قضى اليورو معظم جلسة التداول الأوروبية الصباحية يتخبط حول مستوى 1.2900 مع انحباس السوق في حالة من التوازن غير المستقر حيث يترقب المتاجرون المزيد من التقدم بخصوص أسبانيا واليونان وسط أجندة اقتصادية تكاد تخلو من البيانات. وقد باعت أسبانيا في مزاداتها أذونات لأجل 3 و6 أشهر بأسعار تزيد بشكل طفيف عن أسعار مزادها السابق في أغسطس (1.25% مقابل 0.988%) ولكنها تظل ضمن مستوى مريح بالنسبة للحكومة الأسبانية والتي شهدت تناقص تكاليفها للتمويل بشكل ملحوظ منذ إعلان المركزي الأوروبي لبرنامجها الخاص بالعملات النقدية المباشرة OMT.
وما يثير السخرية في إعلان المركزي الأوروبي الشهر الماضي أنه قام بتهدئة أسواق ديون الدول الأطراف بدون الحاجة لإجراءات سياسية ونتيجة لذلك قام بخفض تكلفة تمويله لأسبانيا، ما أتاح لحكمة راجوي تأجيل أي طلبات رسمية لحزمة الإنقاذ. ومع ذلك، تظل التوترات في أسبانيا قائمة مع تجدد المخاوف من حدوث انقسام محتمل من قبل إقليم كتالونيا، ما يؤجج من التوترات الجيوسياسية في المنطقة. وعلى صعيد آخر، فإن الحوار الدائر حول مستقبل اليونان في الاتحاد النقدي الأوروبي EMU يؤثر على معدلات ثقة المستثمرين مع استمرار معاناة الدولة الأضعف في منطقة اليورو مع عجز مالي أكبر من المتوقع وسيستلزم صناديق إنقاذ إضافية لا ترغب في منحه دول أعضاء كثيرة في الإتحاد الأوروبي.
ووسط هذه العوامل، لم يفلح قيام كل من صندوق النقد الدولي ومؤشر «ستاندارد آند بورز» بخفض توقعات النمو الاقتصادي في مساعدة الأمور على الإطلاق، حيث دفع الزوج إلى الخلف لأدنى من مستوى 1.2900 مع استمرار تراجع الرغبة في المخاطر. وعلى الجبهة الاقتصادية، ظلت قراءة معدلات الثقة في المنطقة مستقرة ، ولكن عند مستويات منخفضة في سبتمبر، وبدا أن الجهود السياسية التي يبذلها المسئولون الماليون في المركزي الأوروبي والاتحاد الأوروبي للتعامل مع أزمة الديون السيادية قد خففت التوترات في المنطقة. وفي ألمانيا، سجل مؤشر GFK لثقة المستهلكين قراءة 5.9، وهو نفس مستواه في الشهر الماضي، ولكنه جاء أقل مما توقعه السوق.
وقد ارتفع مقياس للتوقعات الاقتصادية إلى -17.2 في سبتمبر من -18.9 في أغسطس، ما يشير إلى أن المستهلكين قد باتوا أكثر تفاؤلاً مع اقتراب موسم الكريسماس الحاسم. ومن جهة أخرى، هبط المؤشر الذي يقيس توقعات التدخل إلى 23.9 من 31.9. وقد ظل احد المقاييس للرغبة في الشراء عند مستوى 33.1. وإجمالاً، تظل الصورة العامة للمستهلكين ثابتة ولكنها يشوبها إحساس بالحذر والترقب في ألمانيا.
وعلى صعيد آخر، ارتفعت ثقة المستهلكين في إيطاليا بشكل طفيف إلى 86.2 من 86.1، ولكنها قراءات ليست ببعيدة عن أقل مستوياته التاريخية البالغة 85.7، وفي فرنسا ارتفعت قراءة الدراسة المسحية للنشاط التصنيعي إلى 90 من 89. وتشير القراءة الإجمالية لمعدلات الثقة في المنطقة إلى بزوغ حالة من الهدوء في أوروبا ولكمنها تظل ضعيفة في أفضل تقدير مع استمرار محاولات المسئولين حل المشكلات الساخنة في دول أطراف الاتحاد.
وفي أمريكا الشمالية اليوم، تحمل لنا الأجندة الاقتصادية قراءة ثقة المستهلكين وبيانات الاحتياطي الفيدرالي من ريتشموند فضلاً عن أسعار مبيعات التجزئة الكندية والتي قد تدهشنا بانخفاضها على ضوء الضعف في أرقام مبيعات الجملة. وكان الزوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي USD/CAD محتفظًا بقراءته عند أقل من مستوى 0.9800 ولكن إذا بدأت البيانات القادمة من كندا بالضعف مع هبوط سعر النفط إلى 90 دولارًا للبرميل – فإن الزوج قد يبدأ في العودة إلى مستوى التكافؤ مع مضي الربع السنوي.