت بأن صندوق الاستقرار المالي الأوروبي قد يخصص أمولاً لشراء سندات حكومية أسبانية. وقد تم عرض السدات الحكومية الأسبانية المستحقة عام 2014 بعائد 5.0302% مقابل 4.483% في يونيو، مع انخفاض معدل تغطية العرض بشكل ملحوظ لى 1.90 من 4.26 التي كان عليها في الفترة السابقة.

 

وقد ادت هذه الاخبار الى انخفاض اليورو/ دولار باتجاه مستوى 1.2260 الا ان هذا الزوج قد استقر وتعرض لارتفاع ناتج عن عمليات البيع على المكشوف، مرتدًا بذلك الى مستوى 1.2300، حيث استمرت اسواق العملات في تجاهل اتساع الفجوة بين التمويل شمالا وجنوبًا. وفي الوقت ذاته، ومع استمرار تكاليف التمويل في أسبانيا في الارتفاع، تمكنت فرنسا من عرض سنداتها المستحقة في عام 2016 بعائد 0.53% مقابل ما كنت عليه في يناير عند 1.89%.

 

وكان جزءًا من سبب التفاؤل التي كانت عليه الأسواف في أواخر الفترة الصباحية اليوم يعود الى نشر مسودة مشروع التفاهم التي أشارت الى ان صندوق الاستقرار المالي الأوروبي سيكون قادرًا على شراء السندات الأسبانية والديون الثانوية من أجل الحفاظ على استقرار اسواق الائتمان الايبيرية المضطربة. ويبدأ المسؤولون الماليون في منطقة اليورو في إدراك أن الوضع الحالي ببساطة هو وضع غير قابل للاستمرار بهذا الشكل، وأن الاقتصاديات الأوروبية الجنوبية سوف تتطلب ارتياح فوري من الديون إن أرادت البقاء في الاتحاد الأوروبي. إلا أنه على الرغم من التقدم الذي أُحرِز في محادثات صندوق الاستقرار المالي الأوروبي، لا يزال السؤال المطروح هو إذا ما سيكون التمويل المحتمل بالقدر الكافي لتهدئة الأوضاع في أسواق الائتمان في المستقبل.

 

ومن انحية اخرى، سجلت مبيعات التجزئة البريطانية اليوم قراءة دون التوقعات عند 0.1% مقابل التوقعات بنسبة 0.6%، حيث أثرت العوامل المتعلقة بالطقس على معدلات الطلب على السلع خلال شهر يونيو في بريطانيا. وباستثناء وقود السيارات، ارتفعت مبيعات التجزئة في بريطانيا بنسبة 0.3% كمعدل شهري وبنسبة 2.2% كمعدل سنوي. أما مبيعات الأغذية على وجه الخصوص فقد كان انخفاضها هو الأكثر حدة، حيث سجلت انخفاض بنسبة 0,7% ، حيث ابتعد المتسوقون عن المتاجر بسبب عزارة الأمطار بأكبر قدر لها خلال يونيو منذ عام 1910. وبدون هذا الانخفاض الحاد في مبيعات الأغذية، لكانت مبيعات التجزئة بشكل عام قد ارتفعت بمعدل كبير، ويظهر ذلك من خلال قراءة مبيعات التجزئة البريطانية باستثناء الاغذية والتي سجلت قراءة 1.2%، حيث سجلت كل البنود ارتفاعًا خلال هذا الشهر.

 

وتدل هذه الأخبار على ان طلب المستهلك في بريطانيا قد يستقر، إلا أن ضعف النتائج بشكل عام قد يكون له على الرغم من ذلك تأثير سلبي على الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، وسوف يؤدي هذا الى استمرار موقف البنك المركزي البريطاني المؤيد للتسهيل الكمي في المستقبل القريب. وكرد فعل لهذه الاخبار الاقتصادية، تعرض الباوند لعمليات بيع مكثفة، منخفضًا بمقدار 30 نقطة تقريبًا في أعقاب هذا الإعلان، الا أنه ظل قويًا نسبيًا في ضوء حركة الأسعار الداعمة من الاسهم. وإن استمرت معدلات الرغبة في المخاطرة في الارتفاع في الجلسة الامريكية، فقد يندفع الباوند/ دولار أمريكي الى حاجز الـ 1.5700 مع مرور اليوم.

 

وخلال الجلسة الأمريكية اليوم، ستكون الاسواق في انتظار الاعلان عن مبيعات المنازل الامريكية الموجودة ومؤشر فيلادلفيا الصناعي الفيدرالي، حيث يتطلع التجار الى أي تحسن هامشي من هذه الأخبار. وقد تحصل العملات مرتفعةا لعوائد في سوق الفوركس على المزيد من الدعم في وقت لاحق اليوم بسبب تحسن معدلات الرغبة في المخاطرة وتجدد الآمال بشأن صندوق الاستقرار المالي الأوروبي، خاصة إن جاءت الاخبار الاقتصادية الامريكية داعمة لهذا، إلا أننا لازلنا نعتقد أن حركة الارتفاع الاخيرة هي نتيجة لعمليات البيع على المكشوف، حيث من غير المحتمل ان تتلاشى مشاكل الديون السيادية في منطقة اليورو في أي وقت قريب، وسوف تكون سبب في المزيد من الضغط الهبوطي على اليورو.

 

Exit mobile version