اخبار اقتصادية

انعطافات وتقلبات حادة في الدولار الأمريكي بعد تقرير التوظيف

 

شهدنا يوم الجمعة قدر غير طبيعي من التقلبات في زوج العملة الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY حيث اغلقت العملة الأمريكية على ارتفاع مقابل الين الياباني JPY. وكانت هذه الانعطافات والتقلبات في الدولار الأمريكي بسبب التعارض بين العوامل الاقتصادية والعوامل السياسية.  ففي صباح يوم الجمعةـ أدى ضعف تقرير العمل بما يزيد عن التوقعات إلى دفع الدولار الأمريكي للانخفاض مقابل جميع العملات الأساسية، ولكنه ارتد بعد ذلك من أدنى مستوياته بعد توقيع الرئيس الامريكي دونالد ترامب على إجراءات تنفيذية تحدد إطار التشريعات المالية لـ  Dodd-Frank وقد وصف الديمقراطيون هذا بأنها هدية لبورصة وول ستريت، حيث ارتفع تداول الأسهم للأعلى.   كان التحسن في معدلات الرغبة في المخاطرة قد أطلق شرارة الانعكاس السعري في زوج العملة الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY ولكن أغلقت العملة الأمريكية بدون تغيير/ على انخفاض مقابل جميع العملات الأساسية فيما عدا الاسترليني.  وكان هذا أسبوعًا عصيبًا على العملة الأمريكية، حيث دعا الرئيس الامريكي دونالد ترامب الدول الأخرى بإيقاف إضعاف عملاتها.  وقد هدد بإدراج بنود خاصة بالتدخلات في العملة في المعاملات التجارية الثنائية، وانتقد فريقه ألمانيا بسبب إضعاف اليورو.  وبينما ارتفع تقرير التوظيف الأمريكي بغير القطاع الزراعي بأقوى معدلاته خلال 4 أشهر، تباطأ معدل نمو الأجور وارتفع معدل البطالة إلى 4.8%.  وجاءت البيانات الاقتصادية بنتائج متضاربة بشكل عام، حيث انخفض مؤشر ثقة المستهلك، وارتفع الدخل الشخصي بما يقل عن التوقعات بينما تسارع ارتفاع معدل الإنفاق الشخصي مع ارتفاع معدل نشاط قطاع الخدمات وقطاع الصناعات التحويلية.  ولسوء الحظ، تسبب ضعف معدل نمو الأجور في استبعاد احتمالية رفع سعر الفائدة في شهر مارس في الوقت الحالي، خاصة في ضوؤ وجهات النظر الأقل ميلاً إلى تضييق السياسة النقدية من البنك الاحتياطي الفيدرالي.   وأدت النتائج المتضاربة من هذا التقرير مع غياب التفاؤل بشكل واضح إلى تضرر الدولار الأمريكي، وقد يبقى تحت الضغط المستمر خلال هذا الأسبوع أيضًا. وستكون أكثر البيانات أهمية هذا الأسبوع هي تقارير ثانوية، حيث سيتم الإعلان عن الميزان التجاري و مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي من جامعة ميتشجان.  ونتيجة لذلك، من المحتمل أن يحصل الدولار الأمريكي على إشارات تداوله من سياسات ترامب ، وتعليقات ووجهات نظر رؤساء البنك الاحتياطي الفيدرالي “هاركر” و “وبولارد” و “إيفانز”.

 

وقد قام البنك الياباني ببعض الأمور الجديرة بالذكر.  فقد قرر البنك الياباني الحفاظ على أسعار الفائدة بدون تغيير في بداية الاسبوع ولكن في يوم الجمعة ، قرر البنك شراء سندات أقل من التوقعات مما دفع الين الياباني للاعلى ثم دفع البنك الياباني الين للأسفل بعد اعلانه عن خلال بشراء كمية غير محدوة من سندات االحكومة اليابانية للوصول إلى المستوى المستهدف لقراءة مؤشر أسعار المستهلك (CPI) في أقرب وقت ممكن، وذلك وفقًا إلى تصريحات كورودا محافظ البنك الياباني.  وتعتبر إجراءات البنك المركزي سلبية للسندات اليابانية الحكومية وسلبية للين الياباني وستكون عاملا يساعد على دعم الدولار الأمريكي/ الين الياباني USD/JPY.

 

 كان الاسترليني هو العملة الوحيدة ذات الاداء الأسوأ من الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي.  وبينما كانت خسائره محدودة مقابل العملة الأمريكية إلا أنه تعرض الى خسائر حادة مقابل الين الياباني و الدولار الاسترالي والدولار الكندي.  وقد كانت كل التقارير الاقتصاية تقريبًا مخيبة للآمال حيث تباطأ نشاط كل من قطاع الخدمات وقطاع الإنشاءات وانخفض ائتمان المستهلك البريطاني.   وتعتبر هذه هي التأثيرات المبكرة لقرار البريطانيين بالرحيل عن الاتحاد الأوروبي، وم المتوقع ان يكون هناك المزيد من الضعف الذي سيشهده الاقتصاد البريطاني.   ولكن على اي حال كان المحرك الاساسي وراء ضعف الاسترليني الاسبوع الماضي هو قلة البيانات والنظرة المستقبلية الحذرة من البنك البريطاني.  وفي شهر ديسمبر، كان تفاؤل البنك البريطاني قد اطلق شرارة الحديث عن رفع سعر الفائدة في 2017 ولكن لم يبدو على البنك انه على عجلة من أمره الاسبوع الماضي.  وعلى الرغم من ان البنك البريطاني قد رفع توقعاته الخاصة بمعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي بشكل كبير ، إلا أنه حافظ على ثبات توقعاته الخاصة بمعدل التضخم.   ويتوقع البنك المركزي في الوقت الحالي أن ينمو الاقتصاد البريطاني بنسبة 2% هذا العام، مرتفعًا من التوقعات السابقة عند 1.4% في شهر نوفمبر. كما أنهم قد رفعوا من توقعاتهم لعامي 2018 و 2019 بنسبة 0.1% لكل عام، وقال البنك أنه يعتقد الآن أن معدل البطالة قد انخفض إلى 4.5%، بالمقارنة مع تقييمه السبق عند 5% قبل أن يبدأ التضخم في الارتفاع.   وساهم هذا الرفع في التوقعات من البنك المركزي في ضعف العملة البريطانية وتعديل البنك لوجهات نظره التشاؤمية حول الضرار الاقتصادي المحتمل ان يتسبب به خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) على الاقتصاد البريطاني.   وعلى الرغم من ترقية توقعاته، يبدو أن البنك البريطاني ليس على عجلة من أمره لرفع أسعار الفائدة، حيث يتوقع في الوق الحالي أن ينخفض التضخم قليلاً خلال العامين القادمين بالمقارنة مع توقعاته السابقة.   والمشكلة هي أن البنك البريطاني يفتقر إلى الوضوح حول كيفية تأثير خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) و ترامب على الاقتصاد المحلي والعالمي.   وبشكل أكثر تحديدًا، قال كارني أن رحلة خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي (Brexit) قد بدأت لتوها.  وبينما يعتبر اتجاه الرحلة واضحًا، إلا أنه ستكون هناك مطبات ومنعطفات طوال الطريق. وبعد هذه اللهجة الحذرة من كارني، أُصيب المستثمرون بخيبة أمل مما دفع الاسترليني للانخفاض.  من المقرر الاعلان هذا الاسبوع عن الميزان التجاري البريطاني وهو التقرير الوحيد المحرك للسوق من بريطانيا لهذا الاسبوع.   وعلى الرغم من ان ضعف الاسترليني قد يدعم معدل الطلب، إلا أننا نتوقع تراجع أداء الاسترليني أكثر.

 

 ارتفعت مستويات تداول اليورو مقابل الدولار الأمريكي خلال الاسبوع الماضي، إلا أنه وجد صعوبة في اختراق مستوى 1.08 للأعلى والذي أصبح مقاومة في غاية الاهمية لهذا الزوج.  وقد كانت البيانات الاقتصادية من منطقة اليورو متضاربة مما يدل على تلاشي تأثير ضعف اليورو.  فقد انخفضت أسعار المستهلك بما يزيد عن التوقعات في يناير، وتراجعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.9% بيتما كانت توقعات السوق الى ارتفاعها بسبة %0.6 . وقد الخبر السار الوحيد هو الذي جاء من ألمانيا عن سوق العمل حيث انخفضت معدلات البطالة الالمانية بما يزيد عن التوقعات.   ون الجدير بالذكر أن أداء منطقة اليورو ككل يعتبر أفضل، حيث يرتفع التضخم إلى 1.8% في يناير.  كما تسارع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الرابع وارتفع مؤشر ثقة المستهلك. لن يكون هناك اجتماع للبنك المركزي الاوروبي هذا الاسبوع، وسيتم الاعلان عن الميزان التجاري الالماني و الإنتاج الصناعي الألماني، وبالتالي من المتوقع ان يأخذ اليورو إشارات تداوله من الدولار الأمريكي. وإن صمدت المقاومة 1.08 فسوف يتراجع السورو الى 1.06 ولكن إن اخترق اليورو مستوى 1.0850لللأعلى فقد يشهد قوة أكبر واندفع الى مستوى 1.10.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى