كانت أجواء التداول ذات هدوء حذر مع افتتاح التداول في سوق العملات اليوم، حيث اغلقت الاسواق اليابانية في اجازة كما أن جدول البيانات الاقتصادية فارغ تقريبا. وكانت القصة الأكبر التي شغلت التجار في سوق الفوركس اليوم عي اعادة انتخاب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والتي تمكن من الفوز بفترة ولاية ثالثة ولكنها فشلت في الفوز بأغلبية مطلقة. لا تزال عملية العد جارية وبالتالي يبدو أن حزب الاتحاد الديمقراطي برئاسة ميركل سوف يحصل على خمس مقاعد من الاغلبية، حيث فشل شريكه الاصغر الحزب الديمقراطي الحر في تخطي حاجز الـ 5% ولن يجعله هذا في البرلمان.
وعلى الرغم من ان شعبية ميركل لا جدال فيها، حيث حصل حزب الاتحاد الديمقراطي على أكبر حصة من المقاعد من 1990، إلا أن عدم القدرة على تكوين حكومة عاملة قد تلقي بظلالها على الانتخابات الألمانية، حيث أنها مضطرة الآن الى السعي الى تكوين حكومة ائتلافية. ويعتبر المرشح الاكثر قوة هو الحزب الديمقراطي الاشتراكي المعارض برئاسة “بيير ستينبراك” . وكان هناك تحالف غير مستقر بين حزب الاتحاد الديمقراطي وبين الحزب الديمقراطي الاشتراكي في الفترة بين 2005 و 2009 ولكن قد تكون هناك مقاومة قوية من جانب الحزب الديمقراطي الاشتراكي لتكوين حكومة مشتركة بسبب مخاوفهم بأن يضم حزب الاتحاد الديمقراطي إليه أجندة الحزب الديمقراطي الحر ويقلل هذا من شعبية الحزب أكثر.
وهناك احتمالية أخرى بأن يتم تشكيل تحالف بين حزب الاتحاد الديمقراطي وبيبن حزب “الخضر” الألماني، مما سيكون أضيق نطاقا- ولكن قد يكون هناك عزوف أيضا من جانب حزب الخضر والذي يشهد تآكل في شعبيته بالفعل، وربما يثير هذا مخاوف بشأن مصير الشريك المحالف الأصغير لحزب الاتحاد الديمقراطي وهو الحزب الديمقراطي الحر والذي يشهد ضعف في قاعدة قوته.
من ناخية اخرى، من المحتمل ان تكون للشكوك والمخاوف المحيطة بالحكم الائتلافي في ألمانيا ضغط سلبي على اليورو/ دولار أمريكي. وتشير وجهة النظر التقليدية الى ان كلا من حزب الاتحاد الديمقراطي والحزب الديمقراطي الاشتراكي سيوافقان على الترتيب لتقاسم السلطة مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي الحصول على الحقيبة المالية. ومثل هذا الحكم الائتلافي قد يكون أكثر الحلول استقرارا للأحزاب السياسية في ألمانيا، حيث سيوفر هذا لميركل أغلبية واسعة في البرلمان لتنفيذ الاجندة الخاصة بها.
في الوقت اته، جاءت بيانات مؤشرات مديري المشتريات من منطقة اليورو متضاربة. فبينما سجل المؤشر المركب اعلى مستوياته خلال 27 شهر في منطقة اليورو ككل، إلا أن هذا المؤشر قد أظهر ضعفا في القطاع الصناعي بينما سجلت قراءة قطاع الخدمات قراءة جيدة. انخفضت نشاط القطاع الصناعي في فرنسا الى ما دون مستوى الـ 50 والذي يمثل الحد الفاصل بين الانكماش والتوسع، حيث وصل الى مستوى 49.5، وانخفض في ألمانيا الى 51.3 من مستوى 51.8.
ويدل تباطؤ النشاط الصناعي في ألمانيا أن التعافي في منطقة اليورو قد يواجه بعض العراقيل، خاصة مع بدأ معدلات الطلب من الاسواق الناشئة والصين في التباطؤ. ولا شك بان هذا يجعل هناك ميل اكبر الى السياسة النقدية الميسرة من ماريو دراغي في شهادته امام برلمان منطقة اليورو في وقت لاحق اليوم. ولا شك بأن دراغي يعلم جيدا بالارتفاع الاخير في اليورو/ دولار أمريكي الى ما فوق مستوى 1.3500 ، و بالتالي قد يدفعه هذا الى الحديث لدفع العملة الاسفل عن طريق التركيز على التزام البنك المركزي الاوروبي على الحفاظ على اسعار الفائدة منخفضة في المستقبل المنظور.
في الوقت ذاته، من المقرر الاعلان اليوم عن مؤشر مديري المشتريات الأمريكي الذي من المتوقع ان يرتفع الى مستوى 54.2 من مستوى 53.1 في الشهر الاسبق. وإن سجلت البيانات الامريكية قراءة أفضل من التوقعات، فقد يزداد ضعف اليورو/ دولار أمريكي أكثر ويختبر مستوى الدعم 1.3500 مع مرور اليوم.